الشؤون الإسلامية: سنأخذ تهديدات «القاعدة» لأئمتنا على «محمل الجد»

وكيل الوزارة توفيق السديري لـ «الشرق الأوسط»: على الخطباء والدعاة الذين يتلقون التهديد إبلاغ الجهات الأمنية فورا

مفتي السعودية ساق تأكيدات تؤكد سلامة تقويم أم القرى خلافا لبعض الآراء التي ترى عكس ذلك («الشرق الأوسط»)
TT

أكدت وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية أنها ستأخذ التهديدات التي تعرض لها بعض أئمتها من تنظيم القاعدة «على محمل الجد»، وأنها ستتواصل بشأنها مع الجهات الأمنية. جاءت تلك التأكيدات بعد أن كشف أكثر من إمام وخطيب جامع، في الرياض، عن تلقيهم تهديدات من قبل متعاطفين مع تنظيم «القاعدة».

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور توفيق السديري، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد، أنهم لا يستبعدون إدراج الأئمة والخطباء والدعاة الذين يسهمون في بيان عوار «القاعدة»، على قائمة من يسعى التنظيم لاستهدافهم.

وقال: «لا يخفى على أحد بيان وزارة الداخلية الأخير، الذي أوضح أن تنظيم (القاعدة) وهؤلاء الخوارج يستهدفون شخصيات وعلماء ورجال أمن وغيرهم. وهذا النهج لا يستغرب على هؤلاء الخوارج؛ لأن كل من خالفهم وأسهم في بيان باطلهم سيكون مستهدفا من قبلهم». وعليه، فإن وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد لا يستبعد أن تقوم «القاعدة» باستهداف منسوبي الوزارة. وقال: «لذلك نحن لا نستبعد استهداف الأئمة والخطباء الذين يسهمون في بيان عوار تلك الفئة الضالة».

كان أئمة وخطباء قد أفصحوا خلال لقائهم مفتي عام السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أول من أمس، عن تلقيهم تهديدات بالقتل ممن أشاروا إلى أنهم ممن يحملون «فكر الخوارج»، وهو المصطلح الذي يشير إلى المنتمين لتنظيم «القاعدة».

وأفاد أحد الأئمة، الذي تلقى رسالة تهديد شفهية من أحد المتعاطفين مع «القاعدة»، بأنه لم يقم بإبلاغ الجهات الأمنية بهذا الأمر، تحقيقا للمصلحة العامة، في وقت تؤكد فيه وزارة الداخلية السعودية في بياناتها كلها ضرورة أن يقوم المواطنون بإبلاغ الجهاز الأمني بأي معلومة حول من يشتبه بعلاقته بتنظيم «القاعدة».

وأمام ذلك، دعا الدكتور توفيق السديري، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد، الأئمة والخطباء والدعاة الذين يتلقون تهديدات من «القاعدة» بإبلاغ الأجهزة الأمنية على الفور. وقال: «أهيب بكل الأئمة والخطباء والدعاة، في حال تلقي أي منهم تهديدا من (القاعدة) أن يحملوها على محمل الجد وأن يعلموا وزارة الشؤون الإسلامية بتلك التهديدات، أو أن يتواصلوا مباشرة مع الجهات الأمنية لعلاج مثل هذه الحالات». وأسهمت وزارة الداخلية السعودية، خلال الـ7 سنوات الماضية، بمكافحة «إرهاب القاعدة» بالطرق الاستباقية، عبر التعاون الجاد الذي كان يبديه المواطنون مع الأجهزة الأمنية عن كل ما هو مثير للشبهة.

في هذا الإطار، جدد الدكتور توفيق السديري دعوته للأئمة والخطباء، بضرورة الرفع وإبلاغ الجهات الأمنية عن أي تهديد يتلقونه من تنظيم «القاعدة». وفتحت التهديدات التي تلقاها أئمة وخطباء سعوديون الباب أمام مطالباتهم بصرف «بدل إرهاب» على غرار العاملين في الحقل الأمني.

لكن مراقبين، تحدثوا إلى «الشرق الأوسط»، أشاروا إلى «عدم واقعية مثل هذا الطلب»، لكون عمل الأئمة والخطباء يدخل في إطار «العمل الاحتسابي»، فضلا عن أن الموظفين في دوائر الدولة المختلفة، الذين يسعون لتصحيح المفاهيم التي يعتمد عليها تنظيم «القاعدة» في عمله، لا يُصرف لهم بدل من هذا النوع.

كان مفتي عام السعودية قد شدد على ضرورة الحذر من تهديدات «القاعدة» التي وصلت لبعض الأئمة والخطباء، وقال إنه ينبغي التنبه لهؤلاء، في إشارة إلى مطالبته بضرورة إبلاغ الجهات الأمنية عمن يقف خلف التهديد.

وهذه المرة الأولى التي يكشف فيها أئمة وخطباء سعوديون عن تلقيهم تهديدات بالقتل والإيذاء من عناصر تنظيم «القاعدة» أو من يتعاطف معهم. وأكد الشيخ عبد الله الحامد، مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة الرياض، أنهم سيأخذون التهديدات التي كشف عنها أكثر من إمام وخطيب «على محمل الجد»، لافتا إلى أنه «سيتم التحقق من هذا الأمر، ورفع الموضوع للجهات الأمنية لمعالجته».