محافظ جدة يحسم خلافا بين التعليم ومدرسة أجنبية بالتوجيه بإصلاح أوضاعها

على خلفية قضية إغلاق مدرسة عالمية الأسبوع الماضي

TT

حسم الأمير مشعل بن ماجد، محافظ مدينة جدة، الجدل الدائر منذ أكثر من أسبوع، حول إغلاق إحدى المدارس الأجنبية، حيث وجه بإعادة فتحها، واستكمال بقية الإجراءات الخاصة من تجديد الرخص ونقل الملكية.

وفي السياق ذاته، أكد مدير عام شرطة محافظة جدة اللواء علي الغامدي، لـ«الشرق الأوسط»، تسلمهم التوجيه الصادر من محافظ مدينة جدة الأمير مشعل بن ماجد، بفتح مدرسة الفخامة العالمية، التي كان قد تم إغلاقها الأسبوع الماضي، وقال: «إن هناك لجنة مكونة من عدة جهات سوف تتجه لفتح الموقع، ومن المتوقع أن يتم فتحها خلال هذا الأسبوع».

لافتا إلى أن أي مدرسة لا تلتزم الضوابط والتعليمات، سوف يتم إغلاقها، والمدرسة التي تلتزم وتستكمل إجراءاتها يتم إعادة فتحها، مؤكدا أن هناك ضوابط واشتراطات واضحة صادرة من عدة جهات ذات العلاقة، في حالة رغبة أي شخص فتح مدرسة.

من جانبه، أكد رجاء الله السلمي، مدير الإعلام التربوي بتعليم جدة، لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة تعليم جدة تلقت توجيه المحافظة بترحاب كبير، وتمت إحالة الموضوع إلى اللجنة التنفيذية للمدارس الأجنبية، لاستكمال واستيفاء كافة الإجراءات النظامية التي نص عليها التوجيه.

وقال: «فور اكتمال هذه الإجراءات والتأكد من استيفاء الاشتراطات والضوابط الخاصة بذلك، سيتم إنهاء الأمر مباشرة»، مؤكدا في الوقت ذاته أن وزارة التربية والتعليم، وإدارة تعليم جدة، لن يقفا حجر عثرة أمام أي عمل، متى كان مكتملا ومتوافقا مع المحددات المنظمة لذلك.

يأتي ذلك في وقت قامت فيه إدارة التربية بإغلاق مدرسة الفخامة العالمية الأسبوع الماضي، بحسب تصريحات سابقة لمدير عام التربية والتعليم عبد الله الثقفي لـ«الشرق الأوسط»، الذي قال إنه تم إغلاقها على خلفية مزاولتها نشاطا دون حصولها على ترخيص منذ العام الماضي، تحت مسمى مدرسة الرويال العالمية، ولجئت للهروب من تلك المخالفات بتعليقها لوحة باسم مدرسة الفخامة العالمية، ونقل جميع الطلاب وملفاتهم إليها، مؤكدا أن المدرسة نظاميا تعتبر مغلقة منذ العام الماضي.

وبهذا الصدد، علق محمد أحمد المفلح، الوكيل الشرعي لصاحبة مدرسة الفخامة العالمية، أن المدرسة كيان قائم بحد ذاته، ولا علاقة لها بمدرسة الرويال العالمية، التي كانت تملك المبنى الحالي لمدرسة الفخامة، وأن مدرسة الفخامة لها ترخيصها الخاص بها والذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه.

من جهتها، أكدت سيدة الأعمال، هيا الهلالي، المالك السابق لمدرسة الرويال سابقا لـ«الشرق الأوسط»، أنه ليس لها علاقة بمدرسة الفخامة حاليا، لافتة إلى أن مدرسة الرويال تم إغلاقها من الرياض، لأنها زاولت نشاطها قبل أن يصدر الترخيص النهائي، وفسرت «فتحت المدرسة بتصريح مبدئي، وبعد ذلك عملت على الأوراق التي تنقصني وراسلتهم، إلا أنني لا أعرف سبب الرفض، ومع ذلك قمت ببيع المدرسة لأصحابها الحاليين».

