تحذيرات للمبتعثين السعوديين من الانخراط بالمنظمات الحزبية في الخارج

في لقاء جمع مسؤولين حكوميين بطلاب برنامج خادم الحرمين للابتعاث

مبتعث سعودي يطرح تساؤلا في ملتقى المبتعثين بمسؤولي التعليم العالي الذي شهدته الرياض أمس («الشرق الأوسط»)
TT

في اليوم الثالث من لقاء المبتعثين السعوديين في المرحلة السادسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين، طغت تحذيرات من الانخراط في جماعات ومنظمات حزبية، سواء كانت مرخصة في دولة الابتعاث أو غير مرخصة.

وجاءت التحذيرات على لسان الدكتور محمد البجاد، عضو هيئة تدريس جامعة نايف للعلوم الأمنية، الذي شدد بدوره على ممارسة أي نشاط قد يجعل المبتعث محل شبهة وفق قانون الدولة، وطالب في الوقت ذاته بضرورة الأخذ بأسباب الوقاية فيما يتعلق باختيار الأصدقاء، مع مراعاة التدرج في العلاقة مع الزملاء وعدم الاندفاع.

والتقى المبتعثون بمستشار وزارة التعليم العالي الدكتور عبد الله القحطاني، الذي أدار محاضرة أكد خلالها أن الشهادات التي تأتي من الخارج لا يمكن أن يعمل بها في المملكة إلا بعد معادلتها من قبل وزارة التعليم العالي.

وأسهب الدكتور القحطاني في شرح معادلة الشهادات التي يحصل عليها الطلبة من الخارج، وأكد أن عملية المقارنة هي عملية أكاديمية، يقارن بها المؤهل الصادر من مؤسسة تعليمية بالخارج بما هو معمول به في المملكة، حسب الإطار الوطني للمؤهلات، ومن حيث شروط القبول ومتطلبات التخرج وطريقة التقويم وجودة المخرجات، وتعادل عبر لجنة رئيسية لمعادلة الشهادات بالوزارة، مبرزا أن اللجنة مكونة من عدد من الأكاديميين المختصين في كل المجالات، مشيرا إلى وجود لجنة للاعتراض على حكم لجنة معادلة الشهادات، بالإضافة إلى لجنة أخرى تعنى بشؤون مؤسسات التعليم العالي غير السعودية.

وتطرق الدكتور القحطاني إلى ضوابط ومعايير المعادلة، ومنها ضرورة أن تكون الجامعة موصى بها، مشيرا إلى أن بعض الجامعات يوصى بها في تخصصات ومراحل معينة، وليست جميع التخصصات أو المراحل، وهنا يمكن معرفة ذلك الأمر من خلال موقع وزارة التعليم العالي.

ولفت الدكتور القحطاني إلى ضرورة ابتعاد طلاب الدراسات العليا عن عينات البحث التي تركز على المجتمع السعودي في حالة كون الطالب يدرس في بلد آخر، مع ضرورة امتداد تخصص الدراسة للمرحلة التي تسبقها أو تخصص مقارب، وأن يكون حامل الشهادة قد اجتاز مقررات تكميلية كافية في حالة اختلاف التخصص.

ومن جانبه، كشف الدكتور ناصر الشلعان، الملحق الثقافي السعودي لدى كندا، عن وجود 85 جامعة كندية، منها 78 ناطقة بالإنجليزية، ونحو سبع جامعات بالفرنسية، معتبرا التعليم في كندا يتسم بالجدية في كل من الجامعات البحثية والتعليمية.

وأبرز الدكتور الشلعان، تحديات لمرحلة القبول في الماجستير، وذلك بأن معظم البرامج بحثية والتقديم للجامعات مرة واحدة في السنة، كما أن هناك تحديات للقبول في مرحلة الدكتوراه مشابهة لتحديات مرحلة قبول الماجستير تضاف إليها محدودية عدد الجامعات التي بها برامج دكتوراه.

وعن المعوقات التي قد تعيق المبتعثين من تحقيق النجاح في كندا، ذكر الشلعان أن طريق النجاح يبدأ بالاختيار المناسب لمعهد اللغة، فالمعاهد هناك تصنف إلى أربعة أقسام، معاهد جامعات، ومعاهد كليات المجتمع والكليات التقنية الحكومية، والمعاهد الخاصة المعتمدة من قبل الجامعات، بالإضافة إلى معاهد خاصة عامة.

كما دعا الدكتور الشلعان إلى ضرورة مساعدة المرافق ومساندته لزوجته، خاصة فيما يتعلق بالاعتناء بالأطفال، لقلة أماكن استقبال الأطفال والعناية بهم، حيث لا توجد حاضنات للأطفال، خاصة في الشهور الأولى، مشيرا إلى أن هناك فرقا بين تأشيرة الدخول وتصريح الدراسة، فالطالب لا يقبل بالدراسة إلا إذا كان لديه تصريح دراسة ساري المفعول، موضحا أنه بالإمكان الإقامة في كندا حتى بعد انتهاء صلاحية الفيزا، طالما أن التصريح ساري المفعول.

واستمرت لليوم الثالث على التوالي فعاليات ملتقى المبتعثين الخاص بالمرحلة السادسة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، حيث بدأت الفعاليات بمحاضرة بعنوان «تهيئة المبتعث» لعضو هيئة التدريس في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور محمد البجاد، حذر فيها الطلاب المبتعثين من الانخراط في أي جماعة أو حزب، سواء كانت مرخصة في دولة الابتعاث أو غير مرخصة، مشددا على عدم ممارسة أي نشاط يجعل المبتعث في محل الشبهة وفق قانون الدولة، مع الحرص على الأخذ بأسباب الوقاية، وذلك من خلال اختيار الأصدقاء المناسبين، مما يتطلب التدرج في العلاقة مع الزملاء وعدم الاندفاع.

إلى ذلك، ألقى محمد الشمري، مدير الإدارة القانونية في وزارة الخارجية، محاضرة بعنوان «التعامل مع القوانين الدولية وقضايا الطلاب بالخارج» أكد فيها على مسارات الطالب المبتعث خلال وجوده بالبعثة، وأولها المسار الأكاديمي، وهو مختص بوزارة التعليم العالي وملحقياتها، والثاني مسار قانوني من اختصاص وزارة الخارجية والسفارات السعودية في بلد الابتعاث، معتبرا أن قلة مشكلات الطلاب السعوديين في الخارج يعود للتوعية المقدمة لهم من خلال هذه الملتقيات، وأهم هذه المشكلات هو اختلاف بيانات الطلاب، بالإضافة إلى خرق الملكية الفكرية.

وشدد على ضرورة الإلمام بقوانين الإقامة والهجرة في البلد، من خلال الالتزام بها والمحافظة عليها، وكذلك أنظمة المرور والحرص على تجنب المخالفات المرورية، ونظام الجامعات وقوانينها من حيث تسجيل النصاب المقرر والاهتمام بالتحصيل العلمي والأكاديمي، مع البعد عن الأماكن المحظورة والمشبوهة واحترام الملكية الفكرية وحقوقها من خلال عدم نسخ البرامج أو تداول البرامج المنسوخة وغير المرخصة.