قبل 72 ساعة من انقضاء الإجازة.. المخيمات تتمسك بأسعارها المرتفعة

تمديدها وسع خيارات السعوديين.. والبعض رتب لها مسبقا

لا تزال المخيمات تتمسك بأسعارها المرتفعة على الرغم من قرب انقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك («الشرق الأوسط»)
TT

قبل أقل من 72 ساعة على انقضاء إجازة موسم الحج وعيد الأضحى المبارك، ما زالت تتمسك الكثير من الاستراحات والمخيمات البرية بمعدلات سعرية مرتفعة قياسا بما كانت عليه في الفترة ذاتها من العام الماضي.

وتعتبر الإجازة ومواسم الأعياد من أكثر الأوقات في إقبال الأسر على استئجار المخيمات البرية التي تتوافد عليها العوائل منذ الأيام الأولى للإجازة وشهد موسم إجازة الحج وعيد الأضحى هذا العام، اعتدالا في درجات الحرارة مما أدى إلى إضفاء نوع من الحماس للخروج والبعد عن صخب المدينة وقضاء بعض الوقت في التنزه والاستمتاع بالهواء النقي.

وهناك بعض العوائل السعودية تفضل السفر إلى بعض البلدان الخليجية والعربية لاستثمار فترة المهرجانات التي تقدمها تلك البلدان خلال هذه الفترة، وأكد مختصون لـ«الشرق الأوسط» اكتمال المقاعد للمسافرين لبعض دول الخليج مثل الإمارات والدول العربية بزيادة عن الأعوام الماضية بـ30 في المائة.

ويقول ناصر الطيار، رئيس مجموعة «الطيار للسفر والسياحة» لـ«الشرق الأوسط» إن الإقبال على السفر خلال عيد الأضحى ارتفع عن بقية الأعوام الماضية بنسبة 30 في المائة، مرجعا السبب إلى دخول شهر رمضان المبارك هذا العام 2010 على الإجازة الصيفية، بالإضافة إلى المهرجانات والاحتفالات التي تقام في بعض الدول الخليجية لجذب الكثير من السعوديين والعرب.

وأضاف أنه لا توجد أزمة في مقاعد العودة التي يتوجس بعض المسافرين منها كما هو الحال في مسافري الإجازة الصيفية كما كان العام الماضي.

ويتوقع أن تبدأ مع نهاية اليوم، وغدا (الخميس)، عودة المواطنين الذين فضلوا قضاء الإجازة في خارج البلاد.

من جهة أخرى، فإن أسعار المخيمات التي تعرف في مستوياتها وفئاتها بأنها لـ«كبار الشخصيات» في منطقة الثمامة، فإن أسعارها تبدأ من 1000 ريال وحتى 5000 ريال لليوم الواحد (3750 - 18375 دولارا)، حيث يتم توفير كافة الاحتياجات المختلفة لها لضمان راحة المستأجرين خلال إجازة عيد الأضحى المبارك من ماء ومواتير كهرباء وقنوات فضائية وألعاب بلاي ستيشن وغيرها من الألعاب، بالإضافة إلى وجود ملاعب لكرة القدم ودراجات نارية وطباخين في بعض المخيمات، بينما تختلف تلك الخدمات في المخيمات الأخرى.

وفي جولة قامت بها «الشرق الأوسط» في منطقة الثمامة شرق شمالي العاصمة السعودية الرياض، حيث يشهد طريق الثمامة تنامي حركة بيع الحطب والأواني المنزلية والدلال والأباريق، وملابس الشتاء والمشالح والفراء، ووسائل التدفئة، وتأجير الدراجات النارية، ومواتير الهواء وغيرها من مستلزمات الرحلات البرية، حيث تتجه رغبات السعوديين خلال العيد للمناطق الصحراوية في الغالب، بينما تتوجه بعض الأسر إلى الحدائق العامة داخل المدينة، التي لا تحتوي سواء على بعض الألعاب الكلاسيكية.

ويقول أحد أصحاب المخيمات التي خصصها لأسرته إنها كلفته أكثر من 100 ألف ريال (375000 دولار)، نتيجة احتوائها على جميع متطلبات المخيمات ذات المستوى الراقي، حيث تحتوي على عدد من الخدمات الكمالية.

وأضاف أن المخيم تتوفر فيه جميع احتياجات الأطفال والشباب من الألعاب الإلكترونية وملاعب كرة قدم وطائرة وقنوات وغيرها وطباخين وحارس للمخيم وعدد كبير من الخيام التي تدخل ضمن الفخامة غير معتادة في البيئة الصحراوية.

ويتحدث محمد السالم لـ«الشرق الأوسط» عن أسعار التأجير التي وصلت لها المخيمات لأرقام عالية والتي تعتبر من المخيمات رخيصة الثمن التي لا يوجد بها إلا الخيمة فقط، دون وجود مواتير للكهرباء وغيرها، أما المخيمات التي توجد بها جميع الخدمات التي يبحث عنها المستأجر فهي غالية الثمن وتتراوح ما بين 1000 إلى 4000 ريال لليوم الواحد (3750 - 15000 دولار).

ويتحدث لـ«الشرق الأوسط» ناصر السفياني، أحد المتنزهين في منطقة الثمامة قائلا: «إن أسعار المخيمات ليس عليها رقيب من بعض الجهات المتخصصة».

وطالب السفياني بضرورة وجود رقابة على المخيمات التي توجد في منطقة الثمامة وغيرها من المناطق القريبة من الرياض حتى لا يكون هناك استغلال من قبل أصحابها.

ويضيف أحد مالكي المخيمات بالثمامة أن الأسعار التي يعتبرها البعض عالية الثمن في أيام عيد الأضحى المبارك طبيعية، حيث إن هذه الفترة تعد فترة الذروة للمخيمات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أيام العيد الثلاثة الأولى هي التي تتم فيها زيادة السعر عن بقية الأيام العادية. ويعمل عدد من الأسر السعودية إلى وضع خطتين قبل تمديد الإجازة وبعد تمديدها لمواجهة الأمر الواقع الذي سلب من بعض الأسر الوقت في التفكير في الذهاب لقضاء الإجازة في ترتيب مسبق.