أميمة الخميس: تجاهل أدب الطفل «تخلف»... والمرأة السعودية تفخر بالرجل لا بنفسها

طالبت خلال استضافتها في اثنينية خوجة بـ«الكوتة» النسائية في الشورى والأندية الأدبية

صاحب الاثنينية يكرم أميمة الخميس
TT

اقترحت أميمة عبد الله الخميس، الأديبة والروائية السعودية، ضم المرأة السعودية إلى مجلس الشورى، ومجالس إدارات الأندية الأدبية بالمملكة عبر نظام الـ«كوتة». كما طالبت بالاعتراف بقدرة المرأة السعودية على العمل في الإفتاء والجهات العلمية الدينية وإدخال التربية البدنية في مدارس البنات بالمملكة.

جاء ذلك خلال تكريم الدكتور عبد المقصود خوجة لها أول من أمس في الاثنينية التي عقدت في منزله بجدة، وسط حضور ثقافي وأكاديمي كثيف.

وفي كلمتها، وردا على أسئلة الحضور، أبدت أميمة الخميس امتعاضها من افتخار المرأة في المملكة دوما بالرجل، بدلا من الافتخار بنفسها، والاعتداد بقيمتها الأنثوية، والذي ضربت له مثال قولها في مناسبات مختلفة «أنا بنت رجال، أنا أخت رجال».

وانتقدت الخميس خلال حديثها وقوع موضوع قيادة المرأة للسيارة وسط تجاذبات فكرية في المملكة، قائلة: «الطريقة الزاعقة الناقدة للمجتمع، التي يتبناها البعض، سترفض في مقابل الصوت الهادئ الذي لا يتترس بأي آيديولوجيا كانت».

وقالت في كلمتها، إن الشركات الإعلامية السعودية لم تخدم الأدب السعودي، كما طالبت في السياق ذاته وزارة الثقافة والإعلام باستحداث هيئة سعودية تعنى بالكتاب السعودي نشرا وتوزيعا.

أميمة الخميس، الحاصلة على جائزة أبها للقصة والتي رشحت روايتها (الوارفة)، قالت إن «الرواية السعودية شهدت طفرة في عام 2006، وهي لا تحتاج ضوءا أخضر للوصول إلى الإقليمية والعالمية، بدليل فوز رواية (ترمي بشرر) لعبده خال بجائزة بوكر العربية العام الماضي، وترشح رواية (طوق الحمام) لرجاء عالم و(فتنة جدة) لمقبول موسى العلوي للجائزة هذا العام».

وأضافت الأديبة والروائية: «طول قائمة القضايا الحساسة في المجتمع تسببت في اصطدامنا بالكثير من الروايات الجديدة، كما سببت ندرة العمل الروائي السعودي الجيد»، مشيرة إلى أن الأعمال التي وصفت بالجريئة والجنسية والتي ظهرت مؤخرا من قبل بعض الكتاب والكاتبات السعوديات، بأنها «فضائحية وهشة ولا تشكل أغلبية».

وحذرت أميمة الخميس، التي ألفت عددا من القصص والروايات والكتب الإرشادية للطفل، من ضمور الخيال عند الجيل الجديد من الأطفال الذين لا يقرأون ويعتمدون على الحاسوب وعلى أجهزة التقنية الحديثة في تلقيهم في عصر الصورة، وقالت: «قلة وضعف المنجز المعرفي والثقافي الذي يستهدف الطفل في مجتمعاتنا، يعبر عن تخلف حضاري».

وأضافت: «غياب أدب وكتاب الطفل والانتقال إلى الصورة بشكل مباشر، سيشكل انعكاسات ستؤدي إلى محدودية الفكر وقصور في التعاطي مع اللغة والفصاحة اللسانية»، ونصحت الأديبة بالقراءة لعبد التواب يوسف، واصفة إياه بـ«أميز كاتب للطفل».

وعزت أميمة الخميس رفضها تحول الروايات إلى أعمال درامية إلى اختلاف أدوات كل منهما، كما كشفت عن رغبة سابقة، ذهبت أدراج الرياح، أبدتها إحدى الجهات لتحويل روايتها «البحريات» إلى عمل درامي.

وبالعودة إلى الرواية، قالت الأديبة والروائية إن المبدع، وخصوصا المرأة، لا بد من أن تظهر في عملها الروائي متخفية خلف الشخوص الذين تصورهم في القصة.

أميمة الخميس ابنة الشاعر والأديب عبد الله الخميس الذي ألف عدة كتب منها «تاريخ اليمامة»، و«المجاز بين اليمامة من القائل»، و«معجم جبال الشوارد»، ثلاثة أجزاء من أحاديث السمر، «جولة في غرب أميركا».

يذكر أن اثنينية عبد المقصود خوجة تستضيف الاثنين المقبل من سورية الدكتور محمد راتب النابلسي ورئيس هيئة الإعجاز القرآني ومؤلف موسوعة الأسماء الحسنى و«نظرات في الإسلام» و«تأملات في الإسلام».