لقاء جدة: متحدثون يطالبون المحاكم بإلغاء قضايا عدم تكافؤ النسب ومحاربة المفردات القبلية في الجهات الرسمية

يختتم فعالياته اليوم بمناقشة «التصنيفات الفكرية»

TT

دعا متحدثو الجلسة الأولى لـ«لقاء الخطاب الثقافي السعودي الثالث» الذي ينظمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في جدة، أمس، الجهات المعنية بالتدخل بحزم لمواجهة القبلية في القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية إلى جانب تأصيل الوطنية، مطالبين بعدم التمييز بين المواطنين في الوظائف والامتيازات، وإلغاء ما وصفوه بـ«مبدأ المحسوبية والواسطة»، وتكدس القبلية في القطاعات، فضلا عن إنشاء مبدأ العدالة والمساواة. واقترح جانب من المشاركين البالغ عددهم 60 رجلا وامرأة قدموا من مناطق المملكة المختلفة، أن تكون بداية الانطلاق من الدوائر الحكومية والمحاكم التي سجلت بدورها خلال الأيام الماضية، قضايا تطليق أزواج بسبب عدم تكافؤ النسب، ومشكلات من قبل بعض الآباء بعدم تزويج أبنائهم بسبب القبلية.

وانتقد مشاركون ورود بعض المفردات القبلية في الدوائر الحكومية والجهات الرسمية التي تفشت فيها المنطقية بشكل واضح، لافتين إلى تداول مفردات تعكس الفوارق القبلية والمناطقية على حد سواء، مدللين بمصطلحات «وش تعود»، و«طرش بحر»، و«بقايا حجاج»، في بعض المقابلات الشخصية ولقاءات المراجعين في الجهات الرسمية.

إلى ذلك، شهدت جلسة النقاش الخاصة بـ«القبلية.. وتأثيرها على الوحدة الوطنية» مداخلات طرحت نسبت قضايا عدم تكافؤ النسب كشاهد على تعزيز القبلية وعدم الانصهار في الوطنية، ووصفت الدكتورة نجاح الظهار، أن قبول الهيئات القضائية قضايا عدم تكافؤ النسب بـ«إكساب صبغة شرعية، تعزز وحدة القبيلة على وحدة الوطن». كما طالب نجيب عصام يماني في مداخلته القضاة منع قبول قضايا طلاق عدم تكافؤ النسب، ومحاسبة أصحاب المواقع الإلكترونية التي تسيء إلى أبناء الوطن.

بينما قالت امتثال أبو السعود إن «الكيان القائم على القبلية مخالف لما جاء في النظام الأساسي للحكم الذي كفل حقوق الإنسان»، وأن «دعم وجود القبيلة سيتولد منه تكتلات سياسية وأمنية تهدد لحمة الوطن داخل وحدة هذا الوطن». وشهد اللقاء دعوة الدكتورة جميلة سقا إلى تأصيل مبدأ الحديث القائل «انصر أخاك ظالما أو مظلوما»، ودراسة النص وتأصيله.

وتختتم اليوم، أعمال «الخطاب الثقافي السعودي الثالث»، التي دشنت ظهر أمس، في كبرى المدن السعودية تنوعا ديموغرافيا برئاسة الدكتور صالح الحصين، رئيس اللجنة الرئاسية في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. وستحمل اليوم جلسة النقاش مداخلات تتمحور في «التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية»، الذي يؤكد مراقبون أنها قضية حازت اهتمام شريحة واسعة من المهتمين بالقضايا الفكرية السعودية، بداية بصفحات الإنترنت والمواقع والمجموعات الإلكترونية، وانتهاء بالصحف والبرامج الحوارية التلفزيونية.

وبحسب اللجنة المنظمة التي استعدت لهذا الحدث منذ وقت مبكر من خلال إعداد القاعة وتوزيع كراسي المتحدثين في حلقة دائرية، فقد تم تخصيص دقيقتين لكل متحدث في المحاور. ونقل اللقاء حيا على الهواء على القناة الإخبارية السعودية، وهي بحسب المركز أول مرة تنقل فيها فعاليات الملتقى للمشاهدين في منازلهم.

يشار إلى أن مؤتمر الملك عبد العزيز للحوار الوطني، يعقد الخطاب الثالث في جدة، بعد الأحساء والرياض، وهو المنتج الثاني للمركز، إذ يصاحب اللقاء الوطني الذي انعقد بدوره 8 مرات كان آخرها العام المنصرم في نجران، بينما حدد المركز ثلاث لقاءات تمهيدية في الطائف والرياض والخبر للقاء الوطني التاسع، حيث اختير عنوان «الإعلام والمجتمع»، على أن يتم انعقاده في حائل (شمال البلاد).