أمانة جدة: قرب الانتهاء من تنفيذ 50 ساحة بلدية بتكلفة 30 مليون ريال

سيتم افتتاحها على 5 دفعات متفرقة بدءا من الشهر المقبل

30 مليون ريال تكلفة الساحات البلدية الـ50 التي يتم إنشاؤها في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت أمانة محافظة جدة، أمس، قرب الانتهاء من تنفيذ نحو 50 ساحة بلدية موزعة على عدد من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، التي من المتوقع افتتاحها مع نهاية العام الميلادي الحالي، وذلك بإجمالي تكلفة بلغ ما يقارب 30 مليون ريال.

ويأتي ذلك تأكيدا لما انفردت بنشره «الشرق الأوسط» في عددها رقم 11624 بتاريخ 25 من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي حول اعتزام أمانة جدة تدشين مشروع إنشاء 50 ساحة بلدية في جدة والمتضمنة مساحات خضراء محتوية على مضامير للمشي وملاعب شبابية لكرة القدم والسلة والطائرة، فضلا عن ألعاب للأطفال داخل الأحياء السكنية.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» آنذاك مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة عن بلوغ تكلفة ذلك المشروع نحو 30 مليون ريال، الذي تم الانتهاء من نحو 90 في المائة منه، مبينا أنه سيتم افتتاحه في يوم واحد نهاية العام الحالي.

وأضاف حينها: «ما تبقى من المشروع يتعلق باستكمال أغراض الزراعة من تركيب لشبكات الري والإنارة وغيرها، فضلا عن احتواء الساحات البلدية على مرافق الحديقة العامة مثل المقاعد وسلال المهملات».

الدكتور بهجت حموة مدير عام الحدائق والتشجير والمرافق البلدية في أمانة محافظة جدة أوضح أنه كان من المفترض افتتاح الساحات البلدية جميعها في وقت واحد، إلا أنه من المقرر أن يتم افتتاح كل 10 منها على حدة، وذلك بهدف إكسابها رونقا خاصا، بحسب قوله.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يعتمد تشغيل تلك الساحات البلدية على التشغيل الاجتماعي بين كل من مراكز الأحياء وجمعية أصدقاء جدة، فضلا عن إمكانية الاستعانة برعاية الشباب أو الإدارة العامة للتربية والتعليم من خلال معلمي التربية البدنية للاستفادة من ملاعبها خلال الفترة المسائية في أنشطة الطلاب».

وأشار إلى احتمالية وجود فئات معينة في المجتمع قد يعملون على استخدام مرافق الساحات البلدية بشكل خاطئ والعبث بها أو إتلافها، وهو ما يصعب على أمانة محافظة جدة السيطرة عليه، غير أن إيعاز متابعة تلك الأمور إلى مراكز الأحياء يعد أكثر نجاحا في ظل التركيز حاليا على دور هذه المراكز والتركيز عليها بالمجتمع.

ولفت إلى أن مراكز الأحياء ستكون مسؤولة عن تنظيم النشاطات التي تشهدها الساحات البلدية وترتيب إقامة الدوريات الرياضية بها، فضلا عن التدخل في حل مشكلات المضايقات بها أو سوء استخدامها، لا سيما أن تلك المراكز مكونة من كبار أهالي الحي أنفسهم.

وأضاف «من الممكن لمراكز الأحياء الاستعانة بأئمة المساجد لديها من أجل إلقاء خطب توعوية للأهالي حول استخدام المرافق العامة بالشكل الصحيح، إلى جانب استدعاء السكان في حال وقوع أي إشكالية بتلك الساحات ومعالجة الأمور معهم».

