إغلاق معهد نجارة الفتيات بجازان يتفاعل في جدة.. ومسؤول يؤكد: ليس سوى شقة

صاحبته حاولت تأليب حضور معرض جدة الدولي للأثاث على القرار * مسؤول يؤكد: تعمل على بيع الوهم

قضية مركز تدريب الفتيات على النجارة.. حدثت في جازان وامتدت تداعياتها إلى جدة في المعرض الدولي للأثاث (تصوير: ثامر الفرج)
TT

تفاعلت في الأوساط الاجتماعية في منطقة جازان، قضية إغلاق ما كان يشار إليه على أنه مركز تدريبي للفتيات، يؤهلهن لامتهان حرفة النجارة.

وفي وقت حاولت فيه صاحبة المشروع الذي قررت جهة حكومية إيقاف عمله، أن تؤلب الرأي العام ضد قرار إغلاق المعهد، عبر مشاركتها في معرض جدة الدولي للأثاث والديكور، رد مسؤول في الجهة الحكومية التي وقفت خلف قرار الإغلاق بأن المعهد الذي تروج له صاحبة المشروع ليس سوى شقة تبيع الوهم.

وقطع الدكتور مبارك الطامي مدير عام إدارة التدريب التقني الأهلي في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، الجدل حول القضية المثارة من قبل أحد مراكز التدريب النسائية في منطقة جازان، الذي تم إغلاقه تطبيقا للنظام.

وقال: «المركز لا يحمل سوى تصريح للعمل كورشة للنجارة، وليس من حقه إصدار شهادات لتدريب الفتيات وليس مؤهلا نظاميا ولا مكانيا».

وجاء حديث الدكتور الطامي لـ«الشرق الأوسط» على خلفية احتجاجات مركز إبداع المرأة السعودية عبر موقعه في معرض جدة الدولي للأثاث والديكور الذي اختتم أعماله مساء أمس، على القرار الذي صدر بحقه من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والذي نص على إيقاف جميع دورات المركز السعودي في جميع محافظات وقرى منطقة جازان بحجة أنه لا يملك ختما رسميا معتمدا، ولا يملك تصريحا بتدريب الفتيات على عمل النجارة والموبيليا، بعد أن قام بتدريب وتأهيل أكثر من 500 طالبة في هذا المجال.

عائشة الشبيلي، صاحبة مشروع مركز إبداع المرأة السعودية، والمعنية بالموضوع، اعتبرت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المؤسسة العامة للتدريب لتقني والمهني فرضت عليهم شروطا تعجيزية على الرغم من حصولهم على تصريح رسمي كورشة نجارة، وسجل تجاري بناء على توجيه من أمير منطقة جازان.

وقالت: «على الرغم من أن مشكلتنا الوحيدة تكمن في الختم الرسمي للشهادات بحسب المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وأننا غير مؤهلين للتدريب البنات فإنهم رفضوا أن يكونوا الجهة الداعمة لنا وقالوا لنا: هذا مشروعكم روحوا صرحوه بنفسكم». واشتكت صاحبة المشروع الذي طاله قرار الإغلاق، من الممارسة الحكومية التي طبعت طريقة التعامل مع مركزها، على الرغم من أن الهدف من المشروع كان هو التدريب والتوظيف والتشجيع على الصناعة الوطنية، وقتل الفراغ وإبعادهن عن الحاجة وتحسين دخل الفتيات، على حد قولها. وذكرت: «يوجد هناك العديد من رجال الأعمال الذين لديهم استعداد لدعم المصنع الوطني هذا المتمثل في مركز إبداع المرأة إلا أن خوفي من احتكارهم للمشروع وحرفه عن هدفه الحقيقي هو ما دفعني لعدم مشاركتهم».

وبينت أن أبرز المشكلات التي تواجههم حاليا هي المكان المناسب الذي من خلاله تستطيع الفتيات ممارسة عملهن مشيرة إلى أنهم في البداية كانوا يعطون الدورات للبنات في مكان خاص تم استئجاره لهذا الغرض «إلا أننا تركناه بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات ومن ثم انتقلنا لمقر هيئة الاغاثه العالمية وأيضا كان بالإيجار لمدة سنتين وأيضا انتقلنا من ذلك لنتجه لمقر تابع للخدمة الاجتماعية إلا أنهم قاموا بقطع الكهرباء بحجة أن المولد خربان». وكشفت عفاف غفوري المديرة التنفيذية لمركز إبداع المرأة السعودية عن اتفاقيتي عمل بخصوص التعاون مع الجمعية النسائية بجدة لتدريب الفتيات على عمل النجارة وصناعة الموبيليا بدعم من البنك الأهلي، إلى جانب اتفاقية أخرى مع معهد الامل والنور بأبها.

وأشارت إلى النجاح الذي وصل إليه مركز إبداع المرأة من مستوى في دقة وجودة إنتاج وحرفية عالية في إنتاج العمل ومهنية من قبل الفتيات، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهناها فإننا حاولنا الحصول على توأمة عمل مع أحد المعاهد والجمعيات المعنية بتدريب البنات إلا أننا لم نجد أي جهة في نفس تخصصنا. وأكدت في ذات الوقت بأنه لا يوجد أي جهة أو مصنع في المملكة يساعد على الإنتاج النسائي في صناعة الموبيليا وقطاع تنجيد الأثاث لا سيما أن نظرة المجتمع ما زالت ترفض ولا تتقبل أن تمسك المرأة منشارا ومطرقة اعتقادا منهم أن الرجال وحدهم من يستطيعون القيام بهذا العمل مرجعة عدم تساهل الجهات المعنية معهم لذلك السبب. وأضافت أن المركز يفتقد العديد من الأمور، أهمها المظلة الرسمية التي من المفترض أن يندرج تحتها، مشيرة إلى أنهم كانوا يتبعون في السابق للجمعية الخيرية إلا أنهم اكتشفوا أن الشهادات الصادرة من الجمعية الخيرية غير معتمده، إضافة إلى أنهم باتوا يفتقدون المكان حاليا، وهو ما دعاها لمطالبة الجهات الرسمية بتسهيل الامور لا سيما أن هذا المعهد هو اول معهد يعكف على تدريب الفتيات على فن النجارة والموبيليا.

وتعرض مركز تدريب الفتيات على النجارة للإغلاق، من قبل مؤسسة التدريب التقني والمهني. وبرر مبارك الطامي المدير العام لإدارة التدريب التقني الأهلي بالمؤسسة هذا الإغلاق، بأنه ليس لدى صاحبة هذا المشروع الأساس النظامي الذي يسمح لها أن تصدر شهادة فهي ليست مؤهلة نظاميا ومكانيا وإجرائيا، على حد قوله.