الشاي الأخضر في السعودية.. من سلعة في الصيدليات إلى مشروب «مزاج»

تزايد السمنة دفع الكثيرين للإقبال عليه.. وشجع الشركات على توفير 120 نوعا

الفوائد الصحية للشاي الأخضر زادت من الإقبال عليه في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

قبل 4 سنوات، لم يكن الشاي الأخضر في خارطة مزاج السعوديين، وتعديل صفاء الذهن، فقد كان الشاي الأسود، الذي يتحول إلى اللون الأحمر متسيدا كمشروب أول في السعودية، إلى أن دخل الشاي الأخضر، وأصبحت له مئات المحلات المخصصة فقط لبيعه من قبل 30 شركة سعودية وأجنبية كبرى، تخصصت في استيراد أفضل أنواع الشاي الأخضر من تايلاند وكوريا والفلبين وإندونيسيا والصين، والأخيرة أكثرها تصديرا إلى السعودية لهذا المنتج، والذي يضم أكثر من 120 نوعا، يتميز كل نوع بجودته وطعمه المختلف، كما تختلف زراعته التي عادة ما تكون على سفوح الجبال أو في مزارع حديثة.

ولدخول الشاي الأخضر في السعودية قصة مختلفة، فشرب الشاي الأخضر جاء وفقا لنظرة صحية، بهدف التخفيف من الوزن، والمساهمة في نضارة الوجه بالنسبة للنساء، وكان يباع في البداية في الصيدليات، وكان هناك نوع وحيد مخصص للتنحيف، إلى أن تحول من مجرد عادة صحية، بعد تناول الأكل لتخفيف الدهون، والإسراع في حرقها، إلى مزاج وعادة يومية، وأصبح هناك أنواع مخصصة للسفر وللمقاهي مع الشيشة والأرجيلة.

يشير معتز محمد محمود، وهو مدير معرض مخصص لبيع الشاي الأخضر في محافظة جدة، إلى أن صاحب المعرض واجه في السنة الأولى من افتتاحه للمشروع قبل 5 سنوات خسائر كبيرة، لعدم وجود توعية بين السعوديين بهذا المنتج، وفي السنة الثانية والثالثة تحسن الوضع، ولكن بشكل بسيط حيث كان الزبائن من البدناء من الجنسين الباحثين عن مشروب يساعدهم على التخسيس، وكان شاي التخسيس أكثر أنواع الشاي الأخضر مبيعا، وساهم الصيادلة وخبراء الأعشاب في القنوات الفضائية في توعية السعوديين والمقيمين بفوائد الشاي الأخضر وطرق شربه واستخدامه، وشيئا فشيئا أصبح الشاي الأخضر يحظى بزبائن دائمين، تكيفوا على شربه، وبعضهم يفضل استخدام أدوات مخصصة لغليه وتصفيته بعد غليه، وأصبح مطلوبا في الولائم والاجتماعات بالشركات والمقاهي والمراكز الكبرى ومحلات العطارة، الكل يستخدم ويشرب الشاي الأخضر.

وزاد معتز: «توجد العشرات من أنواع الشاي الأخضر، إلا أن أفضل نوع يقبل علية السعوديون بكثرة، هو شاي اوولونق نبتة الشاي الأخضر الأولى في الصين، باعتباره شايا عضويا ومهضما جيدا، وينصح بشربه بعد الوجبات الدسمة وهو ما ينصح به خبراء الأعشاب في السعودية، والثاني شاي بيلو تشون ويطلق علية الصينيون الحلزون الربيعي، ويتم قطفة من مرتفعات الصين الشاهقة ويعتبر أقوى أنواع الشاي ويساهم في تخفيض نسبة الكولسترول وحماية القلب والشرايين، وثالثا الشاي الأبيض وشاي لي تشي وشاي الجنكو، لاستخدامها في صناعات العقاقير ومواد التجميل لتخليص الجسم من المواد الضارة وخاصة تحت الجلد».

أحمد الظاهر موظف في «الخطوط السعودية»، والذي صادف وجوده في المعرض لشراء شاي أخضر، والمسمى بالأبيض لزوجته، قال إنه يستخدم الشاي للتنحيف وقد ساعده في تخفيض وزنه 13 كيلوغراما في ثلاثة أشهر، حيث كان يشرب يوميا إبريقا من الشاي مزودا بالزنجبيل دون إضافة السكر مع ممارسة رياضة المشي.

وأشار إلى أن الشاي الأخضر أصبح من المشروبات المفضلة له لكنه قال إن هناك أنواعا لا يستطيع شربها لقوة نكهتها ومراراتها. وتعود نشأة الشاي الأخضر إلى موطنه الأصلي الصين وذلك منذ 5000 سنة أو حتى قبلها بكثير، ثم نشره الإمبراطور شين نونج في اليابان وآسيا كلها، ثم أحضره الألمان إلى أوروبا من الصين ثم إلى أميركا في سنة 1650.

والشاي الأخضر والأسود يأتيان من نبتة واحدة، إلا أن الشاي الأخضر يجفف خلال أربع والعشرين ساعة من قطفه حتى لا يتخمر (كالشاي الأسود) وحين يتعرض للتجفيف (في الهواء الساخن) تضغط أوراقه وتجعد ويتقلص حجمها، إلا أنها تظل كما هي في تركيبها لا يطرأ عليها أي شيء.