وأبان مدير عام الحدائق والتشجير والمرافق البلدية في أمانة محافظة جدة أن جمعية أصدقاء جدة تربطها علاقة جيدة بالأمانة، خصوصا أن الأولى تهتم بالحدائق في ظل مساهمتها في إنشاء بعض منها كونها تعد حلقة وصل بين أهالي المدينة والأمانة. وزاد: «بدأت هذه الجمعية في إطلاق نشاطات معينة تستهدف أهالي الأحياء وتنظيم دوريات رياضية بها، إضافة إلى البدء في استقطاب الشركات الخاصة بالمستلزمات الرياضية من أجل المساهمة في توزيع بعض تلك المستلزمات على الأهالي بهدف تشجيعهم على ممارسة الرياضة».

الجدير بالذكر أن الساحات البلدية المزمع البدء في افتتاحها مع نهاية الشهر المقبل، تم تصميمها بحيث تعمل على توفير أنشطة ترفيهية تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية، كونها تحتوي على ملاعب متعددة الأغراض للشباب، وملعب ومساحة لعب للأطفال الصغار، فضلا عن جلسات للعوائل وأخرى للشباب، وممشى حول الحديقة، إلى جانب مرافق الحديقة العامة مثل المقاعد وسلال المهملات.

وبحسب الدكتور بهجت حموة، فإن تلك الساحات البلدية ستوفر 32 ملعبا لكرة القدم بمتوسط مساحات 950 مترا مربعا لكل ملعب، فضلا عن 34 ملعبا لكرة السلة يبلغ متوسط مساحة كل ملعب منها نحو 500 متر مربع، وإيجاد 9 ملاعب لكرة الطائرة الشاطئية (الرملية)، وتوفير 50 ملعبا رياضيا صغير الحجم متعدد الأغراض.

كما تشتمل الساحات البلدية على 50 منطقة ألعاب للأطفال ومناطق جلسات للعوائل، ومضمار للمشي بعرض 2.5 متر، حيث إن المساحة الكلية للساحات تبلغ نحو ربع مليون متر مربع، تشكل المسطحات الخضراء منها ما نسبته 60 في المائة.

وبين مدير عام الحدائق والتشجير والمرافق البلدية في أمانة محافظة جدة أنه تم التركيز في توزيع الساحات البلدية على الأحياء ذات الكثافة السكانية المرتفعة، التي تشهد وجود منازل متعددة الطوابق.

واستطرد في القول: «يهدف ذلك الإجراء إلى إتاحة المجال للشباب وكبار السن من أجل الاستفادة منها، إضافة إلى إمكانية استغلالها من قبل المدارس في تنظيم الدوريات الرياضية بها خارج أوقات الدوام المدرسي».

وفيما يتعلق بتقسيم وجود الساحات البلدية، ذكر الدكتور بهجت حموة أن نحو 21 ساحة بلدية موجودة في أحياء شمال جدة، ومثلها بأحياء وسط وشرق جدة، في حين تحتوي أحياء جنوب جدة على 8 ساحات.

وتعتمد الساحات البلدية في ريّها على الري الآلي ذي التشغيل الذاتي المقنن، فضلا عن استخدام نظام الإضاءة المؤقت والنباتات الطبيعية لأرضيات ملعب كرة القدم، حيث تعتبر هذه الساحات ببعض مميزاتها صديقة للبيئة، إضافة إلى مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة في الكثير من التصاميم الإنشائية الخاصة.

وبالنسبة لصيانة الساحات البلدية الـ50، أكد الدكتور بهجت حموة أن هذه العملية تندرج تحت عقد موجود لدى الأمانة بمسمى صيانة المرافق العامة، وتتضمن كل ما تحويه الحدائق من مقاعد وأعمدة إنارة وسلال للمهملات والأرصفة وغيرها.

وأضاف «تتم صيانة الساحات البلدية عبر طريقتين، تتمثل الأولى منها في الأعمال المدنية كالملاعب والشبك وأعمدة الإضاءة والكشافات وألعاب الأطفال وغيرها، في حين تتضمن الطريقة الأخرى صيانة الأعمال الزراعية وتنظيفها عبر مقاول الزراعة المختص»، مشيرا إلى أن هذه الخطة أحدثت نوعا من التخصص في أعمال المقاولين كل بحسب مجاله.