مخططات ولي العهد في مكة: حمى الأسعار والراحة بانتظار «فولت» الكهرباء

20 ألف قطعة قد تغير الخارطة الإسكانية

تزايد عدد السكان على الرغم من الحراك العمراني الكبير في العاصمة المقدسة قاد إلى هجرة قاطنيها لمدن أخرى («الشرق الأوسط»)
TT

تترقب نحو 20 ألف قطعة في مخططات إسكانية، في مكة المكرمة، إجراءات ورقية لإخراج المدينة المقدسة من ضائقة إسكانية، يؤكد مراقبون أنها جاءت نتيجة عدم فسح مخططات جديدة من جهة، وعدم إيصال الخدمات لمخططات ولي العهد الخمسة التي تعتبر طوق النجاة من حمى الأسعار الملتهبة التي غيرت الخارطة الإسكانية لجميع شرائح المجتمع المكي في السنوات الأربع الماضية من جهة أخرى.

وطلب مواطنون من الجهات المسؤولة تعجيل وتيرة إنهاء الخدمات الأساسية لمخططات ولي العهد، التي تعتبر منفذا وحيدا لمكة المكرمة، التي تعاني بدورها ضائقة إسكانية، فرضتها عمليات الهدم والإزالة التي طالت المنطقة المركزية المجاورة للمسجد الحرام.

وتبقى 20 ألف قطعة أرض سكنية جاهزة للإسكان، تنتظر التيار الكهربائي يسري داخلها، منذ سنوات طويلة، في وقت صرح فيه مصدر مسؤول في شركة الكهرباء بأن الخطط والدراسات تم تسليمها لأمانة العاصمة المقدسة وقال: «إن الأمانة هي من يمتلك القدرة على إرسال التيار»، وهو ما حدا كثيرا من المواطنين للسكن القسري عن طريق تشغيل محركات الكهرباء التي تعبأ بمادة «الديزل»، ولا تكفي للإنارة باستثناء سويعات قليلة، فضلا عن حجم الأضرار البيئية التي تنتج من جراء إفرازات كربونية تنطلق من خراطيم تلك المحركات.

من جهته، يقول عطا الله الحجاجي، خبير عقاري في مكة المكرمة: «إن مخططات ولي العهد شهدت تجاذبا واسعا، وتعتبر من الناحية العقارية بوابة ديناميكية، دفعت بالكثير من الأسر المكية نحو السكن فيها، نظير موقعها الاستراتيجي التي تحظى به، كونها تقع في أواخر مكة وأقرب الأحياء إلى محافظة جدة، مما أكسبها ميزة فعالة للبعد عن الاختناقات السكانية، والقرب من جدة». وأضاف الحجاجي: «إن مكة المكرمة تواجه معضلة إسكانية تتمثل في عدم فسح مخططات جديدة حيال جغرافيتها المعقدة، ومخاوف الجهات الرسمية التي طرأت على الساحة العقارية مؤخرا، من جراء مخاطر السيول التي تهدد بدورها الكثير من المخططات السكنية في مكة، الأمر الذي أصدرت بموجبه تلك الجهات الرسمية قرارا بتحديد عدد من المخططات التي تهددها مياه السيول».

إلى ذلك، تأمل جهات رقابية ذات صلة بتسريع وتيرة نقل محطات شركة الكهرباء لتثبيتها في مخططات ولي العهد «1، 2، 3»، لتكون المنطقة الأساسية التي تنطلق منها كابلات التمديدات الكهربائية للحركة العمرانية المتوقعة خلال السنوات المقبلة.

وتضع الجهات الحكومية حلولا ناجعة وتدريجية للأحياء العشوائية، مثل: «شارع المنصور، والرصيفة والهنداوية، وحي الزهارين»، الذي يعتبر المدخل الرسمي للقادمين من مدينة جدة.

ويعلق سعد بن علي، أحد السكان المحليين في مكة، بالقول: «إن الإشكالية التي تكمن بها مخططات ولي العهد هي جوهر الحياة الاعتيادية من ماء وكهرباء وصرف صحي، ومدارس للبنين والبنات، وسفلتة وإنارة، وغيرها من الخدمات الأساسية التي تكفل لهم وتسمح بالإسكان في تلك المخططات».

وأضاف أن «المطالبة بسكن وعقار يليق بدخل المواطن العادي لا تتأتى إلا لفسح مخططات جديدة من الناحيتين الشمالية الغربية والغربية الجنوبية، وهي تعتبر بساطا ممتدا قد يمكن ميزان الأسعار من الاعتدال بعد أن وصل إلى حد لا يعقل من الارتفاعات الجنونية التي ضربت تلك المخططات من قبل تجار الأراضي، وهو ما دفع إلى هجرة عكسية، نتيجة عدم قدرة متوسطي الدخل وقليله على مجاراة حمى الإيجارات الملتهبة».