السعودية: عودة المدارس تتقاطع مع شتاء قارس

مطالبات بتأخير الحصة الأولى لـ8:30.. في ظل إلغاءات محتملة للطابور الصباحي

ينادي أولياء أمور الطلاب بضرورة إلغاء الطابور الصباحي نظرا للأجواء الباردة التي سترافق العودة للمدارس («الشرق الأوسط»)
TT

صدح نذير شتاء قارس هذا العام، بعد أن تأثرت منطقة حائل (شمال السعودية) بجبهة هوائية باردة أسهمت في انخفاض ملموس في درجات الحرارة خلال الأيام القليلة الماضية.

ومنذ أن بدأ العد التنازلي لعودة المدارس التي تستأنف فتح أبوابها غدا، بدأ سكان السعودية بمختلف فئاتهم العمرية في التوافد على محال الملابس الشتوية لشراء الملابس الدافئة، وعلى رأسهم طلاب وطالبات مراحل التعليم المختلفة.

وتشير التوقعات إلى أن شتاء هذا العام الذي سيدخل رسميا في 22 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لأكثر من 80 يوما، سيكون قارسا وذلك لتأخر نزول الأمطار، حيث توقع فلكيون أن فصل الشتاء سيحل أبرد من شتاء العام الماضي بسبب المرتفعات السيبيرية التي ستؤثر على شبه الجزيرة العربية وهي من الأسباب الرئيسية التي تحد من المنخفضات الجوية الممطرة.

ومع انخفاض درجات الحرارة الصغرى في وسط السعودية وشمالها لتصل إلى 7 و6 درجات مئوية، ووصولا إلى 8 درجات في جنوب السعودية، تتجلى بعض التساؤلات التي قد تعتبر سنوية في هذا الوقت وهي برودة الطقس وما إذا كانت تؤثر على عودة طلاب وطالبات التعليم العام والعالي.

ولتفادي هذا البرد يطالب الأهالي بتأخير الدوام الرسمي للطلاب إلى الساعة الثامنة والنصف بدلا من الثامنة لتأخر شروق الشمس، إضافة لبرودة الجو التي تكون وقت الصباح الباكر، ويحتم ذلك على المسؤولين عن التعليم متابعة نشرات الأحوال الجوية المختلفة بشكل يومي بعد أن أصبح الشتاء أكثر قسوة خلال السنوات الماضية.

وفي الوقت الذي تعاود مدارس حائل بمختلف مراحل التعليم العام فتح أبوابها غدا مع التحول للدوام الشتوي بدءا من انطلاق الدراسة بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، حيث يبدأ الدوام الساعة 7:45، وجه الدكتور عبد الرحمن القحطاني المشرف على إدارة التوعية الصحية في وزارة الصحة بأن من البديهي عمله تحسبا لمخاطر الطوابير الصباحية في المناطق شديدة البرودة ضرورة الاهتمام بالملبس الذي يسمح بمرور القليل من الهواء ولا يكون خفيفا يسمح بدخول الهواء لجسم الإنسان فيسبب الأمراض الموسمية.

كما أشار إلى عدم التعرض إلى التقلبات الجوية السريعة فمن هواء حار تحت تكييف حار، إلى الهواء البارد الذي يكون عادة في الأجواء في فصل الشتاء.

وشدد الدكتور القحطاني على أهمية التغذية عند الإفطار الصباحي واحتوائها على عناصر تقي من أمراض الشتاء، وأكد على متابعة الوالدين للأطفال وذلك عند اكتشاف إنفلونزا في مراحلها الأولى.

ورغم التخوفات التي قد تشاع قبيل بدء العودة إلى المدارس في السعودية، فإن الصورة لا تزال ضبابية، فاكتشاف نوع جديد من أنواع الإنفلونزا الموسمية وهي إنفلونزا الخنازير تشكل هاجسا لدى الكثير من الطلاب والطالبات في مقابل استعدادات من قبل الجهات المعنية عالية خشية تفشي مرضى إنفلونزا الخنازير في المدارس، حيث منحت صلاحيات واسعة لمديري بعض المدارس باتخاذ قرارات تمنع حدوث ذلك.

وشهدت السعودية في إدارات تعليمية في مناطق الحدود الشمالية إلغاء الطابور الصباحي بجميع مدارس المنطقة، وذلك تحسبا لموجات البرد التي تجتاح المنطقة هذه الأيام، وتأخير موعد الدوام الرسمي نصف ساعة، كما منحت الصلاحية إلى مديري المدارس بإلغاء مادة التربية البدنية، خصوصا في المدارس التي ليس لديها صالات مغلقة، في حين اتهم مواطنون مدارس بمخالفة قرارات إدارة التربية والتعليم، وذلك بإلزام الطلاب بحصص التربية البدنية.

فيما تم توزع 1000 مدفأة و400 مكيف على مدارس المنطقة؛ لتوفير أجواء دافئة داخل الفصول الدراسية، حيث تشكل المباني المستأجرة 25% من مجمل مدارس المنطقة.

