مركز «العون».. فكرة ولدت في جبال لبنان.. وعاشت في جدة

يحتفل طوال العام المقبل بمرور 25 عاما على تأسيسه

TT

«في أحد أيام الصيف بلبنان، مر أطفال من ذوي الإعاقة الذهنية منادين: (ماما). استفسرت إحدى المرافقات عن السبب، أجابتني: (بسبب الزي العربي الذي ترتدينه). فالأطفال مبعوثون من السعودية لتأهيلهم ورعايتهم بمركز (الصلح) في برومانا بلبنان، لعدم وجود مركز مماثل في السعودية وقتذاك. تألمت كثيرا لبعدهم عن أهلهم واشتياقهم، ومنذ تلك اللحظة التي اتخذنا فيها القرار قبل خمسة وعشرين عاما، وحتى هذه الليلة، والمركز يؤهل أطفالا من ذوي الإعاقات العقلية في جدة، ضمانا لاستقرارهم، وعدم تأثرهم سلبيا نتيجة غربتهم عن أهليهم وفقدان الارتباط بهم».

كان ذلك مقطعا من كلمة ألقتها سعاد الجفالي ابنة مؤسس مركز تأهيل للمعاقين في جدة، وعضو مجلس الأمناء، مساء أول من أمس، إذ يحتفل مركز «العون» بمرور 25 عاما على تأسيسه، انطلاقا من عام 1985.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المركز عن حزمة احتفالات للمناسبة، قرر أن تطال السنة بأكملها، لا سيما أن الأنشطة المعتادة للمركز زادت لجميع الفئات المدرجة.

وقال إياد الشرفا نائب مديرة المركز لـ«الشرق الأوسط»: «إن الاحتفال تكريم للداعمين، لكن احتفال الأطفال خصصنا له الفترة الطويلة، لنزرع جرعات الأمل التي نحرص على جني ثمارها في تقدم كل طالب وطالبة في مرحلة التأهيل داخل المركز».

وينخرط في المركز 350 طفلا يرعاهم 150 من المختصين في التأهيل، بينما يكلف الطفل الواحد نحو 15.9 ألف دولار أميركي سنويا (60 ألف ريال) يتكفل بها المركز، وتتفاوت المبالغ التي يدفعها الآباء، بحسب إياد الشرفا، ويشير إلى أن المعدل يناهز 700 دولار سنويا كدعم معنوي للمركز الذي يرعى أطفالهم، وهناك من يتكفل برعايتهم بشكل كامل، باستثناء 150 ريال سنويا.

وتقول سعاد الجفالي إن احترافية المركز جاءت نتاجا لزيارة مراكز متخصصة مماثلة لدول عدة، كالسويد وإنجلترا والدنمارك وألمانيا والأردن ولبنان. وذلك لبحث ودراسة الأساليب الحديثة وتطويرها وترجمتها لتلائم الدين والتقاليد». وتكمل: «تطورت الفكرة وتبلورت تدريجيا. ورغم الصعوبات التي واجهتنا في ذلك الوقت فإننا بدأنا بالتنفيذ».

إلى ذلك، يشرع المركز في أولى أنشطة الاحتفال المستمرة لسنة كاملة، تبدأ من يوم الرابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وينتظر طلابه أنشطة رياضية واجتماعية، بينما سيخصص شهر أبريل (نيسان) لإخوة وأخوات أطفال مركز «العون»، إذ يدعون إلى المشاركة والحضور كل أربعاء، وعلل المركز ذلك بـ«خلق مزيد من الترابط والتوعية الأسرية». بينما يشهد شهر مايو (أيار) عروضا للأجنحة الخاصة بالأطفال، إلى جانب أنشطة دورية مدرجة في الأجندة السنوية للمركز.