تسعيرة صالونات الحلاقة تحددها جنسية الحلاق

التركي بـ25 والفلبيني بـ20 والهندي بـ5 ريالات.. ومواطنون يطالبون الجهات الحكومية بتوحيد الأسعار

TT

يختلف تحديد تسعيرة الحلاقة في السعودية عن بقية دول العالم، التي غالبا تحددها الجهات النظامية، بينما في السعودية تحدد التسعيرة بحسب جنسية الحلاق، فكل جنسية لها تسعيرتها، وكثير من صالونات الحلاقة تضع لوحة تكتب عليها جنسية الحلاقين العاملين لديها، والتي تعتبر بعضها عامل جذب لكثير من الزبائن لما اكتسبته من سمعة مهنية في هذا المجال.

ورغم تشدد وزارة الشؤون البلدية في إلزام صالونات الحلاقة باستعمال أدوات الحلاقة ذات الاستعمال الواحد، كالأمواس، ووضع جهاز تعقيم للأمشاط والمقصات وتحديد غرامات مالية للمخالفين، وفي حال خرق تلك التوجيهات يتم إغلاق المحل أو سحب التصريح، فإن صالونات الحلاقة ما زالت تحدد أسعارها بناء على الجنسية فقط، وهو ما دعا عدد من السكان للمطالبة بضرورة تحديد تسعيرة موحدة لصالونات الحلاقة بناء على الخدمات التي يطلبها الزبون وليس استنادا إلى جنسية الحلاق كما هو متبع. ويعتبر الحلاق التركي والمغربي أكثر الجنسيات استقطابا للزبائن، وتعتبر تسعيرتهما الأعلى بين الحلاقين، بحيث يصل سعر حلاقة الذقن إلى 25 ريالا، يليهم الحلاق الفلبيني بـ20 ريالا، ثم بقية الحلاقين من جنسيات عربية وآسيوية إلى ما بين 5 إلى 10 ريالات.

واكتسب الحلاق التركي والمغربي سمعة متميزة بناء على ما يقدمونه من مواد من ماركات عالمية ومشهورة، مع نظافة وتنظيم وتعقيم الأدوات، بينما لا يهتم الحلاق الهندي والباكستاني كثيرا بجودة ونوعية مواد التنظيف، ومع ذلك ظلت هذه التسعيرة حتى مع إلزام الشؤون البلدية الصالونات باستخدام الأدوات ذات الاستعمال الواحد فقط، للحد من انتقال الأمراض عبر الأمواس.

واتفقت آراء الزبائن حول تميز الحلاق التركي بخفة اليد أثناء قص الشعر، كعامل رئيس في إكسابهم شعبية منذ عشرات السنين في السعودية دون النظر إلى الديكور أو موقع المحل.

بينما رأى البعض أن الحلاق الهندي أو الباكستاني يحلق «بطبيعته»، دون أن يتصنع في عمله، ولا يقدم عبارات ترحيبية أو يبدي رأيه في قصة الشعر أو الذقن، خلافا للحلاق التركي.

وأوضح عبد الله الخالد أحد موظفي شركة سياحية في خدمة العملاء أن عمله الذي يتطلب الظهور بمظهر لائق يدفعه لاستقطاع مبلغ من راتبه الشهري لزيارة صالونات الحلاقة، والبحث عن كل جديد في عالم القصات الرجالية، شريطة أن تكون ذات مظهر لا يبعث على الاشمئزاز والتقزز في القصات التي يقدم عليها بعض الشباب من قصات غريبة تخالف العادات والتقاليد. وبين الخالد أنه يركز على الصالونات ذات العمالة المغربية والتركية وقد كون علاقات جيدة مع معظم الحلاقين، ويرجع السبب إلى تفهمهم رغبته في نوع القصة والذقن على عكس العمالة الفلبينية والهندية، بالإضافة إلى أن الحلاقين الأتراك يحرصون على تعطير المحل، وتوفير جهاز تلفاز في مقاعد الانتظار، بينما تجد محلات الحلاقة الأخرى رائحتها كريهة - بحسب وصفه - بسبب تواجد العمالة باستمرار في صالونات الحلاقة لمشاهدة التلفاز. بينما لم يعر أسامة فائز الحربي اهتماما بخيارات الصالونات بسبب إلزام الجهات الرسمية ذات العلاقة بالنظافة بشكل عام، ونظافة وتعقيم الأدوات بشكل خاص، مما يجعل رفع سعر الحلاقة لبعض العمالة غير مبرر في الوقت الحالي. وطالب بوضع تسعيرة محددة، وخاصة في قصة الشعر والذقن، وقال: «يمكن ترك الخيار في التسعيرة للخدمات الأخرى، كتنظيف البشرة وفرد الشعر لأصحاب المحل والزبون للمفاصلة في السعر».

ورغم أن صالونات الحلاقة من أكثر المحلات التي يفضل السعوديون فتحها لانخفاض تكلفة المشروع مقارنة بالعائد الجيد، وعدم وجود مخاطرة اقتصادية كبيرة في تعثر المشروع، فإن السعوديين لا يفضلون العمل بأنفسهم في مهنة الحلاقة، بسبب عدم اقتناع كثير منهم بمهارة السعودي في هذا المجال، وثانيا عدم وجود جهات حكومية مدربة وداعمة لهذه المشاريع.