«ذوو القدرات الخاصة» يلغي «ذوي الاحتياجات» في السعودية

مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة يؤسس مجلسا للجمعيات المعنية بالإعاقة محليا

الأمير سلمان لدى رعايته حفل مؤسسي «مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة» في الرياض أول من أمس (واس)
TT

كشف الأمير سلطان بن سلمان، رئيس مجلس إدارة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بالسعودية، عن تأسيس مجالس الجمعيات المعنية بالإعاقة والمعاقين بالمملكة، لتكون مرجعا ومنسقا لكافة الجمعيات الخيرية والحكومية التي تقدم خدماتها لتلك الفئة محليا، وألمح إلى أن المجلس يعقد اجتماعاته سنويا، معتبرا أن المجلس بمثابة حلقة الوصل بين الدولة والمجتمع والعلم والعلماء المتخصصين في أبحاث الإعاقة، كاشفا في الوقت ذاته عن اعتماد مسمى «ذوي القدرات الخاصة» بدل مسمى «ذوي الاحتياجات الخاصة»، الذي كان مسمى يطلق لوصف الأشخاص المعاقين بالسعودية.

جاء ذلك التصريح على هامش حفل اللقاء السادس لمؤسسي مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بالرياض مساء أول من أمس، حيث أشير إلى أن المركز أطلق الكثير من البرامج البحثية التي تخدم الإعاقة، بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وشركائها، ومنها برنامج الأمير سلطان للأبحاث المتقدمة، بالإضافة إلى برنامج صعوبات التعلم التي أصبحت ظاهرة بمدارس التعليم العام بالسعودية، يضاف إلى ذلك الشراكة مع شركة «بريثيون» الأميركية من خلال برنامج التوازن الاقتصادي والتي تقدم الكثير من الأبحاث المتخصصة بمجال الإعاقة والوسائل الإلكترونية المساعدة للمعاقين، بالإضافة إلى أبحاثها المتقدمة في مجال الخلايا الجذعية والجينية.

أبان عن إطلاق برنامج سهولة الوصول الشامل الذي يعد برنامجا وطنيا رائدا وترعاه وتحتضنه وزارة النقل من خلال تقديمها منحة مالية له، موضحا أن البرنامج يطبق حاليا بمدينة الرياض في مرحلته الأولية، وسيتم تطبيقه في المرحلة المقبلة في كل من المدينة المنورة وجدة والشرقية، على أن يغطي في مراحله المقبلة كافة مناطق السعودية، ويهدف البرنامج إلى سهولة الوصول الشامل في تصميمات المباني والخدمات الجديدة وكذلك البنى التحتية المختلفة الموجودة بالبيئة المحيطة بالشخص المعاق، ملمحا إلى كون كود البناء الوطني، الذي تتابعه وزارة الشؤون البلدية والقروية، من أهم المشاريع التي تسهم في تذليل العقبات أمام المعاق للتنقل بحرية وسهولة في كثير من المرافق الحكومية والخاصة، معتبرا أن توجيه الأمير نايف، وزير الداخلية السعودي، لكافة إمارات المناطق بتبني مشاريع وبرامج مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة يعد مساهمة بناءة لخدمة المركز والمعاقين بمختلف مناطق السعودية.

وأضاف: «ونحن نعمل على مسح شامل بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال مراكز الخدمة الاجتماعية التابعة للوزارة بمختلف مناطق المملكة لتحديد المحتاجين لخدمات مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة».

وأبان عن إطلاق أكبر مشروع وقف خيري بالمملكة للمعاقين وهو وقف واحة التكافل بمكة المكرمة. واعتبر الأمير سلطان بن سلمان قضية الإعاقة من القضايا الشائكة، مرجعا ذلك لصعوبة الأبحاث المتعلقة بها ولحاجتها لفترة من الزمن لظهور نتائجها التي تخدم فئة المعاقين.

وعلى صعيد ذي صلة تحدث الأمير سلطان بن سلمان عن جائزة الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، حيث أفصح عن تولي وزير الصحة السعودي رئاسة هيئتها، مشيرا إلى أن الجائزة كانت في السباق تتبع لجمعية الأطفال المعاقين، ملمحا إلى أن الهدف من الجائزة هو تشجيع الجهود المحلية والإقليمية والعالمية الرامية إلى إثراء العلم والمعرفة في مجال الإعاقة والإفادة من تلك الجهود العلمية والبحثية، مؤكدا تبني مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة مفهوم علم ينفع الناس الذي يأتي منسجما مع تولي المركز لتلك الجائزة.

من جانبه آخر، دعا الأمير سلطان بن سلمان وسائل الإعلام إلى أن تكون شريكا في التوعية والإسهام في خدمة قضية الإعاقة بالسعودية، وألا تعمد إلى تضخيم الأعمال والبرامج المقدمة للمعاقين بالقدر الذي يتجاوز ما هو عليه واقعيا، معتبرا أن وسائل الإعلام تستطيع خدمة الإعاقة بالبلاد من خلال نشر الوعي والتثقيف بين المواطنين بأهمية المعاق وحقوقه الأساسية.