هيئة المساحة: جدة بحاجة إلى 8 سدود إضافية توزع على وديان خطرة من شرقها إلى شمالها

نواب لـ«الشرق الأوسط»: المدينة غير مستعدة لتلافي مشكلات الأمطار.. وليس على السكان سوى الصبر

معدات الأمانة عملت على صنع حواجز ترابية لمنع تدفق المياه إلى الشوارع الرئيسية
TT

كشفت هيئة المساحة الجيولوجية لـ«الشرق الأوسط» عن أن جدة غير مستعدة في الوقت الحالي لتلافي مشكلات السيول والأمطار، وأرجعت ذلك إلى عدم جاهزية 5 سدود من المفترض اكتمالها العام المقبل، وبينت أن المدينة تحتاج حسب الدراسات إلى 8 سدود إضافية على طول شرق المدينة وانتهاء بشمالها.

وأوضح رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب لـ«الشرق الأوسط»، أن الله لطف بسكان جدة، لأن الأمطار بسيطة مقارنة بالعام الماضي، الذي راح ضحيته أكثر من 123 من سكان المدينة. وقال إن الجهود كانت جيدة من قبل الأجهزة المعنية، من خلال التركيز على نشر الثقافة بين السكان قبل نزول الأمطار ممثلة في تحذيرات الدفاع المدني وهيئة الأرصاد وحماية البيئة.

واستدرك بقوله: «أما ما يتعلق بالاحترازات الفنية لوقف مخاطر الأمطار، فجدة غير مستعدة حاليا لتلافي مشكلات الأمطار، بسبب عدم انتهاء مشاريع السدود، من قبل المقاول المعتمد، حيث قمت بجولة على الطائرة المخصصة لهيئة المساحة، ورأيت معدات موجودة في أماكن تجمعات الأمطار، وشاهدت أن السدود ما زالت في بدايتها، وأن المدة المقترحة لانتهائها العام المقبل، وليس على سكان جدة سوى الصبر للعام المقبل، وإن شاء الله ستنتهي جميع مشكلات الأمطار الرئيسية».

وأضاف نواب: «جدة تحتاج إلى 8 سدود إضافية، حددتها إدارة الهيئة من خلال دراسات ميدانية، تبدأ من شمال قويزة وتنتهي شمال جدة، الأمر الذي ينهي بشكل كامل ودقيق مخاطر السيول المنقولة والأمطار على جميع سكان المدينة لعشرات السنين».

ولفت نواب إلى أن السدود القديمة الموجودة في حي الأمير فواز، وفي شرق المدينة، ساهمت بشكل كبير في الحد من مخاطر السيول المنقولة من الجبال شرق المدينة، حيث ساهمت سواء في العام الماضي أو الحالي في الحد من وصول المياه إلى بعض الأحياء.

وكان الدفاع المدني قد عمد خلال الأيام الماضية، على نشر رسائل توعوية عبر وسائل الإعلام، بمختلف أنواعها، وعبر رسائل الهاتف الجوال، بلغات مختلفة، تحذر فيها السكان من خطورة الخروج أثناء هطول الأمطار، والبعد عن أماكن الوديان بأطراف المدينة، وهو ما ساهم في نشر الوعي بشكل كبير في أوساط السكان.

وكانت أمانة جدة قد أعلنت عن إزالة الآثار السلبية لتجمعات مياه الأمطار التي هطلت على المدينة يوم الأربعاء الماضي، بشفط تجمعات المياه من الشوارع الرئيسية، وأمام الجهات الحكومية، والمساجد.

وأوضح المركز الإعلامي بالأمانة، أنه جرى تحديد مواقع تجمع مياه الأمطار في الشوارع الرئيسية وتوجيه وايتات وتناكر الشفط إليها، ومن أبرز المواقع التي يتم التعامل معها طريق الملك عبد العزيز، وطريق المدينة، وشارع الأمير سلطان، ومنطقة شرم أبحر، وحي الأجاود ببريمان، ودوار الفلك والآية، وأمام هيئة المساحة الجيولوجية، بينما سيتم التعامل مع تجمعات المياه في الشوارع الفرعية عقب الانتهاء من شفط تجمعات مياه الشوارع الرئيسية.

وأشار إلى أن وحدة تصريف مياه الأمطار والسيول باشرت أعمالها في فتح الشبكات وتسهيل دخول مياه الأمطار، مضيفا أنه تم الاستعانة بالوايتات، حيث وجدت أكثر من 30 ناقلة تابعة لإدارة الحدائق والتشجير والمرافق البلدية وأكثر من 60 ناقلة من وايتات الأهالي، بالإضافة إلى 25 ناقلة تابعة لشركات النظافة، بخلاف المكانس والمضخات، حيث تم توفير 20 مضخة مبدئيا، فضلا عن 6 شيولات، وجرى توزيع المعدات على المناطق التي تم حصرها، خاصة في شمال ووسط جدة.

وأكد المركز أنه منذ تلقي بلاغ الرئاسة العامة للأرصاد بهطول أمطار على جدة، أعلنت حالة التأهب وتطبيق خطة الطوارئ للأمطار، التي تتضمن تحديد المواقع الحرجة في المدينة، وأماكن تجمع المياه سواء كانت في الشوارع الرئيسية أو الفرعية أو أمام الجهات الحكومية والمدارس والمساجد، ونشر فرق ميدانية للبلديات الفرعية بها والعمل على معالجة سلبياتها في أسرع وقت ممكن، وتوزيع دوريات السلامة وفرق الإنقاذ على الشوارع والميادين المسجلة لدى غرفة العمليات مسبقا، حيث تتجمع فيها مياه الأمطار، للتدخل في الحوادث وتقديم المساعدة.

وتتضمن خطة الأمانة تحديد مسؤوليات وواجبات كل إدارة، وعمليات التنسيق مع الإدارات المعنية خلال تلك الفترة مثل «الشرطة، والدوريات الأمنية، والأرصاد وحماية البيئة، والمرور، والدفاع المدني، وفرع وزارة المياه والكهرباء، ووزارة النقل، وشركة الكهرباء».