مكة المكرمة: 3 قرى تمتنع عن إرسال أبنائها وبناتها إلى المدارس لـ3 أسباب

تعليم مكة: وفرنا لهم كل وسائل النقل

TT

قررت قرية بأكملها منع إرسال أبنائها وبناتها للانخراط في المدارس الحكومية في أكثر من ست مدارس للبنين والبنات جنوب العاصمة المقدسة، حيث امتنع أكثر من ثلاثمائة وعشرين طالبا وطالبة - من قرية عمق جنوب مكة المكرمة التي تبعد عنهم أكثر من 25 كيلومترا - عن الحضور للمدارس الحكومية في أول يوم بعد عودتهم من إجازة شهر الحج.

ولخص الأهالي السبب في إضراب أبنائهم وبناتهم عن الدراسة إلى ثلاثة أسباب رئيسية هي: بُعد المدارس عن قرية عمق بمائة كلم ذهابا وعودة، ناهيك بمنع إرسال أبنائهم وبناتهم إلى المدارس الحكومية بفئاتها الثلاث بحجة كثرة الحوادث المرورية، ومماطلة الوعود التي قطعتها لهم إدارة التربية والتعليم في مكة المكرمة، على حد قولهم.

وطالب أهالي القرية الذين يبلغ عدد سكانها أكثر من 10 آلاف نسمة بإيجاد مدارس تتمركز في قريتهم، بعد خسائرهم المتكررة في الأرواح جراء حوادث السير المتواصلة، التي تربط أهم أسباب تلك الحوادث جراء إيصال أبنائهم إلى المدارس البعيدة عن قريتهم.

وقرر الأهالي بقرار جماعي عدم إرسال أبنائهم، بعد ما وصفوه بتعنت إدارة التربية والتعليم في مكة المكرمة، وعدم وفائها بما قطعته لهم من إنجاز مشاريع حكومية تعليمية، وأنهم باتوا يدفعون فاتورة التأخير من دماء أبنائهم وبناتهم الذين أفنت الطريق عمرهم، ما بين 100 كيلومتر ذهابا وعودة، في ظل وجود طريق ضيق يصلهم بالمدارس التي يتتلمذ أبناؤهم فيها.

وأوضحوا أن قراهم، قرى الفالحية والبيضاء والرياض، تقع على طريق الساحل، بينما القرية التي توجد بها المدارس الحكومية تسمى الخضراء، وما بين القريتين يلجأ الأهالي إلى إرسال أبنائهم الصغار لقيادة المركبات لإخوانهم وأخواتهم، وهم غير مهيئين لقيادة المركبات بحجة صغر سنهم، غير أنهم اضطروا قسرا بسبب رغبة الأهالي في عدم توقف أبنائهم عن الدراسة.

وقال الأهالي إن وعودا قوية قد قطعت لهم من قبل تعليم مكة، خصوصا أن آخرها هي فتح مدرسة للبنات، إلا أن المبنى ما لبث أن تم وقفه بحجة عدم موافقة إدارة المالية في تعليم مكة على استكماله، وهو ما دفع صاحب المبنى إلى التنازل عن الإيجار، إلا أن تعليم مكة أصر على وقف فتح المدرسة، مما أغضب الأهالي وجعلهم يقدمون على مثل هذه الخطوة، للتعبير عن احتجاجهم واستيائهم من الوضع الذي يعيش فيه أبناؤهم.

المدارس التي توقفت عن معاودة الركض أسوة ببقية مدارس مكة المكرمة تحتضن بين دفتيها 120 طالبا و200 طالبة يدرسون في جميع مراحلها التعليمية، ابتدائي، ومتوسط، وثانوي، حيث يواصل بعض أولياء أمور الطالبات نقل بناتهم إلى المدارس عن طريق حافلة إيجار تتسع لخمسة وعشرين راكبا، يستقلها أكثر من 75 طالبة، وهو ما يعني زيادة الحمولة الاستيعابية إلى ثلاثة أضعاف عن حمولتها الأساسية.

من جهتها شكلت إدارة التربية والتعليم في العاصمة المقدسة لجنة للوقوف على أسباب إضراب الطلاب عن الحضور لمدارسهم صباح أمس، وأكد الدكتور محمد الشمراني نائب مدير التربية والتعليم في منطقة مكة المكرمة أن اللجنة ستقوم صباح اليوم بزيارة للقرى التي امتنع أبناؤها عن الحضور للمدارس، مشددا أنه لا ينبغي من الأهالي إرغام أبنائهم عن التوقف بحجة القرب والبعد من وإلى قراهم، خصوصا أن إدارة التعليم قد وفرت لهم وسائل نقل من منازلهم إلى مدارسهم، وأنه لا بد أن تسير عجلة التعليم في المنطقة تحت أي ظرف من الظروف.

وعن صحة ما نسبه الأهالي عن إقامة مشاريع تعليمية وتأخيرها من قبل إدارة تعليم مكة، أكد الشمراني أنه تم الرفع للوزارة بحاجة المنطقة إلى مدرسة، مشيرا إلى أن أولياء الطلاب قد رفعوا في وقت سابق شكوى إلى وزارة التعليم، حول عدم وجود مدارس في قراهم، وأن وزارة التعليم قد أحالت خطاب شكواهم إلى تعليم مكة، مبينا أنه من المتوقع أن يعتمد العام المقبل مدرسة للمرحلة المتوسطة للطلاب.