40 فتاة سعودية يقهرن الإعاقة ويشاركن بمنتجات نوعية في المعرض الدولي للديكور والأثاث

برزت إبداعاتهن في التطريز وخياطة الملابس وإنتاج القطع اليدوية الفنية

فتاة تعرض إنتاجها في معرض «ديكوفير» في جدة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أبرزت 40 سعودية من ذوي الاحتياجات ملكات خاصة في مجالات التطريز وخياطة الملابس وإنتاج القطع اليدوية الفنية، وذلك عبر مشاركتهن في فعاليات المعرض الدولي للديكور والأثاث الذي تم تدشينه في جدة مساء الأحد الماضي.

وأوضحت نهى الجندي، المديرة التنفيذية لمركز نسمة للتطريز والخياطة، لـ«الشرق الأوسط» طريقة تواصلهن مع الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة والمختلفة عن طريق معهد الأمل ونادي الصم، مشيرة إلى أن المركز يستهدف بالدرجة الأولى الفتيات السعوديات من ذوي الاحتياجات الخاصة لإعدادهن وتدريبهن على الحرف اليدوية والخياطة والتطريز، من أجل إعدادهن للعمل في هذا المجال.

وأشارت إلى أهمية هذا المركز في تدريب الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير فرص التدريب والعمل لهن، مؤكدة أن تدريب الفتيات لديهن واستقطابهن يكونان بحسب الأماكن الشاغرة، حتى يتم توظيفهن حال انتهائهن من التدريب، لافتة إلى أن الشهر المقبل سيشهد تخريج 4 فتيات.

وذكرت أن مشاركتهن في هذا المعرض المختص بالديكور والأثاث جاءت لتسليط الضوء على قدرات الفتيات بعملهن مختلف أنواع المشغولات اليدوية على أي شيء، في مجالات التطريز وخياطة الملابس وإنتاج بعض القطع اليدوية الفنية على القماش، التي تدخل في إطار التصميم وإعداد الديكورات الخاصة بالمنزل، مؤكدة أن عروض الفتيات لاقت إعجاب ودهشة الكثيرين من الزائرين.

من جهتها، أكدت رئيسة اللجنة المنظمة للمعرض الدولي للديكور والأثاث، هيا السنيدي، أن مشاركة 40 فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم إبداعهن في المعرض للزوار يعتبران أول تجربة تقام في معرض دولي على مستوى المملكة والشرق الأوسط. ولفتت إلى أن المسؤولية الوطنية والاجتماعية والإنسانية تتطلب مد يد العون لهذه الفئة من أجل دمجهم في المجتمع وأن العمل الإبداعي لا يقتصر على الأصحاء فقط بل إن ذوي الاحتياجات الخاصة ربما يكونون الأجدر في التواصل وتحمل المسؤولية والرغبة في العمل والتطوير الذاتي لهم على الرغم من إعاقاتهم.

وأشارت إلى أن المعرض الدولي للديكور بهذه الخطوة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة يكون السباق إلى هذه الفكرة التي نأمل أن تعمم على جميع المعارض والمناشط والفعاليات التي تقام.

إلى ذلك، كان قد غلب العنصر النسائي في زيارة المعرض باعتبار أن المرأة هي التي تختار ديكور منزلها بالدرجة الأولى، ولوحظ في المعرض أن الطبقة الأرستقراطية في المجتمع، من سيدات الأعمال، والأسر المعروفة في مجتمع جدة، هن الأكثر حضورا ومشاركة بمشروعاتهن وإبداعاتهن؛ حيث يملكن محلات في أنحاء متفرقة في مدينة جدة كعمل تجاري أو من خلال بيوتهن التي اتخذنها مقرا من أجل ممارسة إبداعهن والكسب التجاري من نواحٍ أخرى. وشهد المعرض الدولي السعودي للديكور والأثاث أكثر من 3 آلاف زائر وزائرة، عدد الذين قاموا بزيارة المعرض الدولي للديكور والأثاث والإكسسوارات المنزلية منذ افتتاحه إلى أول من أمس.

والمعرض الذي شارك فيه 100 عارض من داخل المملكة و4 دول أخرى، هي: تركيا ولبنان والإمارات العربية وإيطاليا، شهد إبداعات الفتيات السعوديات الموهوبات والمحترفات في مجال هندسة وتصميم الديكور.

ومزج المعرض إلى جانب صناعة المفروشات والإكسسوارات الإبداع في جميع صوره وأشكاله؛ حيث ضمت الأجنحة أعمال اللوحات الفنية التشكيلية والخط العربي والحفر والنحت إلى جانب الأعمال الفنية كالإخراج التلفزيوني وأجنحة تتعلق بالعمل الإعلامي المتعلق بإصدار المجلات والأدلة المتخصصة في نشر الأعمال الفنية في مجال الديكور والمفروشات والتصميم.

واتفقت عدد من سيدات الأعمال، هن: المهندسة عمره قمصاني، ورابية الدباغ، ووفاء مكي، وخلود الحطاب، وغيداء شمس، وآلاء المنيعي، على أن معرض جدة الدولي للديكور والأثاث والإكسسوارات المنزلية أتاح الفرصة من أجل عرض منتجاتهن بهدف مشاهدة الزوار له من أن هناك إبداعات سعودية قد لا يعلم عنها الكثيرون.

وأشارت السيدات إلى أهمية أن يكون هذا الحدث بصورة سنوية من أجل إبراز الأعمال والمشروعات الاستثمارية التي يمكن أن تسهم فيها المرأة السعودية في واحد من أهم المجالات: تصميم الديكور وصناعة المفروشات.

من جانبها، أوضحت رئيسة اللجنة المنظمة هيا السنيدي أن المعرض شهد تفاعلا رائعا من قبل الزوار والحضور على الرغم من وجود عدة مناسبات أخرى في الزمن نفسهما وهذا دليل نجاح واستيعاب لدى شرائح المجتمع بكل فئاته بأهمية هذا المعرض. وأضافت أن المعرض سيستمر حتى يوم الخميس؛ حيث سيعلن في نهايته الجناح الفائز بأفضل تصميم لغرفة المعيشة من خلال أول مسابقة سعودية في مجال فن تصميم الديكور.

جدير بالذكر، أن مباراة المنتخبين السعودي والقطري في كأس الخليج تزامنت مع موعد بدء افتتاح المعرض وكان الزوار يتساءلون: هل تأهل المنتخب؟ مما أدى باللجنة المنظمة أن تعرض المباراة على شاشة داخل مركز جدة للمعارض من أجل تمكين الزوار خلال تجوالهم من الاطمئنان على سير المباراة، مما حوله إلى كرنفال فني رياضي.