3500 شخص يتدفقون على «قرية العسل» برجال ألمع.. في 48 ساعة

الجوال والإنترنت يخترقان جدار البيع التقليدي للعسل.. والوفد العُماني يزور المهرجان

بائع عسل يعرض منتجه من العسل والسدرة وسط إقبال كبير من قبل المشترين («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مصدر مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن عدد زوار مهرجان العسل بمركز الحبيل التابع لمحافظة رجال ألمع بلغ 3500 زائر خلال اليومين الماضيين لمهرجان العسل «موسم السدرة»، حيث تدفق الزوار بأعداد كبيرة ومن مختلف الجنسيات لشراء العسل الذي يتم عرضه حاليا بقاعه البيع التابعة لقرية العسل، ليحقق المهرجان، الذي هو بإشراف مباشر من الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في جهاز التنمية السياحية في منطقة عسير، نقلة اقتصادية نوعية من خلال تسويق العسل كمنتج محلي للدول الخليجية، وأرجع المصدر سبب ذلك التدفق إلى أن الإنتاج المحلي من العسل داخل محافظة رجال ألمع والمراكز التابعة لها يعتبر من أفضل وأنقى أنواع العسل على مستوى المناطق السعودية.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» إبراهيم مسفر الألمعي، منظم المهرجان، أن هناك تسويقا بين منتجي وبائعي العسل في موقع المهرجان وتجار العسل في السعودية ودول الخليج، وهذا في حد ذاته وبحسب قوله نقلة نوعية لتسويق هذا المنتج، وعلامة فارقة تؤكد عملية التطوير التي قامت بها المحافظة للنهوض بالمنتجات الطبيعية، التي تزخر بها منطقة عسير.

وأشار الألمعي في حديثه إلى أن تلك النقلة الاقتصادية تؤمن للمستهلك مصدرا طبيعيا موثوقا به وتؤمن للبائع مردودا اقتصاديا جيدا يمكنه من تطوير منتجه وتوسيع نطاق عمله ليخرج باستثماراته المحلية إلى الدول الخليجية.

وأشار الألمعي إلى أن عملية الرقابة التي فرضت على بائعي العسل والتي تقضي ببيع العسل النقي الخالي من شوائب الغش زادت من المبيعات، حيث وصلت جملة البيع في مساء اليوم الأول إلى أكثر من 200 كيلوغرام من عسل السدرة، ليصل سعر الكيلو إلى ثلاثمائة ريال، وعن باقي أنواع العسل أبان الألمعي أن عسل السمرة والسلام والشوكة بوجه عام انتهى موسمهم وعرضهم، وبهذا فالنقاء ليس مضمونا ولا يمكن دخولها العرض.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه لجنة الجودة والمتابعة بالمهرجان وبحسب التقارير اليومية أن العسل هذا العام يشهد ارتفاعا كبيرا في عدد عمليات البيع والشراء، سواء من المستهلكين أو من تجار العسل من داخل المحافظة ومن خارجها، هذا إلى جانب عمليات الشراء من خلال الجوال والإنترنت لتبلغ الحصيلة 300 كيلوغرام تم بيعها منذ الأيام الأولى للمهرجان، في حين تم إرسال كميات كبيرة من العسل المباع عبر الشحن الجوي وعدد من شركات الشحن المختلفة لبعض المحافظات والمناطق ودول الخليج.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكد علي الحياني (بائع عسل) أن جملة البيع والشراء تجاوزت أكثر من 200 كيلوغرام من عسل السدرة، وأضاف: «عسل السدرة هو فقط المتوفر في المهرجان، والسبب هو أن أنواع العسل المختلفة التي تشتهر بها المنطقة تتوفر في مواسم أخرى غير الشتاء، وخصوصا المجرة». وذكر الحياني أنه باع أكثر ما لديه من العسل بالجملة لتجار من خارج المحافظة، لافتا إلى أن لجنة المعرض لا تقبل إلا العسل النقي، وعن سعر عسل المجرة أفاد الحياني أن سعر الكيلو يبلغ من 500 ريال إلى 800 ريال.

أما عن آلية الحصول على عسل المجرة فقد أبان الحياني أن الحصول عليه أمر صعب جد حيث قد يصل سعر الكيلو إلى 1000 ريال، مرجعا سبب غلاء ثمنه إلى صفائه وندرته، قائلا: «هناك عاملان أساسيان يسهمان في ارتفاع سعر عسل المجرة، وهما النقاء وصعوبة الحصول عليه، وذلك يعززه اعتماد النحل المنتج لذلك النوع من العسل على مصادر طبيعية تتمثل في أنواع معينة من رحيق الأزهار والأشجار الكثيفة والنباتات، لتبرز مميزات طبيعة جغرافية مختلفة تؤثر على عملية إنتاج بعض أنواع العسل حسب الاختلاف الإقليمي للمنطقة».

وعن الطرق المتبعة لاكتشاف العسل المغشوش ساق الحياني جملة من العلامات قائلا: «إن انكماش قطرة العسل على بعضها بعد سكب قطرات منها على سطح أملس يؤكد صفاء ونقاء العسل، أما إذا انتشرت في المكان الذي سكبت عليه فهذا بلا شك عسل مغشوش، كما أن عملية فرك القليل من العسل في راحة اليد أو بين الأصابع تظهر علامة أخرى تتمثل في تكتل العسل حتى يأخذ شكل كريات أو حبيبات صغيرة لتدل على أن ذلك العسل مغشوش، أما في حال لو أنه سال على الرغم من فركه فذلك يدل على صفائه».

وزاد على ذلك سعيد بن علي (بائع عسل)، مؤكدا أن لمذاق العسل دورا مكملا يعتبره البعض موهبة لا يتقنها إلا المستهلك الحقيقي للعسل والتاجر المحترف في تجارة العسل، وقال: «طعم العسل يحدد مدى صفاء العسل ويبرز الأنواع المغشوشة، فعند تذوقه يستشف المتذوق طعم النبات أو الشجر الذي اعتمدت عليه أسراب النحل في عملية إنتاج العسل المعني، وبهذا يستدل المتذوق على أن العسل نقي، أما لو خالج الطعم شيء من النكهات المشابهة للسكّر أو المشروب الغازي فهذا دليل قاطع على أن العسل مغشوش».

وأردف البارقي: «يرافق اختلاف أنواع ومواسم العسل اختلاف في الأسعار، وذلك بحسب جودة العسل، وهو الأمر الذي جعل عمليات الشراء في متناول كل الشرائح في المجتمع»، إلا أن البارقي استدرك قائلا: «وعلى الرغم من ذلك فإن عسل السدرة يأتي في صدارة الطلب من قبل التجار والمستهلكين، يليه أنواع العسل من السمرة - الشوكة - المجرى، وتتراوح أسعارها بين 200 ريال إلى 800 ريال للكيلو».