خطبة العيد بلغة الإشارة في مسجد واحد بجدة

«الشؤون الإسلامية» تعتمد 2500 جامع ومصلى تستقبل المصلين في مختلف مدن البلاد

مصليات العيد بالسعودية تشهد إقبالاً من كافة الفئات، وسط مطالبات بمراعاة وضع ذوي الاحتياجات الخاصة بها («الشرق الأوسط»)
TT

اشتكى عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة (الصم والبكم) من غياب اهتمام الجهات المختصة بتنظيم مصليات وجوامع العيد بمختلف مناطق السعودية، مشيرين لعدم توفر مصليات للعيد مزودة بلغة الإشارة، لتتسنى لهم متابعة الخطبة وفهمها، وفي ذات السياق اشترطت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أخذ الموافقة على إقامة صلاة العيد في المساجد بدلا من المشاهد المخصصة لها.

وأوضحت الدكتورة عائشة نتو نائب رئيسة نادي الصم والبكم بجدة، أن كثيرا من ذوي الإعاقة السمعية يعانون من تجاهل البعض لهم خصوصا في الإدارات والمواقع العامة، ومن ذلك ما يختص بصلاة العيد؛ إذ لا يوجد إلا مسجد واحد في جدة يترجم الخطبة إلى لغة الإشارة وهو مسجد «الجفالي».

وكشفت نتو لـ«الشرق الأوسط» عن جهود مكثفة لإنشاء مسجد متخصص للصم والبكم يتم تزويده بلغة الإشارة طوال العام إضافة إلى وضع إنارة خاصة على مئذنته لتبيين وقت الصلاة لهم، لافتة أن التجربة بدأت في المسجد الذي يقع في منتجع «موفنبيك» بالتنسيق مع الشؤون الإسلامية والأوقاف وبرعاية من مالك المنتجع.

وكانت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قد أعلنت لـ«الشرق الأوسط» تجهيز مصليات خاصة للزوار والمعتمرين للمسجدين الحرام والنبوي من ذوي الإعاقة السمعية لمتابعة خطبة الجمعة في أماكن مخصصة لهم جهزت لأدائهم الصلاة فيها والتعرف على محتوى خطبة الجمعة من خلال لغة الإشارة وبواسطة مترجمين متخصصين للقيام بهذه المهمة.

وقال أحمد المنصوري، مدير العلاقات العامة في الرئاسة العامة للمسجد الحرام والمسجد النبوي لـ«الشرق الأوسط»: «يقع المصلى الخاص بذوي الإعاقة السمعية، الذي تتم فيه الترجمة بالمسجد الحرام ضمن إطار توسعة الملك فهد في الدور الثاني، بينما يقع في المسجد النبوي في السطح الغربي من المسجد النبوي، وقد جهزا لأدائهم الصلاة فيهما والتعرف على محتوى خطبة الجمعة من خلال لغة الإشارة».

وبين المنصوري أنه تم توفير نحو 150 مصحفا مخطوطا بطريقة «برايل» المعتمدة في أنحاء المسجد الحرام، وإجراء عدد من الدورات لنحو 150 من العاملين في الرئاسة في لغة الإشارة وكيفية التعامل معهم، لافتا إلى أن مصلى الصم والبكم يستقبل من 30 إلى 35 مصليا في الأيام العادية، بينما تتضاعف الأعداد في المواسم، خصوصا في شهر رمضان.

وكان عدد من الصم في كل من السعودية والمملكة المتحدة اتفقوا في وقت سابق على إنتاج أول قاموس دولي موحد للغة الإشارة خاص بأداء الشعائر والمناسك، يمثل المرجعية لفئة الصم المسلمين في العالم.

وأوضح صدقة مسلم، مدير منظمة الإشارة للصم في بريطانيا لـ«الشرق الأوسط» أن نتائج تجربتهم في ترجمة خطبة الجمعة إلى لغة الإشارة الإنجليزية بينت إمكانية إنتاج لغة مشتركة بين الصم في جميع دول العالم، التي تشهد بها لغة الإشارة اختلافا من دولة إلى أخرى، مشيرا إلى أنهم بلوروا إشارات خاصة بهم، غير أنها تستند إلى اللغة الإنجليزية.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تم استقاء لغة الإشارة التي نستخدمها من عدة دول غربية، لا سيما أنها كونت لغة الصم البريطانية، إلا أن أكثر لغات الصم ثراء تتمثل في الفرنسية والأميركية والبريطانية على مستوى العالم»، مطالبا بضرورة عمل المسلمين على توحيد لغتهم الخاصة بتعاليم الدين. وزاد: «علمت الآن أن هناك لغة إشارة عربية، ومنها نأمل في إنتاج لغة إسلامية موحدة خاصة بأعمال المناسك».

وأفاد مدير منظمة الإشارة أنه تم اعتماد الإشارات التي تبناها مجتمع الصم البريطانيين ضمن لغة الإشارة البريطانية، التي من السهل توحيدها وضمها إلى اللغة الإسلامية المنشودة.

وأضاف: «جاءتنا طلبات عدة من دول العالم المختلفة فور إعلاننا عن برنامج العمرة، غير أن عدم وجود لغة موحدة بيننا وبين الصم من خارج بريطانيا كان بمثابة عقبة اصطدمنا بها، الأمر الذي أدى إلى اقتصار الحضور على عضويتنا فقط».

وفي سياق ذي صلة، أكدت لـ«الشرق الأوسط» الشؤون الإسلامية والأوقاف تحديد كافة الجوامع والمصليات لأداء صلاة العيد في كافة المناطق السعودية، ودعت على الجانب الآخر كافة الجوامع الكبرى الراغبة في أداء الصلاة فيها بضرورة الحصول على إذن رسمي من الوزارة بذلك.

وأوضح الدكتور توفيق السديري، وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والأوقاف، أنه تم التعميم على كافة المساجد الراغبة بأداء صلاة العيد فيها ضرورة الحصول على الإذن الرسمي، وذلك إجراء تنظيمي.

وأبرمت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في وكالتها للشؤون الإدارية والفنية مجموعة من عقود توريد سجاد لمساجد ومصليات الأعياد مع عدد من الشركات والمؤسسات الوطنية قدر طولها بـ30 ألف متر طولي، بمبلغ إجمالي تجاوز مليوني ريال.

يذكر أن عدد المصليات والجوامع التي اعتمدتها وزارة الشؤون الإسلامية بالسعودية لإقامة صلاة وخطبة العيد بها بلغ 2500 مصلى وجامع بمختلف مدن البلاد.