قطاع الدباغة السعودي يستعد للاستفادة من 90% من جلود الأضاحي

على خلفية إقبال السعوديين على الكوبونات واللحوم المبردة

TT

شهد قطاع الدباغة في السعودية تنافسا كبيرا للفوز بجزء من حصيلة جلود أضاحي هذا العام، التي بلغت، بحسب الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، 900 ألف رأس من الأغنام والأبقار والإبل. وعلى الرغم من الإقبال غير المسبوق من حجاج بيت الله الحرام هذا العام على مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي عبر الكوبونات، فإن عاملين في قطاع الجلود أشاروا إلى أن السوق تتوقع انتعاشا خلال الفترة القليلة المقبلة بعد فترة جمع وتوزيع الجلود.

المهندس أحمد عارف مدير عام شركة «الجيلاتين» ونائب المشرف العام على مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، الذي يديره البنك الإسلامي للتنمية، قال لـ«الشرق الأوسط» إن كل ما يتم ذبحه في المشروع يستفاد منه وبنسبة تصل إلى 90 في المائة، وأضاف: «هذا العام حقق المشروع أرقاما غير مسبوقة، كما ورد في بيان صدر أول من أمس من رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي، استنادا إلى ثقة الحجاج»، واصفا ذلك بالقفزة القوية مقارنة مع مبيعات العام الماضي، وقال: «المشروع في تقدم ويخدم فئات كبيرة من الحجاج والمواطنين». وأشار المهندس عارف إلى أن مصانع الدباغة الموجودة تستفيد من ناتج جلود أضاحي الحجاج بعد معالجتها وتجهيزها، ومن ثم يتم نقلها إلى مصنع الجيلاتين، التابع للشركة المتحدة لصناعة الجيلاتين والمواد العضوية، بالتعاون مع بعض رجال الأعمال، وذلك للاستفادة من تلك المادة في كثير من صناعات الأغذية والأدوية والغراء. وبين أن المنتج من الجيلاتين يمكن أن يصدر إلى الخارج بحسب حاجة السوق، مشيرا إلى خاصية المنتج كونه منتجا حلالا بالكامل، ومن مكة المكرمة، لتمثل قيمة مضافة في سوق يعج بمنتجات الخنازير والجيف.

من ناحية أخرى، لفت عاملون في قطاع الجلود إلى أن حجم الأضاحي لا يمثل لوحده إغراقا للسوق، عطفا على أنهم لا يستفيدون من جميع تلك الجلود، مرجعين ذلك إلى عشوائية الذبح التي تمنع الاستفادة من الجلود، مطالبين بضرورة التشديد على الطريقة الصحيحة لعملية ذبح الأضاحي.

في هذا الصدد، كان قد واجه مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي - بحسب موقعه الإلكتروني - صعوبات في بيع جلود الأغنام المنتجة من مجازر المشروع، بسبب ما يلحق بها من شقوق نتيجة سرعة الجزارين في السلخ، لا سيما أن الجزارين يتقاضون أجورهم على عدد الرؤوس التي يتم أداء النسك بها، ووفق جدول زمني محدد، مما دفع التجار إلى العزوف عن شرائها، إلا أنه تم إنشاء شركة يساهم فيها مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي للاستفادة من الجلود الممزقة واستخراج الجيلاتين الحلال منها.

وهنا أوضح محمد الخيري المسؤول بأحد مصانع الجلود بجدة لـ«الشرق الأوسط» أن ارتفاع أسعار الأضاحي والمواشي بشكل عام يعكس تأثيره على كميات إنتاج مصانع الدباغة، التي يقوم كثير منها بتصدير الإنتاج إلى الدول الأوروبية والدول المنتجة للصناعات الجلدية في آسيا. وكان مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، قد أنهى الجمعة الماضية عمليات أداء النسك في إطار المشروع لموسم الحج، بما مجموعه 931373 رأسا من الأغنام، و2409 رأسا من الإبل والأبقار، بعد إجراء الكشف الشرعي والبيطري على كل أنعام المشروع. وأوضح الدكتور أحمد محمد علي، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية أن المشروع شهد هذا العام إقبالا غير مسبوق، مشيرا إلى أن توزيع اللحوم على حجاج بيت الله الحرام في منى وفقراء الحرم قد بدأ منذ الساعات الأولى لصبيحة يوم الثلاثاء الماضي، أول أيام عيد الأضحى المبارك، وامتد التوزيع في الأيام التالية ليشمل فقراء الحرم.

وقال إن إجمالي ما تم توزيعه بلغ 81348 ذبيحة من الأغنام، و487 رأس من الإبل والبقر. وسيبدأ خلال الأسابيع القليلة المقبلة، شحن كميات من اللحوم المبردة والمجمدة برا وبحرا إلى 27 دولة، حسب خطة التوزيع المقررة لموسم حج هذا العام.

يشار إلى أن حجم سوق الدباغة، تقدر استثماراتها بما يتجاوز ملياري ريال، إضافة إلى أن السعودية تستورد 90 في المائة من المواد الكيماوية التي تستخدم في دباغة وصناعة الجلود. ويبلغ عدد المصانع في المملكة 25 مصنعا لا تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية لعدم توافر الجلود، إلا في المواسم، مما سبب تدهورا في وضع المصانع. وتفتقر المصانع للمواد الخام، مما يحول دون عملها بكامل طاقتها الإنتاجية الممكنة.