أمطار مكة تربك الحركة المرورية وتحتجز مركبات في عدة مواقع

مشاريع تصريف السيول تحتوي مياهها

TT

وسط واد يقع بمنطقة شرائع المجاهدين بمكة المكرمة، لقي ثلاثة أطفال مصرعهم غرقا، فيما تبحث فرق الدفاع المدني عن والدهم الذي جرفت سيارته السيول الناجمة عن أمطار غزيرة شهدتها العاصمة المقدسة. ولفت بيان صادر عن الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة مساء أمس، إلى تسجيل غرفة العمليات نحو 1500 بلاغ، جراء الأمطار التي بلغت نسبتها نحو 25 ملم على أحياء مكة المكرمة والمراكز التابعة لها.

وأضاف البيان «نجم عن هطول الأمطار جريان السيول بالأودية وارتفاع لمنسوب المياه في مواقع مختلفة، مما أدى إلى ازدحام مروري وتعطل نحو 100 مركبة، واحتجاز أصحابها بداخلها، وقد تم التعامل معهم وإخراجهم».

وتعرضت مكة المكرمة أمس لهطول أمطار غزيرة، مصحوبة بزوابع رعدية شملت كافة أنحاء العاصمة المقدسة من دون استثناء، مما تسبب في تكدس مئات السيارات في عدة طرق رئيسية، التي أشارت المصادر الأولية إلى إغلاق 4 طرق منها مع بداية هطول الأمطار.

وذكرت مصادر رسمية أنها استندت البارحة في تحركاتها إلى دراسات علمية دقيقة لتحليل المخاطر المتوقعة وربطها بجغرافية مكة، المهيأة لهطول أمطار وسيول كثيفة، مضيفة أن هناك متابعة مستمرة للأحوال الجوية بالتنسيق مع مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، لتحديث المتغيرات الجوية وحركات السحب وسرعة الرياح ومدى تأثير قوة الأمطار والسيول على البنى التحتية في جميع مخططات وأحياء العاصمة المقدسة.

وصادف هطول الأمطار في وقت مبكر من أمس (الخميس) الذي يعد العطلة الرسمية للمواطنين، الذين اغتنموا فرصة الأجواء الماطرة في الاستعداد في الخروج إلى المتنزهات البرية المحيطة بالعاصمة المقدسة، بعد توقف هطول الأمطار الغزيرة. فيما أكد المقدم علي المنتشري، الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، أنه لم تسجل أي إصابات أو وفيات خلال الأمطار التي هطلت أمس بغزارة، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني انتشرت وتمركزت في المواقع التي قد تسجل أضرارا، للتدخل الفوري حال وجود أي احتجاز.

وأضاف أن احتجاز المركبات تمركز في شارع الحج، وأم الجود، وحي الشهداء، ومحطة الجاد، مشيرا إلى أن 70 في المائة من خطة الدفاع المدني قد تم تنفيذها بإحكام بقيادة العميد جميل أربعين، مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة.

وكشف المنتشري عن أن حريقا نشب في أحد الفنادق في المنطقة المركزية للمسجد الحرام، التهم غرفة في الدور الـ12، ولم ينتج عنه أي تسجيل وفيات أو إصابات، حيث تم إخلاء الفندق من ساكنيه تحرزا، ولسلامة أرواحهم.

ومن جهة أخرى، عملت مرور العاصمة المقدسة جاهدة في فك الاختناقات المرورية، وتكدس المركبات في عدة أحياء، جراء جرفها من قبل مياه السيول، حيث التحمت المركبات بعضها مع بعض، وتعطلت مسارات الطرق كثيرا، جراء عكس قائدي السيارات لسير الطرق، مما أسهم في تكدس كبير في الحركة المرورية.

إلى ذلك، أكد بشيت المطرفي، نائب رئيس المجلس البلدي في مكة المكرمة، أن المجلس يتابع التطورات المصحوبة جراء هطول الأمطار الغزيرة، مشيرا إلى أن أعضاء المجلس بادروا بجولات تفقدية على أحياء العاصمة المقدسة، لمتابعة أحوالها.

وأضاف المطرفي أنه من خلال المشاهدات السابقة على مشاريع تصريف السيول التي تقوم على تنفيذها أمانة العاصمة المقدسة، اتضح أن العمل يبعث على الاطمئنان، وأن تلك المشاريع قادرة على احتواء مخاطر السيول، مشيرا إلى أن ملاحظات تم تمليكها للأمانة، وعملت على تلافيها، وهذا ليس بمستغرب عليهم، حيث إنه ومن خلال المتابعة يبذلون جهودا متميزة في تنفيذ تلك المشاريع لتصريف السيول، التي تعد تحديا كبيرا في احتوائها.

ولفت نائب رئيس المجلس البلدي، إلى أمر مهم وهو ضرورة الاهتمام بالأودية المنتشرة حول العاصمة المقدسة، التي تشهد ظاهرة بناء المنازل بشكل عشوائي، ومخططات غير مرخصة، الأمر الذي يجعلها عرضة لمخاطر السيول، التي تتسبب بناء تلك المنازل في تحويل مسارها إلى مخططات رسمية، مما يهدد سلامة قاطنيها.

وعن آلية متابعتهم للتطورات الناتجة عن هطول الأمطار، قال المطرفي «نحن كمجلس بلدي جهة إقرارية، ورقابية في نفس الوقت، إقرارية بمعنى أن نقر المشاريع التي تزعم الأمانة تنفيذها، وذلك بعد دراستها من كافة الجوانب، ومن ثم حث الأمانة على تنفيذ تلك المشاريع، وفق الاحتياجات والمطالبات التي ترد إلى المجلس، بينما نكون جهة رقابية، من خلال رقابتنا على أداء تلك المشاريع، وفيما يختص بعملنا تجاه الأمطار فنحن نتابع الأمر لحظة بلحظة، وفي العام الماضي استضفنا الإخوة في الدفاع المدني وعقدنا الاجتماعات المتواصلة معهم للتباحث حول المواقع التي تشكل الأخطار المهددة لسلامة المواطنين من جراء هطول الأمطار، وقاموا بتزويدنا بتقارير عن أبرز المواقع التي من الممكن أن تهددها سيول الأمطار».

وفي ذات الإطار، أغلقت السلطات المختصة عقبة الهدا أمام حركة المرور تلافيا لأي أضرار قد تنجم بسبب الأمطار، واستعاضت عن ذلك بتوجيه حركة السير تجاه طريق السيل الكبير.