هيئة السياحة والآثار تهيئ طريق المشاة في «عقبة الهدا»

شرعت في رصف مسلك الحجاج والقوافل التي سارت عليه منذ 1000 عام

TT

شرعت الهيئة العليا للسياحة والآثار في مدينة الطائف، في تأهيل طريق القوافل القديم الواقع في عقبة الهدا، بعد أن قسمت المشروع إلى عدة مراحل، من المتوقع أن تنتهي الأولى منها خلال 6 أشهر من بداية الانطلاق الذي أعقب شهر رمضان الماضي.

وستتخذ الهيئة من الحجارة الطبيعية المتوفرة في الموقع مواد ترميمية، بحسب مسؤول قال لـ«الشرق الأوسط». وأضاف «إلى جانب عدم الإكثار في استخدام وسائل تقنية حديثة سواء في الرصف أو الترميم، حفاظا على رمزية المكان القديم».

ويرى مراقبون أن الطريق الذي يعود إلى ألف عام مضت، كان مسلكا لأهالي مدينة الطائف وقاصدي الحج والعمرة تجاه مكة المكرمة، فضلا عن القوافل التي كانت تجيء من اليمن وجنوب البلاد.

وبحسب المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، فإن الهدف الرئيسي للمشروع هو الحفاظ على طابع المكان الأثري، متوقعا أن يتمكن مصطافو العام المقبل في المحافظة، من اكتشاف المشروع وزيارته، وقال «نطمح أيضا إلى توفير كراسٍ من حجارة، على جانبي الطريق، ليرتاح عليها المرتادون».

ولفت المسؤول إلى أن بعض أجزاء المشروع لم يطلها تغير بيئي، بخلاف الأجزاء الأخرى، ما سيسهم في محاكاة الطريق بالطريقة نفسها التي كان عليها في السابق.

جاء ذلك، بعد جولة نفذها الدكتور محمد قاري السيد المدير التنفيذي بجهاز التنمية السياحية بالطائف للوقوف على مراحل سير العمل في مشروع «تهيئة درب كرا الحجري الأثري».

وقالت الهيئة في بيان، إن المرحلة الأولى من المشروع سترمم نحو 1716 مترا طوليا من أصل 4129 - الطول الإجمالي للطريق -، وبعرض يتراوح بين 3 إلى 7 أمتار، من الدرب القديم. وأضاف البيان أن «الدكتور قاري أشار إلى أن عناصر مشروع التهيئة الأساسية تشمل ترميم الدرب الحجري والبرك المقامة على جانبيه، وفقا لحالة البناء الأثري، مع توفير مواقع مخصصة لجلسات الزوار ومواقف للسيارات بالإضافة إلى الخدمات الأخرى المساندة». يشار إلى أن مدينة الطائف تقع على ارتفاع يناهز 2000 متر، يقطنها نحو مليون نسمة، وتعد مدينة سياحية تجذب زوار البلاد الباحثين عن الأجواء المعتدلة، إذ سجلت رقما قياسيا كشفت عنه خلال الأسبوع الماضي، ناهز 2.9 مليون زائر خلال فترة وجيزة، لا تتجاوز 4 أشهر.

وتنظم المحافظة سنويا مهرجانا صيفيا، تتخلله فعاليات وأسواق شعبية، إلى جانب تنظيمها في السنوات الأربع الماضية، «سوق عكاظ»، الذي قدمها كمدينة سياحية وتاريخية للزوار الخليجيين والعرب.