تنطلق اليوم ورش العمل الخاصة بأول استراتيجية وطنية تستهدف الشباب في التاريخ السعودي، على أن يتم الإعلان عنها خلال عام واحد.
وتعمل وزارة الاقتصاد والتخطيط على إعداد هذه الاستراتيجية بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، عبر مجموعة من ورش العمل. وتهدف هذه الورش إلى مشاركة الشباب في وضع ملامح الاستراتيجية الوطنية للشباب، ومشاركتهم في همومهم حول أبرز قضايا الشباب، وما يرونه مناسبا لتفادي المشكلات التي تواجههم، ومن ثم الرفع بها إلى الجهات المعنية المختصة، وفي حال الموافقة عليها سيتم رفعها إلى المقام السامي للموافقة عليها ومن ثم رصد ميزانية مستقلة لها والبدء في تنفيذها على أرض الواقع.
كانت وزارة الاقتصاد والتخطيط قد أبرمت يوم أمس اتفاقا مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، لعقد 18 ورشة عمل للشباب من الجنسين، في 9 مناطق إدارية مختلفة في السعودية.
وأشار الدكتور أحمد حبيب صلاح، المستشار الاقتصادي بوزارة الاقتصاد والتخطيط، المشرف العام على الاستراتيجية الوطنية للشباب، إلى أن الحكومة تنفق أكثر من 50% من ميزانيتها على التنمية البشرية، بما فيها شريحة الشباب التي تمثل أكثر من 40% من سكان السعودية.
وأبان الدكتور صلاح أن الاستراتيجية تأتي بعد الانتهاء من التعداد السكاني، الأمر الذي يتيح لهم في الوزارة توفير أحدث قاعدة بيانات ممكنة، بحيث تتم الاستفادة منها في هذه الاستراتيجية.
وأوضح الدكتور أحمد صلاح أن القائمين على الاستراتيجية الوطنية للشباب، يسعون إلى تحقيق مجموعة من الأهداف من وراء إقامة ورش العمل مع الشباب؛ بحيث تشتمل على تفعيل لمبدأ مشاركة الشباب في إعداد الاستراتيجية الوطنية الخاصة بهم، وتعريفهم بالاستراتيجية، إضافة إلى معرفة آرائهم حول محاور الاستراتيجية، واستكشاف أولويات الشباب السعودي وطموحاته التي تجب مراعاتها في الاستراتيجية.
وتشمل محاور الاستراتيجية الرئيسية: محور الشباب والتعليم والتدريب، والشباب والعمل، والشباب والصحة، والشباب والثقافة والإعلام، والشباب والرياضة والترويح، والشباب والمواطنة الصالحة والمشاركة المجتمعية، والشباب وتقنية المعلومات ومجتمع المعرفة، على أن تكون هذه المحاور قابلة للتعديل والتطوير والحذف والإضافة، وفقا للمستجدات التي تطرأ خلال ورش العمل، ونتائج الدراسات المسحية التي ستجريها وزارة الاقتصاد والتخطيط.
من جهته، أوضح الدكتور فهد السلطان، نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن المركز بدأ، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط، في عقد ورش عمل الاستراتيجية الوطنية للشباب، وذلك انطلاقا من مدينة عرعر، على أن ينتقل بعد ذلك إلى الجوف فنجران فتبوك فحائل فجازان فبريدة فالمدينة المنورة، على أن تختتم في أبها.
ورش العمل، التي تستهدف الشباب من عمر 15 إلى 24 سنة، يشترك بها 540 مشاركا ومشاركة، ويتولى إدارتها أكثر من 80 شخصا من الجنسين.
وإلى جانب ورش العمل التي يتم عقدها بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، تعتزم وزارة الاقتصاد والتخطيط عقد عدد من ورش العمل بالتعاون مع عدد من الجهات ذات العلاقة، كوزارة التربية والتعليم، ووزارة العمل، والرئاسة العامة لرعاية الشباب وعدد من الجامعات، ويتوقع أن يصل عدد المشاركين فيها أكثر من 1500 مشارك، عبر قرابة 45 ورشة عمل.
وأكد الدكتور صالح النصار، مستشار وزارة الاقتصاد والتخطيط، أن السعودية لديها «هبة ديموغرافية»، في إشارة إلى أن الشباب يشكلون أكثر من 40% من تعداد السكان في السعودية، مؤكدا بدوره لـ«الشرق الأوسط» أن الشباب المشاركين في ورش العمل لا يتم اختيارهم بشكل انتقائي، مشيرا إلى أنهم، بجانب ورش العمل التي يعقدونها، سيقومون بإنشاء دراسة مسحية تستهدف الشباب بجميع شرائحهم واهتماماتهم المختلفة.