مسؤول في وزارة التعليم العالي: على المبتعثين عدم الانضمام إلى الجماعات المعادية للوطن

حذر من الفئوية والمناطقية بين المبتعثين.. وقال: نضحي بفرد ولا نضحي بوطن

TT

كشف الدكتور عبد الله الموسى، وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات، عن أن 168 مبتعثا سعوديا في إحدى الجامعات الكندية مهددون بالطرد بسبب رسالة عبر البريد الإلكتروني من مبتعث سعودي وصفها بالقبيحة جدا، أرسلها الطالب بعد أن تعثر دراسيا إلى معلمته ذات الأصول الصينية، مما وضع برنامج الابتعاث في موقف حرج بسبب احتمالية طرد بقية المبتعثين السعوديين من الجامعة التي تعمل بها المعلمة. وكان الموسى يتحدث في لقاء مفتوح مع المبتعثين عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية، مقررا أن يحضره على مدى 3 أيام نحو 2168 مبتعثا ومبتعثة، كما كشف الموسى عن أن البرنامج سحب مجموعة من المبتعثين نشروا صورا على موقع «فيس بوك» ذات بعد عنصري.

وحذر الدكتور الموسى من طغيان المناطقية والفئوية بين المبتعثين وقال: «يسوؤني وجود المناطقية والفئوية بين المبتعثين». وأردف: «الوطن واحد، نحن في البرنامج نضحي بفرد ولا نضحي بوطن». وقال الموسى: «عندنا حالات كثيرة لمن ينتمي للسعودية ويأكل من خيرها ورزقها، وأيضا ينتمي لجماعات أخرى وضد السعودية». واستدرك: «وجدنا حالات لكنها ليست كبيرة جدا». وخاطب المبتعثين بالقول أنتم أبناء وطن واحد لا فرق بينكم.

كما حذر الموسى المبتعثين من الاختراق الثقافي والسياسي، والانسياق وراء جماعات معادية للوطن، على حد تعبيره، إلا أنه، بعد اللقاء وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» كان بخصوص عدد الحالات التي سجلها البرنامج لانضمام مبتعثين لجماعات معادية للوطن، قال: «إن البرنامج لم يسجل أي حالة لمبتعث انضم لجماعات معادية للوطن خلال السنوات الـ5 الماضية، وإن حديثه كان من باب التحذير؛ لأن المبتعث قد يلتقي بعض الحاقدين على السعودية الذين يريدون تجنيده لصالح مخططاتهم».

ونصح الموسى المتزوجين من المبتعثين والمرافقين والمرافقات أن يبتعدوا عن التشكيك في بعضهم بسبب البيئة الجديدة التي سينتقلون لها، وأن يتعاونوا فيمن بينهم في شؤون كندا، كما أكد ضرورة تواصل المبتعثين مع ذويهم، خصوصا الآباء والأمهات في الوطن.

وقال الموسى لجموع المبتعثين الذين حضروا لقاء في مدينة الخبر للمبتعثين إلى الجامعات الكندية: ليس لدينا وظائف لكم «لا نريد من أحد المبتعثين أن يرجع عالة علينا، نريد من المبتعث أن يكون أداة إنتاجية». وقال: نريدكم بعد أن تعودوا أن تتسنموا المناصب وأن تصنعوا فرصكم بأنفسكم. وبيَّن الموسى أن نسبة الفشل الدراسي بين طلاب البرنامج لا تتجاوز الـ4%، واعتبرها نسبة محدودة جدا وأن البرنامج يشهد نجاحا كبيرا في نسب الطلاب المتفوقين دراسيا.

كما قال الدكتور ماجد الحربي، مدير برنامج الابتعاث: إن عدد المقاعد لطلاب الطب في هولندا 80 مقعدا هذا العام. وأكد أن البرنامج لا يبتعث عددا من الطلاب لتخصص الطب لأكثر من المتاح للطلاب السعوديين في الجامعات سواء في هولندا أو أستراليا، نافيا ما يتردد من أن عدد المبتعثين أكبر من عدد الفرص لتخصص الطب في هذين البلدين، وقال الحربي: إن البرنامج حريص على أن يحصل المبتعث السعودي على المقعد بناء على جدارته، كما أكد: «نرفض في البرنامج أن نطالب الجامعات بتخفيض معاييرها الأكاديمية وأن تخصص مسارا خاصا بالطلاب السعوديين، بل نطالب المبتعث أن يرتقي إلى مستوى هذه الجامعات». وقال الحربي: «خلال الـ5 سنوات الماضية لم نجد مشكلة واجهت طالبا مبتعثا جادا».

وبلغ عدد المبتعثين حتى السنة السادسة 110 آلاف طالب، ويخطط البرنامج للوصول إلى 150 ألف مبتعث بعد 4 سنوات، ويسجل البرنامج نسبة تعثر تصل إلى 4%؛ حيث انتهت بعثات 2356 طالبا، و3600 طالب أوقفت بعثاتهم لأنهم يواجهون مشكلات في اللغة، وبعد تجاوز هذه المشكلات يمكن أن تتم إعادتهم إلى البرنامج.