أروقة المسجد الحرام تصدح لأول مرة بمشاركة 188 حنجرة قرآنية في 7 أيام

المسابقة الأكثر حضورا والأعظم مكانا

TT

ما بين صلاتي المغرب والعشاء، وفي الدور الثاني للمسجد الحرام، صدحت حناجر حفظة كتاب الله من جميع أصقاع البسيطة، وسط أجواء تمازجت بين الروحانية والحضور المهيب من جميع شرائح المجتمع الإسلامي، في بادرة هي الأولى من نوعها، تنتقل فيها مسابقة الملك عبد العزيز لأول مرة إلى أروقة المسجد الحرام برحاب مكة المكرمة، حيث ستستمر 7 أيام، ويشارك فيها 188 متسابقا في فروع المسابقة الخمسة، منهم 122 متسابقا ينتمون إلى 38 دولة، و66 متسابقا ينتمون إلى 26 جمعية.

وشهدت الدقائق الأولى المباشرة بعد صلاة المغرب أجواء خطابية، تمثلت بحضور وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، الذي قص شريط تنافس المسابقة للأفرع الخمسة، الفرع الأول حفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد وتفسير معاني مفردات القرآن كاملا، والفرع الثاني حفظ القرآن الكريم كاملا مع التلاوة والتجويد، والفرع الثالث حفظ 20 جزءا متتاليا مع التلاوة والتجويد، والفرع الرابع حفظ 10 أجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد، والفرع الخامس حفظ خمسة أجزاء متتالية مع التلاوة والتجويد وهو (خاص بمرشحي الجمعيات بالدول غير الإسلامية).

وسرد الوزير السعودي مثالا في تعظيم المكان بالقول: «إن هذه الأمة لم يكن لها شأن بين الأمم، وكانت بدايتها في هذا البلد الحرام فئة قليلة نالها ما نالها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأذى والمشقة في سبيل القرآن الكريم، قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)، أنزل هذا القرآن فجعلوه كلام كهانة وجعلوه كلام سحرة، بل قالوا أعجمي وعربي، أنزل هذا القرآن فانطلقت الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم إمامنا وسيدنا وقدوتنا ورائدنا في الدنيا والآخرة».

وقال آل الشيخ «لقد آخى الإسلام بين بلال الحبشي وبين فلان العربي القرشي لقد آخى الإسلام بين الأعجمي والعربي ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، لهذا جاءت هذه الأمة محققة لأمر الله بالمحافظة على هذا القرآن الكريم، وكل خلل في ذلك إنما يرجع إلى الأمة بجميعها وإلى عقيدة هذه الأمة لأن حفظ القرآن ولأن تلاوته ومعرفة تجويده من الفرائض الكفائية التي يجب أن تبقى في هذه الأمة».

وأكد من جانبه الدكتور أحمد جروزا طاهر، عضو لجنة تحكيم المسابقة في دورتها 28 الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية والحضارة بجامعة نفوندره بجمهورية الكاميرون، أن اختيار مكة المكرمة لتكون ملتقى المسابقة القرآن الكريم الدولية لم يكن صدفة ولكنه اختيار نابع عن دراسة متعمقة، وإيمان صادق، واعتقاد متأصل في قلوب قادة السعودية عن شرف هذه البقعة ومناسبتها لمثل هذه الفعاليات الإيمانية، كما يدل هذا الاختيار على إدراك واع منهم مما يستشعره كل مسلم عند قدومه هذه البقعة.

وقال: «من هنا نعلم أنهم في خدمتهم لقضايا المسلمين والإسلام تنطلق هذه الخدمة من قاعدة الإيمان والإخلاص على أن قضايا الإسلام والمسلمين تأتي في مرتبة الأولويات لإنجازاتهم»، مشيرا إلى أنه ليس غريبا أن يكون لقب خادم الحرمين الشريفين لقبا يستحقه الملك عبد الله بن عبد العزيز، لأنه لقب يعكس أعماله الخيرية ومبادراته الطيبة نحو هاتين البقعتين، ونحو المسلمين الذين يكنون كل تقدير ومحبة وإجلال لهاتين البقعتين، لا يماثله أي تقدير ولا محبة ولا إجلال لأية بقعة في الأرض.