رائحة العود أشهر علامات الاحتفاء بالعيد في السعودية

مكة والمدينة أكثر المدن استهلاكا له

TT

شهدت الأيام الأخيرة من شهر رمضان، التي تسبق عيد الفطر المبارك، ارتيادا من قبل السعوديين لمحلات بيع العود، إذ يحرص المواطنون على اقتناء أجود أنواع العود القادم من دول أفريقية وآسيوية، والذي يعد أحد أهم عناصر الضيافة العربية الأصيلة وتعمر رائحته الزكية الدواوين.

وتلقى محال بيع العود في السعودية رواجا لافتا قبل العيد في الوقت الذي يصل فيه سعر الأوقية الواحدة من العود الأصلي إلى أكثر من ألف ريال، ويقدر متعاملون في سوق العطور الشرقية في السعودية حجم سوق العود والعطور الشرقية في البلاد بنحو 700 مليون ريال، في ظل منافسة حامية بين الشركات العاملة في هذا المجال، التي يمتلك بعضها غابات في بعض الدول التي تنتشر فيها أشجار العود، في حين قدر بعض الخبراء الأطنان المستوردة من العود للسوق السعودية بأكثر من 110 آلاف طن.

وفي سوق الديرة الملاصقة لقصر الحكم (وسط العاصمة الرياض) توجد هناك أكبر منطقة تسوق لأنواع العود، حيث تفترش أرصفة السوق بضائع لمسنين دأبوا طيلة أكثر من ثلاثة عقود على العمل في هذه التجارة المربحة، وقد بدت السوق في بداية شهر رمضان المبارك خالية منهم ولم يتوافدوا عليها إلا في الثلث الأخير، مستفيدين من تجربة السنين الماضية التي علمتهم وقت الذروة الرئيسي الذي يتنامى فيه الطلب على العود.

ولم يخفي البعض منهم في حديثه لـ«الشرق الأوسط» تذمره من بعض العمالة الجائلة، التي تمتهن بيع الطيب المغشوش والمقلد دون أن تقع عليهم عقوبات من قبل الدوائر الرقابية على الأسواق.

وطالب عدد من المتعاملين في سوق الديرة لجنة الغش التجاري التابعة للغرفة التجارية بالرياض، بالبحث عن دهن العود وقطعه المغشوشة ومصادرتها، حيث تمثل مبيعات العود المغشوش حيزا من مبيعات السوق بشكل عام، بينما يقوم عدد من الباعة الجائلين بالسوق بخلط دهن العود والعطور الشرقية بمواد كيماوية لزيادة غلتهم، وبالتالي تحقيق أرباح عالية من بيعها.

يشار إلى أن مكة المكرمة والمدينة المنورة تتصدران المدن السعودية من حيث استهلاك العود ومشتقاته، ثم تأتي العاصمة الرياض، بينما يعد العود الذي يستخرج من أشجار تجاوز عمرها 60 عاما، حيث تتم عملية الاستخراج بطرق صعبة ومجهدة، مما يسبب ارتفاع سعره، بالإضافة إلى دخول مشتقات جديدة أصبحت رئيسية في العطور الشرقية كالورد الطائفي والعنبر والمسك، مما جعل الطلب عليها كبيرا من قبل المستهلكين.