الفيصل لـ«الشرق الأوسط»: مشكلة جدة مع الأمطار مرتبطة بانتهاء مشاريع الصرف الصحي

قال في مؤتمر صحافي إن مشاريع التصريف تأخرت بما فيه الكفاية

تسبب هطول الأمطار وعدم تصرف المياه في إغلاق أحياء بكاملها (إ. ب. أ)
TT

أوضح الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، لـ«الشرق الأوسط»، أن مشكلة جدة مع الأمطار والسيول مرتبطة بانتهاء مشروع تصريف المياه ومشروع الصرف الصحي بالمدينة، وأن هذه المشاريع تأخذ عدة سنوات.

وأضاف «لكن هذا لا يعني أن الوضع سيبقى على ما هو عليه، فهناك جهود تبذل في كل عام، واستعدادنا لهذا العام سواء من ناحية الأرض أو المعدات أو التحضير أو الإنقاذ كان موفقا، ونتوقع في الأعوام القادمة أن تكون لنا قدرة أكبر على مواجهة هذه الأزمات».

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمير العاصمة المقدسة، عقب هطول أمطار على 5 محافظات في منطقة مكة المكرمة، راح ضحيتها - بحسب الفيصل - 4 وفيات، وتم إنقاذ 200 شخص. واعتبر الفيصل مشروع الصرف الصحي في جدة تأخر بما فيه الكفاية، معربا عن أمله في ألا يتأخر أكثر من ذلك.

وعرض الفيصل خلال المؤتمر الصحافي الخسائر البشرية والمالية التي خلفتها أمطار الأمس، حيث توفي 4 أشخاص، 3 أطفال ورجل، في مكة المكرمة، في واد قريب من منطقة شرائع النخيل. أما في ما يتعلق بجدة فقد تم إنقاذ 200 شخص، 12 منهم تم إجلاؤهم بالطائرات العمودية في حي أم الخير في جدة، إلى جانب تلفيات لحقت بسيارات في نفس المنطقة. وأضاف «في محافظة رابغ تم إنقاذ 7 أشخاص، وتعرض رجل أمني من الدوريات لحادث ونقل إلى المستشفى وحالته حرجة حتى هذه اللحظة». وأوضح لوسائل الإعلام أن نائب خادم الحرمين الشريفين، الأمير سلطان بن عبد العزيز، والنائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، أبديا اهتمامهما بالوضع في المنطقة، وقال «أود أن أخبركم بأنني تلقيت توجيها من القيادة بإغاثة المتضررين لمن يستحق الإغاثة، وتحقيق سبل الراحة لهم من سكن وإعاشة، وسأرفع تقريرا عن الأضرار للقيادة».

حضر المؤتمر أمير محافظة جدة الأمير مشعل بن ماجد، وأمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس، وعدد من رؤساء الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية.

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن تأخر الكشف عن أسماء ومحاكمة المتورطين في كارثة جدة العام الماضي والتي راح ضحيتها 123 شخصا من سكان شرق المدينة، بصفته رئيس لجنة التحقيق في الكارثة، رد الفيصل «مهمتي انتهت برفع تقرير مفصل للملك».

وحول تأثير الأمطار على المشاريع الجاري تنفيذها، أحال السؤال لأمين جدة الدكتور هاني أبو راس، الذي أكد على أن الأمطار لم تتسبب في تلف للمشاريع، وأن المشاريع ستنتهي وفق المدة الزمنية المعدة لها. وعن الأضرار التي لحقت بحي أم الخير قال أمير منطقة مكة المكرمة «هناك توصية وفق دراسة، تبين ضرورة فتح قنوات لمجار لسيول الأمطار، أو إزالة منازل الحي بالكامل وتعويض أصحابها، وأن الوضع الحالي لا بد من معالجته.

وقال إن هناك جهودا مبذولة من الجهات الحكومية ذات العلاقة، لكنها لا تبرز من خلال وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، لأن الصحف تهتم بالأخبار المزعجة، وأن هذا الأمر ليس محصورا ومحتكرا على الإعلام السعودي، فهو جار في جميع وسائل الإعلام بناء على القراء، معربا عن سعادته بالجهود المبذولة والخطوات القادمة من ناحية التجهيزات والتدريب.

وطالب الأمير خالد الفيصل وسائل الإعلام بالتأني في عملية النشر الخاص بموضوعات التعديات على الأراضي، التي تعوق بناء وإنشاء مشاريع البنى التحتية، وفسر ذلك بقوله «لأن هؤلاء معتدون على الأراضي، وحصلوا عليها بمخالفة أنظمة الدولة، وهذا ليس في مصلحة أحد أن تعم الفوضى، وهنا أؤكد للجميع حرص الدولة على رفاهية المواطن وكرامته، وتوفير وسائل العيش الكريمة. وبين أن عمليات الإزالة تتم وفق تقنية باستخدام الأقمار الصناعية التي تبين مواعيد التعديات».

وتحدث أمير محافظة جدة الأمير مشعل بن ماجد خلال المؤتمر بقوله إن الأمطار التي هطلت على جدة يوم الأربعاء الماضي وصل منسوبها إلى 27 ملليمترا، وتركزت قوتها في شمال المدينة، بينما وصل منسوب الأمطار يوم أمس إلى 50 ملليمترا، وتمركزت قوتها في جنوب وشرق المدينة. وأضاف «الوضع في المدينة مطمئن بشكل عام، وليست هناك خسائر بشرية، والتلفيات حصرت على لوحات الشوارع والشجر».

بينما أفصح العميد محمد القحطاني، مدير مرور جدة، عن وقوع 38 حادثا مروريا، نقل 5 أشخاص على أثرها إلى المستشفيات بإصابات بسيطة، وهي حوادث ليست بفعل الأمطار وإنما هي حوادث عرضية.