رئيس هيئة الأمر بالمعروف يدعو إلى «استراتيجية حماية» للشباب.. تقوم على 3 عناصر

قال في افتتاح ملتقى «خير أمة» إن نجاحها يرتبط بـ«الأفعال» لا بـ«الأقوال»

TT

دعا رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى إيجاد استراتيجية تقوم على 3 عناصر، وتشترك في تنفيذها الجهات الحكومية، لحماية الأوساط الشبابية، دينيا وأخلاقيا وسلوكيا.

وأكد الشيخ عبد العزيز الحمين، رئيس جهاز الحسبة في السعودية، خلال افتتاحه ملتقى «خير أمة» مساء أول من أمس، على أهمية تبني استراتيجية لحماية الشباب. وقال إن نجاح أي استراتيجية من هذا النوع يرتبط بـ«الأفعال» لا بـ«الأقوال»، وهو ما طالب به الجميع، مؤكدا أن تضافر الجهود لتحقيق مثل هذه الغايات أمر لا غرابة فيه، في مجتمع يسعى إلى هدف واحد وهو «رضا الله تعالى بتحكيم شرعه في هذه البقعة المباركة من الأرض التي استخلفنا الله فيها».

وكان ملتقى «خير أمة» انطلق في العاصمة السعودية الرياض في نسخته الثالثة مساء أول من أمس، وأكد خلاله رئيس هيئة الأمر بالمعروف أن الصراع الذي يشهده العالم هو في حقيقته صراع بين الخير والشر وبين الحق والباطل وبين الحسن والقبيح.

وأضاف الحمين: «ولن ننجح في مواجهة هذا الصراع والفوز فيه ما لم نقدم منتجات قيمة وثقافية تعبر عن ديننا وشريعتنا»، ودعا الأفراد وأعضاء جهاز الهيئة إلى استخدام كل وسائل التقنية الحديثة لإيصال القيم الإسلامية الحقة إلى كل أصقاع العالم وخدمة العلوم الشرعية واللغة العربية.

واعتبر رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التحدي الذي يواجههم يكمن في تسخير العلوم والتقنيات لخدمة القيم الإسلامية، وليس مجرد اقتنائها واستخدامها، فوظيفة القيم تسخير العلوم والتقنيات من أجل الخير، وكل أمة تتقدم أو تتأخر بقدر ما تقدمه في مجال تسخير العلوم والتقنيات لخدمة أخلاقها ومبادئها وقيمها.

وقال الحمين: «إن الواجب علينا أفرادا ومؤسسات أن نستخدم ما لدينا من تقنيات في خدمة ديننا وقيمنا ونشر الفضائل الأخلاقية في المجتمع، وهو واجب أشد على الهيئة لأنها تقوم بأعظم شعيرة في الإسلام وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولأن الأجيال المقبلة تحتاج منا إلى جهود مضاعفة لتعزيز قيمها الإسلامية والارتقاء بفكرهم وسلوكهم وهذا يتطلب أن تكون المؤسسات قدوة للشباب في تسخير التقنية لنشر القيم وتعزيز النظام الأخلاقي. لقد كانت قيم ديننا الحنيف ونظامه الأخلاقي ولا تزال وراء كل نجاح تحققه بلادنا على صعيد العالم وكل تقدم قيمي نحققه نقدم للآخرين صورة حقيقية لما ينبغي أن نكون عليه، وإن ابتعدنا عن قيمنا فسوف نسيء إلى أنفسنا وديننا ووطننا العزيز قبلة المسلمين».

وأبدى رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إعجابه بتوفيق العاملين في فرع الرئاسة بالعاصمة الرياض في اختيار القيم موضوعا للملتقى في دورته الحالية، قائلا: «إن المعايير والقيم التي نمتلكها قادرة بإذن الله، إذا استطعنا تقديمها بشكل يليق بها، أن تحصن شبابنا وتجلي لهم الحق من الباطل والخير من الشر وتقودهم إلى نصرة الحق وفعل الخير على علم وإرادة ورغبة».

وأكد الشيخ الحمين في كلمته، التي ألقاها في افتتاح أعمال ملتقى «خير أمة»، أنه إذا كانت رحلة الشباب تتسم بالتغير والتحول فإن الإسلام واجه ذلك باستراتيجيات متعددة طويلة المدى تبدأ بالتنشئة داخل الأسرة وفي المسجد ودور العلم، وتكتمل بالضبط الاجتماعي من خلال الأمر وبالمعروف والنهي عن المنكر ليشترك المجتمع بأكمله في تنشئة شبابه وإعداد الأجيال ليكون الشباب عنصر إصلاح وإنجاز لا عنصر هدم وتخريب، بعيدين عن الأفكار المنحرفة والهدامة التي تجرهم إلى ما يضر دينهم ووطنهم».

وأضاف أن «حياة الشباب والبشر عموما لا تنضبط إلا إذا مزجت بالأخلاق التي لا تكون فاعلة وتؤدي دورها إلا إذا ترسخت القيم في النفوس وسيطرت عليها، ولن يحدث ذلك إلا إذا استسلمت النفس طوعا إلى خالقها وبارئها وأيقنت باليوم الآخر».

يشار إلى أن ملتقى «خير أمة» يستمر حتى يوم الاثنين المقبل، وتقام فعالياته على أرض المعارض في العاصمة السعودية الرياض.