جدة: مغادرة أكثر من 120 ألف حاج جوا و6 آلاف عن طريق البحر

على متن 448 رحلة جوية و4 بحرية منذ بدء التفويج حتى يوم أمس

رحلات الحجاج المغادرين جوا تسير وفق التفويج المخطط («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي طالبت فيه إدارة الجوازات في السعودية حجاج بيت الله الحرام بضرورة المغادرة في الوقت المحدد، تفاديا لعقوبات التأخير، كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني عن بلوغ عدد الحجاج المغادرين منذ بداية تفويجهم حتى يوم أمس نحو 120 ألفا و469 حاجا على متن ما يقارب 448 رحلة جوية، مشيرا إلى أنه خلال موسم الحج يتم تشغيل نحو 144 رحلة في اليوم الواحد، وذلك بمعدل 6 رحلات كل ساعة.

فيما أوضحت إدارة ميناء جدة الإسلامي، أن حجاج البحر، قد بدأ تفويجهم منذ يوم الجمعة الماضي بواقع رحلة واحدة يوميا، تقل فيها العبارة نحو 1500 حاج تقريبا، في عملية وصفتها الإدارة بالـ«سلسة».

وأوضح خالد الخيبري مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي في الهيئة العامة للطيران المدني أن عدد الرحلات التي تعمل على نقل الحجاج المغادرين يفوق 5 آلاف رحلة من بينها ما يقارب 4300 رحلة مجدولة، لافتا إلى أن أي تأخير في واحدة منها يؤثر على خط سير الرحلات الأخرى.

يأتي ذلك في وقت حملت فيه الخطوط الجوية السعودية شركات حملات حجاج الداخل مسؤولية إشكاليات افتراش الحجيج لأرضيات مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة جراء تأخر مواعيد مغادرتهم، لافتة إلى أن تلك الحملات تنوي التخلص سريعا من حجاجها، الأمر الذي يجعلها تقوم بإيصالهم إلى المطار في أوقات مبكرة جدا ومن ثم حدوث التكدس والافتراش.

وأوضحت في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة بالخطوط الجوية السعودية أن هناك حجاجا يأتون في وقت متأخر عن ساعات حضورهم، مما يجعلهم ينتظرون في ساحات المطار إلى حين توفير رحلات بديلة لهم.

وهنا علق خالد الخيبري قائلا: «ثمة لجان تعمل على تفويج الحجاج في صالات المطار، فضلا عن تطبيق لائحة النظام على شركات الطيران الأجنبية والمتضمنة إلزامها بتقديم المرطبات لركابها في حال تأخر رحلتهم لمدة ساعة، ووجبة طعام إذا ما امتدت ساعات التأخير إلى ثلاث ساعات، بينما تلزم بتسكينهم في حال وصل التأخير إلى ست ساعات»، موضحا أن الهيئة العامة للطيران المدني تستأجر طائرة على حساب أي شركة مخالفة إذا رفضت تلك الشركة نقل ركابها، وفيما يتعلق بالخطوط الجوية السعودية، أفاد بأنه يتم تطبيق لائحة حماية المستهلك نفسها المطبقة على شركات الطيران الأجنبي، مؤكدا وجود تنسيق جار بين كل من الهيئة العامة للطيران المدني والخطوط السعودية، ولكنه استدرك قائلا: «هناك مساحة محدودة في وقت محدود لنقل ما يقارب 2.250 مليون حاج موجودين في صالات الحجاج، إلا أن قدوم بعضهم في وقت مبكر من شأنه أن يتسبب في إشكاليات الافتراش والتكدس».

وأضاف «تعود مشكلات الاختناقات والتكدس في مطار الملك عبد العزيز الدولي إلى ثقافة هؤلاء الحجاج الذين يرغبون في السفر مبكرا، فضلا عن تخلّف بعض شركات الطيران عن رحلاتها المجدولة إما نتيجة أمور فنية أو غيرها»، موضحا في الوقت نفسه أن عقوبة ذلك التخلف تنصب في الاهتمام بالمسافر أولا.

