الاستعانة برئيس القضاء الأعلى وكبار العلماء لمضاعفة جرعات التوعية للمبتعثين

وجهوا النصح لهم بالحوار وعدم الانزلاق بالمخالفات الشرعية

طالب يقدم مداخلته خلال ملتقى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث («الشرق الأوسط»)
TT

واصلت وزارة التعليم العالي تقديم مزيد من جرعات التوعية التي تهدف إلى تحصين المبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، ضد ما قد يعترضهم أثناء سير الدراسة خارج البلاد، إلى جانب تقديم النصح للمبتعثات بالتقيد بتعاليم الدين وعدم التبرج بالزينة.

ولجأت الوزارة هذه المرة إلى الاستعانة برجال دين لهم ثقلهم العلمي والوظيفي؛ حيث شارك الشيخ صالح بن حميد، رئيس مجلس القضاء الأعلى، بمحاضرة توجيهية للمبتعثين، تناول خلالها مبدأ الحوار وقبول الآخر وإحسان الصمت والاستماع كمنهج للمبتعث سواء أثناء دراسته أو غيرها.

وركز رئيس القضاء الأعلى على أهمية أن يعي طالب العلم أن إقناع الطرف الآخر لا يكون بالضغط أو العنف، مشيرا إلى أن التغيير حتمي؛ فالله لم يخلق الحياة ثابتة، داعيا إلى ممارسة التغيير وألا يتم الاستسلام له، وأن من أراد التغيير فليبدأ بتغيير نفسه أولا بالمبادرة في إصدار الفعل، لا أن يكون رد فعل، وعليه يجب على المبتعثين تطوير أنفسهم إلى الأفضل بما يتوافق مع تعليمات الإسلام.

كما تضمنت فعاليات لقاء المبتعثين كلمة توجيهية من الدكتور عبد الله المطلق، عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي، للمبتعثين بأن يكونوا خير نماذج يعرف منها الناس الشعب السعودي المسلم، وتقديم النصح للمرشحات بتجنب التبرج والخروج بمظاهر الزينة وأن الحجاب واللبس الشرعي لن يكونا عائقا أمام تحقيق الهدف.

وذكر الدكتور المطلق أثناء المحاضرة التي ألقاها ضمن الملتقى أن من خلال لقاءاتكم مع الناس يتحقق ما يقوله الصادقون وما يقوله الأعداء المغرضون، معتبرا أن الشاب الذي يبعد عن أخلاق البلد والمسلمين يصدق عليه ما يقوله الأعداء المغرضون، فأنتم رسل علم ونهضة وعدة المستقبل.

وشدد الشيخ المطلق على أهمية التفوق وعدم الركون في مؤخرة الركب، مبينا أن طلب العلم عبادة يتقرب بها الشخص إلى الله وأن التقوى وسيلة أساسية من أساسيات النجاح، مطالبا الطلاب المبتعثين باختيار الرفقة الصالحة التي تعينهم على تحقيق الغرض الذي ابتعثوا من أجله، وتجنب الانزلاق فيما يخالف الشرع الحنيف. وواصل عدد من المعنيين بشؤون الابتعاث مشاركاتهم في تناول أبرز المحاور التي تهم المبتعثين قبل توجههم للدراسة في الجامعات الخارجية؛ إذ حث عدد من المتخصصين الطلبة المرشحين والمرشحات للابتعاث على التحلي بالخلق الرفيع والتعامل الحسن، وإعطاء الصورة الإيجابية عن الفرد المسلم ومجتمعه.

وقدمت مجموعة من التربويين والدبلوماسيين معلومات قيمة للمشاركين في حضور ملتقى المبتعثين الذي يُعقد حاليا في مدينة الرياض. وألقى الدكتور إبراهيم القعيد، عضو المجلس البلدي في مدينة الرياض، محاضرة في تطوير الذات تركزت حول الإدارة الذاتية الناجحة، وذلك من خلال النظرة للحياة برؤية مستقبلية والتخطيط لها بتحديد الأولويات وتنفيذها، كذلك من خلال تحديد الأهداف.

وقدم الدكتور القعيد شرحا لمواصفات الهدف الجيد، التي تركز على قبوله للقياس وإمكانية كون الهدف عمليا وطموحا ومحددا، موضحا أن المنظور المستقبلي للحياة هو سر أي نجاح، والرؤية المستقبلية تدور حول عدة محاور، أهمها: العبادة والحياة الاجتماعية والوظيفية والأسرية والشخصية.

عقب ذلك، تحدث الدكتور عبد الرحمن بن محمد السبيل، مساعد الملحق الثقافي في الولايات المتحدة الأميركية، في محاضرة (الأنظمة التعليمية والقانونية في بلد الابتعاث)، عن نظام التعليم في الولايات المتحدة، مشيدا بالمعاهد التابعة للجامعات التي تعتبر الأفضل مقارنة مع غيرها، لافتا إلى أنه لا يسمح بتغيير الجامعة أو التخصص إلا مرة واحدة فقط طوال مدة البعثة.. وحول التواصل مع الملحقية أضاف أن أفضل طريقة للتواصل هي عن طريق البريد الإلكتروني.