مفتي السعودية يحذر المشككين بـ«أم القرى».. ويرد: التقويم «مضبوط»

قال إن المروجين لغير ذلك بنوا آراءهم على «الجهل»

TT

استخدم الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية، لغة شديدة اللهجة، في سياق تحذيره للمشككين في صحة تقويم أم القرى، الذي يدور جدل كبير حول دقة بعض أوقات الصلوات المدرجة فيه.

ونبه المفتي، لأهمية عدم الانسياق وراء من يحاولون التشكيك في صحة تقويم أم القرى، مؤكدا أن التقويم تم تأسيسه بواسطة هيئة علمية مكونة من علماء في الشريعة والفلك.

وانتقد رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء، من يسعون للطعن في صحة التقويم الهجري المسمى بـ«أم القرى»، مؤكدا أنهم بنوا آراءهم تجاهه على «الجهل»، وأنهم سمحوا لأنفسهم بهذا التشكيك بالأكل والشرب في شهر رمضان المبارك، لمدة ساعة بعد وقت الإمساك المحدد بالتقويم.

وسجل مفتي عام السعودية، هذا الموقف، أمام العشرات من الأئمة والخطباء في العاصمة الرياض.

وأجاب عن سؤال حول حكم تأخير صلاة الفجر في بعض الجوامع لقرب طلوع الشمس، بقوله: «السنة في صلاة الفجر أن تؤدى مبكرة.. تقول عائشة رضي الله عنها (كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يصلي الفجر، ويشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن، ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد من الغلس).. ويقال إنه كان يصلي الفجر حتى لا يعرف الرجل جليسه. فالسنة التبكير بها. والوزارة قررت نحو 25 دقيقة من الأذان أو نحو ذلك، وهذه فيها بركة». وحذر مفتي عام السعودية من المشككين بتقويم أم القرى. وقال: «أحذر من الذين يطعنون بتقويم أم القرى ويشككون في ذلك، ويقولون إنكم تؤذنون قبل الفجر بنصف الساعة».

ورأى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن «تقويم أم القرى، تقويم مضبوط، أسس على هيئة علمية فلكية في أيام الملك عبد العزيز، رحمه الله، وقام بالإشراف عليه علماء من الشريعة والفلك، وهم علماء معتبرون، والشيخ عبد العزيز بن باز، غفر الله له، في آخر حياته كتب كتابا موجودا عندنا، قال فيه: «إن تقويم أم القرى مضبوط، ولقد بعثت هيئتان علميتان كتبتا تقريرا عن انضباط وتطابق تقويم أم القرى مع طلوع الفجر الثاني وطلوع الشمس، مما يدل على أن التقويم معتبر».

واستدرك قائلا: «أما من يقول إنه لا يجوز أن يؤذن للفجر إلا بعد 20 دقيقة من الوقت الحالي، ولا تجوز الصلاة إلا مع طلوع الشمس، فهذا غير صحيح، حتى إن بعضهم، والعياذ بالله، في رمضان يأكل ويشرب بعد إمساكنا بساعة، ويقول ما بعد طلعت الشمس، وهذا كله شذوذ عن الجماعة». ونبه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ من مغبة الانقياد وراء من يحاولون التشكيك في تقويم أم القرى. وقال: «لا ينبغي لنا الانقياد لمثل هذه الدعوات التي جاءتنا من الخارج، تقويمنا مضى عليه علماء وأئمة هدى، ولم يروا فيه نقصا. يجب أن لا نصغي لمثل هذه الآراء، هذه آراء غير ثابتة ومبنية على الجهل».

وتشهد السعودية، قبل دخول رمضان من كل عام، تفجر الجدل حول صحة تقويم أم القرى، ودقة مواعيد الإمساك عن الطعام، في ظل آراء لعلماء دين شرعيين، يرون أن أوقات الفجر المدرجة بالتقويم «غير دقيقة».

وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، قد أصدرت توجيها لكل المساجد قبل أيام من شهر رمضان الماضي، أكدت فيه على كل مؤذني المساجد، اعتماد مواعيد الصلوات المدرجة في تقويم أم القرى، وعدم الاعتماد على الساعات الرقمية، حيث جاءت تلك التأكيدات في ظل وجود الأخطاء بالساعات الرقمية، في وقتي الفجر والمغرب، اللذين يكتسبان أهمية قصوى لدى المسلمين في شهر رمضان المبارك، في مسألتي الإمساك عن الطعام، والإفطار.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر وثيق الصلة، في حينه، أن الأخطاء التي تم رصدها في وقت الفجر في الساعة الرقمية، ناجمة عن التعديل الذي تم إحداثه أساسا في تقويم أم القرى، حيث تم تأخير أذان الفجر عن موعده الأصلي لمدة 3 دقائق، وهو ما أحدث إرباكا لدى الكثير من المؤذنين، بينما لم تعلن أي جهة رسمية تعديل وقت صلاة الفجر في تقويم أم القرى.

ومعلوم أن كل هذا الجدل الذي رافق الإعلان عن وجود أخطاء في الساعات الرقمية، ناجم عن عدم الإعلان بشكل رسمي عن التعديل، الذي تم إدخاله على وقت صلاة الفجر في تقويم أم القرى، وتم تأخيره 3 دقائق، بينما كانت المطالبات من بعض علماء الدين السعوديين تدفع بضرورة تأخير موعد الأذان لمدة 20 دقيقة.

وكان الشيخ عبد المحسن العبيكان، المستشار الحالي بالديوان الملكي، قد فجر جدلا قبل 5 سنوات، بتأكيده خطأ بعض المواقيت الواردة في تقويم أم القرى، مما قد يخل بأداء ثاني أهم ركن من أركان الإسلام، حيث أشار، في حينه، إلى أن الخطأ الموجود في التقويم لا يقتصر على وقت دخول الفجر فحسب، بل يتعدى ذلك لوجود خطأ في عدة أوقات، منها خروج وقت المغرب قبل أذان العشاء بوقت طويل، ووضع وقت صلاة الظهر في وقت النهي نفسه، فضلا عن أن صلاة المغرب، لا يؤذن لها إلا بعد غياب الشمس بنحو سبع دقائق.