الأمير سلمان بعد ترؤسه اللجنة التنفيذية: الدرعية عاصمتنا الأولى.. والمحافظة عليها أمر مهم

تسلم شهادة تسجيل موقع حي الطريف ضمن قائمة التراث العمراني العالمي

الأمير سلمان خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية (واس)
TT

عقدت اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية اجتماعها الثالث عشر في العاصمة مساء أول من أمس، برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، وذلك بمقر الخيمة التعريفية لمشروع تطوير الدرعية التاريخية بمحافظة الدرعية، وبحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.

وقد استهل الاجتماع بكلمة للأمير سلمان بن عبد العزيز، قال فيها: «بسم الله نفتتح هذا الاجتماع في عاصمتنا الأولى، التي تهم الجميع لدورها التاريخي، وهي تعطي الصورة عن التاريخ القديم حتى في البناء. والمحافظة على الدرعية أمر مهم، حتى تعرف الأجيال المقبلة ما كنا عليه وما نحن فيه بحمد الله، سائلا الله التوفيق والسداد».

من جانبه، أوضح المهندس عبد اللطيف آل الشيخ، عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ورئيس مركز المشاريع والتخطيط في الهيئة، أن الاجتماع ناقش سير العمل في مشاريع تطوير الدرعية التاريخية، التي تهدف إلى إعمار المدينة التاريخية وتحويلها إلى مركز ثقافي سياحي على المستوى الوطني، وفقا لخصائصها التاريخية والثقافية والعمرانية والبيئية، مشيرا إلى أن خطة تطوير الدرعية تتضمن ثلاث مجموعات من المشاريع، التي بدئ بتنفيذها في حي الطريف وحي البجيري، إضافة إلى الطرق ومواقف السيارات وشبكات المرافق العامة، مشيرا إلى أن العمل في هذه المشاريع استند إلى الكثير من الدراسات والبحوث التاريخية والتوثيق الأثري.

وأشار المهندس آل الشيخ، إلى اكتمال العمل في الأعمال التي شكلت الأساس لمشاريع التطوير، ومن أبرزها إعداد المخطط الشامل للدرعية التاريخية، وإنجاز مجموعة من الدراسات العمرانية والتاريخية والاقتصادية، وإنهاء التصاميم المعمارية والهندسية والمتحفية لجميع عناصر المشروع، ونزع الملكيات الخاصة، والتوثيق البصري والمساحي لمعظم العناصر المعمارية والمنشآت القائمة في حي الطريف، والتوثيق البصري لمجموعة المباني التراثية الرئيسية في الطريف.

وجاء في مشاريع تطوير حي الطريف (أحد أحياء محافظة الدرعية)، حيث تم إنجاز 85 في المائة من أعمال البنية التحتية في حي الطريف، التي تشمل شبكات الخدمات والمرافق الرئيسية اللازمة، المكونة من شبكات تغذية المياه والصرف الصحي وتصريف السيول، وكذلك شبكات إنارة الطرق وتمديد كابلات الطاقة الكهربائية ذات الضغط المنخفض وتركيب محطات تحويل الطاقة الكهربائية.

كما تم إنجاز 45 في المائة من أعمال ترميم مجموعة من المباني التراثية، وتشمل قصر سعد بن سعود ومسجده، وقصر ناصر بن سعود، وقصر الضيافة، وقصر عمر بن سعود، وسبالة موضي ومسجدها، ومسجد البريكة.

تم توقيع عقد التنفيذ وسيبدأ العمل قريبا بإنشاء وتجهيز متحف الدرعية بقصر سلوى، وجامع الإمام محمد بن سعود، ومركز استقبال الزوار، وجسر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومتحف التجارة والمال.

وتم أيضا توقيع عقد التنفيذ وسيبدأ العمل بإنشاء وتجهيز المباني الإدارية (مركز توثيق الدرعية ومبنى إدارة حي الطريف)، وسوق الطريف.

كما سيتم خلال العام المالي المقبل ترسية أعمال رصف الممرات والساحات داخل حي الطريف وإنارتها وتزويدها باللوحات الإرشادية والتوجيهية والعروض المتحفية والخدمات العامة، وتدعيم وترميم المباني الأثرية والتراثية الواقعة على هذه الممرات، حيث تشكل النسيج العمراني لحي الطريف وأعمال التنسيق الخارجي، بالإضافة إلى متحف الحياة الاجتماعية، ومتحف الخيل العربية، والمتحف الحربي. وجاء في مشاريع تطوير حي البجيري، حيث تم إنجاز 45 في المائة من إنشاء مقر مؤسسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأعمال تعديلات وتحسينات جامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومرافقه.

