بعد أن شهد ارتفاعا في الزوار.. أمير عسير يمدد مهرجان العسل

المهرجان فرصة لعمل المرأة وتعريف بالأكلات الشعبية في المنطقة

بعض الباعة يعرضون منتجاتهم من العسل ويوضحون بعض طرق كشف العسل المغشوش
TT

شهد مهرجان العسل المقام في محافظة رجال ألمع غرب محافظة عسير جنوب البلاد ارتفاعا في أعداد زوار المهرجان فقاد المسؤولين إلى تمديد أيام العمل في مهرجان العسل الثالث «موسم السدرة».

ووجه الأمير فيصل بن عبد العزيز أمير منطقة عسير بتمديد المهرجان الثالث للعسل إلى يوم الخميس القادم الموافق 23 من ديسمبر (كانون الأول)، إلى ذلك أوضح محمد المتحمي محافظ رجال ألمع المشرف العام على المهرجان الثالث للعسل موسم السدرة أنه نظرا للإقبال المتزايد على المهرجان ومطالب الزوار والسياح والوفود وجه أمير المنطقة بتمديد الفترة إلى يوم الخميس المقبل.

وطالب عدد من المهتمين بتربية النحل وإنتاج العسل وزارة الزراعة بالإسراع في إعداد وإصدار لائحة تنفيذية لنظام تربية النحل التي سبق أن وعدت بها وزارة الزراعة إلى جانب إنشاء أقسام متخصصة له في الإدارات العامة للوزارة في المناطق وتفعيل أدوارها، وبإعداد سلسلة برامج تدريبية وإرشادية وذلك بالتنسيق مع كرسي المهندس عبد الله بقشان لأبحاث النحل في جامعة الملك سعود، مطالبين في الوقت ذاته صندوق التنمية الزراعية بالإسراع في إيجاد آلية مثلى للإقراض تسهل حصول النحالين على القروض.

وبالعودة إلى المهرجان، شهد المهرجان عددا من المحاضرات تركزت على أهمية العسل وما يشكله من أهميه وارتباط وثيقين بين النحل والإنسان منذ آلاف السنين، إضافة إلى العروض الشعبية التي أديت بالزي الشعبي التقليدي بمشاركة القبائل والفرق الشعبية كفرقة رجال ألمع وفرقة الحبيل وفرقة العاينة، إضافة إلى المأكولات الشعبية.

وزار مهرجان العسل برجال ألمع أمس الأول وفدان من دولتي الكويت وقطر، تجولا داخل القاعة المخصصة لبيع العسل، واستمعا لشرح مفصل عن أنواع العسل المعروضة للبيع، وخضعت عينات من العسل وخاصة السدرة للتجربة من قبلها، وأجمع الوفدان على أن المهرجان ساهم في الحركة السياحية للمحافظة، مشيرين إلى أن هذا المنتج ساهم في التعريف بالمحافظة على مستوى دول الخليج.

وأكد الوفدان لـ«الشرق الأوسط» أن إقامة مهرجان العسل الثالث ساهم في تنمية الوعي بأهمية نحل العسل والقيمة الغذائية والعلاجية والاقتصادية لمنتجاته لاستغلال الثروة النحلية بشكل أمثل، ورفع مدارك النحالين العلمية وتنمية قدراتهم المهنية.

ونوه مفرح الشديدي (أحد تجار العسل، عضو لجنة التقييم والجودة بالمهرجان) أن المهرجان يأتي للتعريف بالعسل كمنتج، حيث يشارك في المهرجان 100 عارض من كبار منتجي وبائعي العسل، من خلال 45 متجرا وعدد مماثل من أصحاب المحلات بالمنطقة المركزية، كما سيتم تعريف الزوار والمستهلكين بكيفية اكتشاف العسل المغشوش ويعرض العسل الصيفي والشتوي، ويعتبر عسل السدرة الأكثر رواجا ويكثر الطلب عليه ويعتبر من أجود أنواع العسل، ويستخدم عادة كعلاج ويقدم أيضا كهدايا ثمينة، إضافة إلى المجرى الذي يعتبر الحصول عليه في الوقت الحالي صعبا لندرته، إضافة إلى الشوكة والسمرة والضهيانة، لافتا إلى أن أهم مراكز إنتاج العسل البلدي السليم في تهامة يكاد ينحصر في 3 مواقع هي ريم والربغة وخيم في وادي وتران.

وأضاف الشديدي أن «وادي ريم» من أشهر الأودية التي تتميز بطبيعة خضراء وغطاء نباتي ضخم كالأزهار والأشجار الكثيفة إلى جانب أنواع مختلفة من النباتات تساعد في زيادة إنتاج مختلف أنواع العسل النقي، لافتا إلى أن أنواع العسل تختلف باختلاف الأشجار والأزهار حسب النطاق الطبيعي الذي تنتمي إليه تلك النباتات وهذا بحسب قوله دلالة على أن عملية تربية النحل لم تعد عملية زراعية بل أصبحت حافزا اقتصاديا يدر أرباحا على مربي النحل ليسوقوا منتجهم محليا وخليجيا كما هو الحال هذا العام.

كما لم يخل المهرجان من مشاركة النساء، حيث قامت الأسر المنتجة من خلال مواقع مجانية قدمتها إدارة المهرجان في تقديم المأكولات الشعبية.

وأوضحت أم نايف (المشرفة على العاملات والأسر المنتجة) أن السوق تحتوي على منافذ البيع التي تشمل أكلات شعبية مختلفة «كالخمير والحنيذ والمغش والإيدامات»، وأعمالا يدوية وحياكة الألبسة الشعبية وغيرها.

إلى ذلك سجلت البائعة «أم أحمد» إعجابها بإقامة المهرجان الثالث للعسل، وتوفير فرص عمل مضمونة الربح وفي أماكن مجانية حتى وإن كانت مؤقتة بحد قولها إلا أنها فتحت أمامها وباقي البائعات اتساعا كبيرا في هذا المجال حيث ولدت لديهن من خلال الاحتكاك فيما بينهن فكرة الاستثمار والتطوير والاستغلال المباشر في التجارة المباشرة.