كما أن إدارة التعليم في ذات المناطق التي تكون ذات طقس بارد تتعاون مع مستشفيات المنطقة، تنفذ برنامجا توعويا في جميع مدارس المنطقة يحث الطلاب على توخي الحذر من موجات البرد وتناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.

إلى ذلك وجه الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة تبوك، قبل أيام بتطبيق توقيت الدوام الشتوي في جميع مدارس البنين والبنات في المنطقة اعتبارا من السبت المقبل، بناء على ما تقتضيه التغيرات المناخية وقرب فصل الشتاء وتطبيق اللوائح المنظمة للدوام الشتوي في المدارس.

وأوضح الدكتور محمد بن عبد الله اللحيدان المدير العام للتربية والتعليم في منطقة تبوك أن الطابور الصباحي لجميع المراحل الدراسية سيكون في تمام 7:45، فيما تبدأ الحصة الأولى الثامنة صباحا طيلة فصل الشتاء، مشيرا إلى أن المدرسة لها صلاحية إلغاء الاصطفاف الصباحي عند برودة الجو، مشيرا إلى أن هذا يأتي في إطار التوجيهات بتطبيق هذا التوقيت بداية فصل الشتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ما يؤثر على صحة الطلبة والطالبات، مفيدا بأنه تم تزويد المدارس كافة بكميات كبيرة من أجهزت التدفئة.

من جهته أوضح حمد العمران مدير التعليم بمنطقة حائل لـ«الشرق الأوسط» أنه تم عمل صيانة دورية ووقائية مسبقا لأكثر من 200 مدرسة بنين وبنات تشمل جميع وسائل التدفئة في المدارس وعمل عوازل في بعض المدارس للوقاية من تقلبات الطقس.

وفي مقابل ذلك يقسم السكان المحليون الشتاء لقسمين ويكون بداية بما يعرف محليا بـ«المربعانية» وتستمر 40 يوما وهو أشد برودة وتكون الصغرى فيه دون الصفر المئوي، وخصوصا في المناطق الصحراوية وتكثر فيه الأمطار والضباب والصقيع ويتميز بأن البرودة تأتي من باطن الأرض، وتضرب بـ«المربعانية» الأمثال لشدة برودتها.

أما القسم الثاني من تصنيف الأهالي يعرف بـ«الشبط»، ويأتي بعد رحيل «المربعانية» ويعرف أيضا بـ«ولد المربعانية»، وببرد البطين ويستمر «الشبط» 26 يوما وتتسم أيامه الأولى بالبرد الشديد، وخاصة مع هبوب رياحه الباردة.

ويروي الأهالي أن «المربعانية» أوصت ابنها «الشبط»، بأنها لم تضر الفقير الذي لا يجد وسيلة تدفئة وطعاما يكافح به البرودة، وذلك لأن ضرر شباط لا يترك غنيا ولا فقيرا إلا ويسبب له الضرر.

ولشدة برودة هذا القسم قام البعض من الأهالي سابقا بتسمية أبنائهم باسم شباط لهذا القسم حيث كان سابقا يسمى على موقع أو فصل.

ومن جهة أخرى قامت معارض الأجهزة الكهربائية بعرض وسائل التدفئة أمام محلاتها والقيام بعمل إعلانات بعد زيادة الطلب في السوق من قبل الأهالي استعدادا للشتاء.

وفي ذلك أكد عصام أحمد بائع بأحد محلات الأجهزة الكهربائية بحائل أن الطلب زاد منذ دخول شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وقمنا بعمل طلبيات كثيرة من الموردين لمواجهة زيادة الطلب على وسائل التدفئة، وبين عصام أن طلبات الزبائن خلال الأشهر القادمة تقتصر على التدفئة ويقبل السكان على دفايات «القار» تحديدا مع إقبال أقل على دفايات الزيت والكهرباء.

وفي المقابل اكتظت محلات صيانة الأجهزة الكهربائية هي الأخرى بوسائل التدفئة من تكييف ودفاية بغرض عمل الصيانة لها قبل الشتاء، مع طلب مماثل على محلات الملابس الشتوية.

من جانبه جدد الملازم أول عبد الرحيم الجهني الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بحائل تحذيراته من استخدام توصيلات كهربائية رديئة الصنع وتحميلها أكثر مما تحتمل لأنها قد تتسبب في حريق نتيجة حمل زائد، موصيا بالاستخدام الأمثل لأجهزة التدفئة وبعيدا عن وجود مواد قابلة للاشتعال، وعدم وضعها في الممرات، وعدم ترك الأطفال لوحدهم بالقرب منها.

يشار إلى أن موسم شتاء العام الماضي شهد شدا وجذبا بين وسائل الإعلام وإدارات التعليم في البلاد حول وفاة بعض الطلاب إما نتيجة لأمراض سابقة أو بسبب شدة البرودة التي كانت وسائل الإعلام تركز عليها.