وتم إنجاز 35 في المائة من أعمال تنفيذ الساحة المركزية ومواقف للسيارات تحت الأرض عددها 300 موقف، ومكتب الخدمات الإدارية وتنسيق منطقة الوادي الواقعة بين حي الطريف وحي البجيري.

أما في مشاريع الطرق ومواقف السيارات وشبكات المرافق العامة، فقد اكتملت أعمال التنفيذ في هذه المشاريع، التي تشمل الطرق والمداخل المؤدية إلى الدرعية التاريخية، حيث تم تهيئة هذه الطرق ورصفها وإضاءتها وتوفير مواقف السيارات على طولها وأرصفة المشاة.

وتشمل تلك المرافق شارع الإمام محمد بن سعود إلى طريق الملك عبد العزيز، وشارع الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، وميدان الأمير سلمان بن عبد العزيز، وشارع الأمير سطام بن عبد العزيز، وطريق قريوة.

كما أن شبكات المرافق العامة ضمن الطرق المذكورة أعلاه تشمل شبكات المياه والصرف الصحي وتصريف السيول والكهرباء وإنارة الطرق، وإنشاء 400 موقف للسيارات في مواقع مختلفة من الدرعية التاريخية.

وأوضح المهندس عبد اللطيف آل الشيخ أن اللجنة اطلعت بعد ذلك على تسجيل حي الطريف ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو، حيث قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بإعداد ملف التسجيل وتقديمه للجنة التراث العالمي في اليونيسكو، وبعد مراجعة الملف ومناقشته في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي عقد في البرازيل خلال الفترة قبل عدة أشهر، تم اعتماد تسجيل حي الطريف بالدرعية التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي كموقع ثقافي، وقد وافقت لجنة التراث العالمي على تسجيل حي الطريف والتي استندت إلى معايير تتمثل في أن حي الطريف مثال بارز لأسلوب العمارة والزخرفة النجدية الذي تطور فقط في قلب الجزيرة العربية، ويوضح الاستخدام البسيط لمادة الطين وهي مادة استخدمت قديما بشكل واسع، لكنها وظفت في الطريف بأصالة وبراعة واضحة لمواجهة المناخ الصحراوي القاسي الذي يسود وسط الجزيرة، بهدف توفير ظروف معيشية مقبولة.

كما أن موقع منطقة الطريف يعد من مرحلة مهمة من مراحل الاستيطان البشري في وسط الجزيرة العربية، وخاصة عندما أصبحت الدرعية عاصمة لدولة عربية مستقلة في منتصف القرن الثامن عشر. كما يمثل موقع الطريف مثالا فريدا لمستوطنة بشرية نشأت في بيئة صحراوية. حيث تعطي الدرعية أنموذجا للعلاقة الحميمية بين الأرض والموارد الطبيعية وجهود الإنسان لإعمار الأرض.

وتكمن أهمية منطقة الطريف في ارتباطها الحميمي بدعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الذي عاش في الدرعية ومات فيها بعد أن نشر دعوته الإصلاحية، فانطلاقا من الدرعية وبعد التحالف مع الإمام محمد بن سعود في عام 1745، تردد صدى هذه الدعوة الإصلاحية في جميع أنحاء الجزيرة العربية والعالم الإسلامي بأكمله. مع ظهور دولة هائلة وسلطة مركزية وحدت الجزيرة العربية وفرضت السلام والنظام على السكان لأول مرة منذ الخلافة الإسلامية.

وأشار إلى أن هذا التسجيل يمثل إقرارا بالقيمة الثقافية العالمية لحي الطريف، وسلامة الأعمال والإجراءات التي تمت في التعامل مع هذا الموقع، حيث تمت أعمال التطوير وفق منهجية علمية قائمة على احترام التراث وعدم الإضرار به، والحفاظ على قيمة وأصالة وتكامل العناصر التراثية بالدرعية التاريخية، وخاصة حي الطريف الذي يمثل محور التطوير الأهم للمنطقة كاملة. عقب ذلك، أعلنت اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية بدء تأسيس مركز البناء بالطين ومقره جامعة الملك سعود، ونشاطه البحثي والعلمي الميداني في حي الطريف، على أن تقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار بالإشراف العام على تأسيس هذا المركز.

كما تم تسليم الهيئة العامة للسياحة والآثار حي سمحان، باعتباره منطقة مخصصة للاستثمارات الخاصة.

وختم الاجتماع بتقديم الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار شهادة تسجيل موقع حي الطريف بالدرعية التاريخية ضمن قائمة التراث العمراني العالمي بـ«اليونيسكو»، إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.