60 رجلا وسيدة يشرحون قضايا «القبلية والمناطقية» اليوم.. و«التصنيفات الفكرية» غدا

ضمن أعمال الخطاب الثقافي السعودي الثالث الذي ينظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في جدة

جانب من جلسات الحوار الوطني التي عقدت في الدورة الماضية
TT

تنطلق في جدة، أعمال الخطاب الثقافي السعودي الثالث، الذي ينظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني اليوم في جدة، بمناقشة «القبلية والمناطقية والتصنيفات الفكرية، والأثر المصاحب لكل منها على الوحدة الوطنية».

وأكد لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد الشويعر، مدير عام إدارة الدراسات والبحوث والنشر بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، حرصه على إيجاد أرضية صلبة تذيب التشنج الناتج من الحوارات التي رصد أهميتها وحددها كمحاور للنقاش.

وقال «إن المركز يرنو إلى تعزيز الولاء الوطني، والابتعاد عن التصنيفات الفكرية والعصبيات القبلية والمناطقية، وهو ما يدرجه جدول الأعمال في اليوم (الثلاثاء). فيما يناقش الخطاب الثقافي السعودي التصنيفات الفكرية غدا.

وستنطلق أعمال الخطاب الثقافي السعودي الثالث في تمام الثالثة والنصف ظهرا، إذ يناقش نحو 30 سيدة و30 رجلا، تمت دعوتهم من كافة أرجاء البلاد، لمناقشة الملفات الثلاثة وتأثيرها على الوحدة الوطنية. إلى ذلك، يعزو مركز الحوار الوطني اختيار محور القبيلة إلى «أن المجتمع متعدد الأقاليم، وقائم على الإرث القبلي.. ومن الطبيعي أن يشهد إبان سعيه لبناء وحدته الوطنية، تباينا في المفهوم وفي الممارسة حول مفاهيم القبلية، والمناطقية، والتصنيفات الفكرية».

ويطرح المركز من خلال موقعه الإلكتروني 6 أسئلة رئيسية، سيناقشها المشاركون، تمثل «كيفية فهم المسائل المتعلقة بالمحاور الثلاثة، وحقيقة كل منها، إلى جانب مدى تجذر المسائل في المجتمع السعودي، فضلا عن أبرز آثار المسائل على المجتمع في ظل تحولاته الراهنة، إضافة إلى المنهج السليم في الجمع بين الولاء الوطني، والوفاء الإيجابي للإقليم والعشيرة واستقلال الفكر، واستشراف المستقبل للمجتمع السعودي في هذا الشأن». وفي تفصيل للملفات، يحمل محور القبيلة التفصيل بين الانتماء إلى القبيلة والولاء إلى الوطن، كما يقول الدكتور الشويعر، إلى جانب أسباب تنامي مفهوم القبلية، وإيجابياتها وسلبياتها، والمطلوب منها لمستقبل البلاد. بينما يركز المحور الثاني وهو «المناطقية، وأثرها على الوحدة الوطنية» أسباب بروزها على المستوى الجماهيري، وفي السجال الثقافي، فضلا عن كيفية استثمار الجوانب المثمرة المتعلقة بالمناطقية، والابتعاد عن السلبيات والآثار العكسية لها. أما محور التصنيفات الفكرية، فيؤكد المركز أن الملف، سيشرح بداية ظهور التصنيفات، متدرجا حتى يصل إلى أثر ذلك على اللحمة الوطنية. في إشارة على أنها النقطة المطلوبة من كل حوار يجري لتنمية البلاد، إلى جانب المطلوب من السجال الفكري المؤدي إلى مستقبل سعودي وحدوي.

بدوره، اعتبر الدكتور الشويعر أن السجال الدائر في فلك الآراء الفكرية، غالبا ما يتسم بـ«شخصنة» الحوار أكثر مما يناقش الأفكار في العادة، واصفا إياها بـ«المؤدية» إلى الإقصاء وانتقاص الآخرين والابتعاد عن المحور الأساسي أو هدف الحوار.

في المقابل، يؤكد المركز، سعيه الدائم، إلى توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين أفراد المجتمع وفئاته من ذكور وإناث، بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على الوحدة الوطنية المبنية على العقيدة الإسلامية، من خلال أهداف تأتي في مقدمتها «تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف، والإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية والاعتدال داخل البلاد وخارجها عبر الحوار البناء». ويرمي المركز من ضمن أهدافه، إلى معالجة القضايا الوطنية الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتربوية، وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته، إلى جانب حرصه على ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته في المجتمع، ليصبح أسلوبا للحياة ومنهجا للتعامل مع مختلف القضايا.

ويستطرد المؤتمر في أنشطته التوسعية في مشاركة أفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية، وتفعيل الحوار الوطني بالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة، وقنوات الاتصال والحوار الفكري مع المؤسسات والأفراد في الخارج.

وفي سياق ذي صلة، تنطلق مساء اليوم بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، بمقر مركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري، دورة نسائية بعنوان «الحوار الزوجي» التي تقدمها المدربة أميرة سيف، وتستمر لمدة يومين من الساعة السادسة وحتى العاشرة مساء.

من جهته، أوضح زهير ناصر، الأمين العام لمركز المودة الاجتماعي، أن الدورة تقام مجانا للسيدات وتستهدف المقبلات على الزواج والمتزوجات، مشيرا إلى أن الدورة تعقد بالتنسيق مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وتهدف إلى الإسهام في تحقيق الترابط في الحياة الزوجية فضلا عن إكساب المشاركات مهارة الحوار والاتصال الفعال مع الزوج. وبين ناصر أن الدورة ستتناول مفهوم الحوار الزوجي، وأسباب غياب الحوار الزوجي، وأهميته في الحياة الزوجية، مع استعراض أنواع الحوارات، وضوابط الحوار ومسلماته، وأهمية التأسي بالهدي النبوي في الحوار الزوجي، وقال «إن الدورة ستستعرض آلية تنمية مهارات الحوار الزوجي الإيجابي، والخصائص الحوارية للجنسين، والتعامل مع العوامل الشخصية المؤثرة على الحوار مع تطبيقات عملية للحوار». وعلق: «إن غياب الحوار الزوجي يعد سببا رئيسيا للكثير من حالات الطلاق وانحراف الأبناء»، مؤكدا سعي المركز لإشاعة ثقافة الحوار وتأهيل سيدات المجتمع في هذا المجال.