وحول حديث مدير عام التربية والتعليم عن أن مدرسة الفخامة كانت تمارس نشاطها دون أي ترخيص، أكد الوكيل الشرعي لصاحبة مدرسة الفخامة العالمية، وبأوراق رسمية حصلت «الشرق الأوسط» على نسخ منها، أن هناك خطابا مرفوعا لإدارة مدير عام التعليم الأهلي والأجنبي، وموقعا من المدير العام للتربية والتعليم عبد الله الثقفي، يطلب فيه إعطاء المدرسة مهلة حتى نهاية الفصل الدراسي الحالي حتى لا تدخل إدارة التربية والتعليم في حرج مع أولياء أمور الطلاب كما حدث في مدرسة رويال السابقة، التي أعطيت مهلة وصدر قرار الوزارة بإغلاقها بنهاية العام لمخالفتها للنظام. وقال مستنكرا: «كيف يقول إننا لا نملك ترخيصا، بينما طلب لنا في خطاب رسمي منحنا مهلة حتى نستكمل إجراءات تجديد ترخيص مدرسة الفخامة».

وبالعودة إلى تصريحات عبد الله الثقفي السابقة لـ«الشرق الأوسط»، والذي أوضح أن ترخيص مدرسة (الفخامة العالمية) موقوف من قبل المالك، وأنه هو من طلب ذلك، رد الوكيل الشرعي لصاحبة مدرسة الفخامة العالمية بأن المدرسة تعمل منذ ثلاث سنوات وقامت بتخريج ثلاث دفعات، إلا أنه تم تعليق نشاطها، لاشتراطات لم تكن متوافرة في المبنى القديم للمدرسة، وبعد ذلك وجدوا مبنى مدرسة الرويال العالمية مناسبا، وبتجهيزاته كاملة، وموافقا لمتطلبات إدارة التعليم، فتم رفع خطاب لطلب مزاولة النشاط، وتجديد الترخيص لمدير التعليم الأهلي والأجنبي الذي وافق بقوله «لا مانع»، على أن تستكمل متطلبات التجديد ومعالجة الملاحظات إن وجدت، والالتزام بالأنظمة والتعليمات، وذلك بحسب أوراق حصلت «الشرق الأوسط» على نسخه منها.

وأكد أنه «حتى الآن لم يتمكنوا من نقل ملكية المدرسة، لتكرار وعود الوزارة لأكثر من ست مرات لنا، خاصة أن التنازل لا بد أن يكون بادراه التربية والتعليم، كما هو النظام»، لافتا إلى أنهم لم يشتروا المدرسة، إلا بعد اتصالات مع مدير عام التربية والتعليم، الذي أكد أنها من أفضل المدارس لا سيما أن النشاط كان معلقا بسبب المبني. وعادت هيا الهلالي صاحبة مدرسة رويال سابقا إلى القول: «على حد علمي، فإن صاحب أو صاحبة مدرسة الفخامة كانت لديه مشكلة في عدم توافر الاشتراطات اللازمة في مبناها القديم، وأنه ذهب لوزارة التربية والتعليم وعلق النشاط على أساس أنه يعاود النشاط 2010 و2011. فاشترى المبنى مني»، مؤكدة أن الوزارة اعتمدت ذلك الطلب، بتأكيده «لا مانع لدينا مع ملاحظة أنه يكمل باقي الإجراءات».

الجدير بالذكر أن مدرسة الفخامة تم إغلاقها وإخلاؤها من الطلاب بالقوة الإجبارية الأسبوع الماضي، بناء على قرار الوزارة ولجنة مكونه من عدة جهات، وبإشراف من لجنة إغلاق المدارس الأهلية بمحافظة جدة، دون توضيح الأسباب لهم، ولا يزال أكثر من 576 طالبا وطالبة، يجهلون مصيرهم في ظل اقتراب موعد الاختبارات النصفية.