وأبان مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي في الهيئة العامة للطيران المدني أن قدوم الحجاج قبل مواعيد رحلاتهم بوقت طويل سيتسبب في زيادة العبء والحمل على طاقم المطار الموجود، لا سيما أن تأخر أي رحلة عن جدولها الموضوع سيؤثر على الرحلات الأخرى.

من جهته، ذكر عبد الله بن مشبب الأجهر مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة أن الافتراش الذي تشهده صالات وممرات مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة حاليا ليس من مسؤوليات الخطوط السعودية وإنما تتحمله جهات أخرى.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «إن جدول رحلات الخطوط السعودية يسير وفق الخطة الموضوعة مسبقا، إلا أن ما حدث خلال اليوم الأول من تفويج الحجاج أثر على جدولة الرحلات، والمتضمن تأخير تفويجهم من مكة المكرمة، الأمر الذي حال دون استطاعة الخطوط تسيير رحلاتهم».

ولفت إلى أن تأخر أول رحلة لمدة 12 ساعة نتيجة تأخير الحجاج أثّر على كافة الرحلات، إلى جانب أن طواقم العمل من كباتنة ومضيفين على متن هذه الرحلة وجدوا قبلها بنحو ساعتين وانتظروا حتى خمس ساعات أخرى، غير أنه لم تتم الاستعانة بهم بعد وصول الحجاج كونهم أصبحوا خارج أوقات عملهم الرسمية، مما اضطر الخطوط لجلب طواقم عمل أخرى فضلا عن إعادة جدولة الرحلات بشكل كامل، ولكنه استدرك في القول: «إن ما حدث كان له أسبابه، إلا أن الخطوط السعودية تحاول تغطية تبعاته بقدر المستطاع، حيث إنه منذ يوم أمس بدأت الأمور في الاعتدال بشكل كبير»، لافتا إلى أن آخر رحلة لمغادرة الحجاج ستكون في منتصف شهر محرم المقبل.

وفي سياق متصل بعملية مغادرة الحجاج، أفاد الكابتن ساهر الطحلاوي مدير عام ميناء جدة الإسلامي، بعدم وجود أي إشكاليات متعلقة بتلك العملية عن طريق البحر، خصوصا أن عددهم محدود جدا، بحسب قوله.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت عملية مغادرة الحجاج منذ يوم الجمعة الماضي بحسب جدول الرحلات الذي يتضمن رحلة واحدة فقط يوميا تقل على متنها نحو 1500 حاج».

وأشار إلى أنه سيتم الانتهاء من مغادرة الحجاج خلال الأيام العشرة المقبلة، الذين تقدم لهم الخدمات بشكل طبيعي، فضلا عن تقديم جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والمتمثلة في المصاحف، مبينا أن جميع المغادرين عن طريق الميناء هم من حجاج السودان.

إلى ذلك، حذرت المديرية العامة للجوازات من مخالفة الأنظمة وعدم التقيد بالتعليمات حول إيواء أو تشغيل أو نقل الحجاج المتأخرين عن المغادرة، مؤكدة وجود عقوبات مشددة تتضمن الغرامات أو السجن أو الاثنين معا.

ودعت في بيان صادر لها يوم أمس جميع حجاج موسم هذا العام إلى التقيد بالمواعيد المحددة لمغادرتهم إلى أوطانهم بحسب ما هو مدون في تذكرة السفر ومدة تأشيرة الحج.

وشددت المديرية العامة للجوازات على أهمية تعاون ضيوف الرحمن ومؤسسات الطوافة والتقيد بالتعليمات وأنظمة الدولة التي تقضي بعدم السماح لتأخر أي قادم إلى الحج بعد الانتهاء من الغرض الذي قدم من أجله تفاديا للوقوع تحت طائلة المساءلة والعقوبة التي أقرها النظام.