بعد موسم الحج.. الدجاج سيد الموقف في مطاعم العاصمة المقدسة

هدنة مؤقتة مع اللحوم الحمراء.. وخسائر المطاعم وصلت إلى 30%

TT

لجأت جهات خاصة في مكة المكرمة إلى ضخ كميات كبيرة من الدجاج، تعويضا عن خسائر زادت على الثلاثين في المائة، بسبب حملات دعائية وإعلانية تركزت في الأسابيع الماضية، بخصوص لجوء كثير من المطاعم في العاصمة المقدسة للاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي.

وأعلنت عدة مطاعم تعليقا مؤقتا لبيع اللحوم الحمراء، لحين انقشاع الغمة التي أثرت عليها، إذ فضل أصحابها إحلال الدجاج كعنصر بديل في الشهرين التاليين لموسم الحج، وحتى الانتهاء خلال فبراير (شباط) المقبل، في وقت يسعى فيه معظم المواطنين والمقيمين والزوار إلى تعطيل مشاريع اللحوم حتى الحصول على فترة مطمئنة، على حد قولهم.

وتأتي «الفزاعة» التي هزت عشاق المطاعم المختلفة بعد إحباط تهريب أكثر من 91 طنا من اللحوم، ضبطتها السلطات الأمنية التي أحبطت أيضا تهريب 69870 كيلوغراما من اللحم الفاسد عند نقطة تفتيش مدخل جدة من الناحية الشرقية، وكانت تلك الكميات تهرب بواسطة سيارات خاصة وأخرى عائلية للتمويه على نقاط التفتيش، وذلك بوضع اللحوم داخل شنطة السيارة في أكياس نفايات غير نظيفة.

كما أتلفت فرق الأمانة أكثر من 850 رأسا من المواشي الفاسدة المنقولة من المشاعر المقدسة، تقدر بـ21 طنا تم ضبطها في أكثر من مركبة وشاحنة، عن طريق ثلاث نقاط تفتيش موزعة جنوب جدة.

إلى ذلك، قال عبد المنعم بخاري، مدير عام العلاقات العامة بالغرفة التجارية بمكة، إنه لا ينبغي إحداث «فوبيا» تجاه أكل المطاعم بعد موسم الحج، خاصة بعد أن وفر مشروع الاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي أعلى المتطلبات اللازمة للتأكد من توافر الشروط الشرعية والصحية في جميع الأنعام، وذلك من خلال عمليات التغليف والتبريد والتجميد والحفظ والنقل، لتبقى صالحة للاستهلاك حتى وصولها إلى مستحقيها، مع توسيع دائرة المستفيدين من المشروع في بلدان إسلامية مختلفة، تحقيقا لمزيد من التكافل الإسلامي.

في الوقت ذاته، طالب مواطنون بضرورة التعامل بحزم وشدة مع المطاعم، والتوجه لها بشكل دوري ومراقبة مستوى جودة اللحوم بها، فضلا عن بقية المواد الغذائية المستخدمة، وطالبوا بأن لا يرخص الذبح قبل التأكد من خلو المواشي من الأمراض. كما اقترحوا تعزيز القوى العاملة من أطباء ومفتشين وعمال إضافيين، وأخذ عينات عشوائية لبعض اللحوم، بالتنسيق مع البلدية إلى المختبرات للتأكد من خلوها من البكتيريا.

من جهته قال حمزة أفغاني، صاحب أحد المطاعم، إن وتيرة البيع والشراء للحوم بعد موسم الحج تكون دائما في أسوأ حالاتها، إذ نشهد إقبالا ضعيفا في طلب اللحوم بكل أصنافها، بينما ينشط بيع الدجاج بشكل كبير. وأضاف «لا أعلم عن مدى مشروعية النظرة إلى استفادة المطاعم من الأضاحي من عدمها، لكن الذي أعرفه أن هناك مطاعم كثيرة تأثرت سمعتها كثيرا».