عوامل اجتماعية وثقافية تعيق الجامعة العربية المفتوحة في الأحساء

TT

يفرض بعض الآباء خيارا أمام بناتهم في الالتحاق بجامعة أو كلية محددة ودراسة تخصصات تربوية معينة لضمان الوظيفة أو الجلوس في البيت. وتواجه دراسة اللغة الإنجليزية وتعلم الحاسب الآلي في وقتنا الحالي في بعض مناطق السعودية مشكلة اجتماعية وثقافية تتمثل في عدم حماس الأب في توفير جهاز الحاسب الآلي لأبنائه وبناته أو عدم رغبته ـ في حالة توفر الحاسب ـ في استخدام خدمة الإنترنت لقناعته بأن الإنترنت مدعاة للفساد والخروج عن التقاليد. وقد تردد تعبير الفساد والخروج على التقاليد في السبعينات الهجرية عند نشأة تعليم الفتاة في المملكة، الذي احتاج إلى 22 عاما كي ينمو ويكتمل. وحسم الآراء المختلفة حول تعليم الفتاة المرسوم الملكي الذي أُذيع في 20/4/1379هـ المتضمن فتح مدارس لتعليم البنات.

ولعل أحد الأسباب التي تعترض التعليم عن بُعد ـ رغم مرونته ـ أنه ثقافة جديدة، والجامعة العربية المفتوحة التي تتبنى هذا النوع من التعليم تعتمد على إتقان الحاسب الآلي وتعلم اللغة الإنجليزية. وقد التحق بالجامعة العربية المفتوحة في الأحساء أكثر من 1000 دارس ودارسة عند افتتاحها العام الماضي، إلا أن عدد المنتظمين بها مع نهاية الفصل الثاني تدنى إلى 400 فقط.

وأرجع د. حبيب ناصر آل مكي ، مدير المركز الإقليمي للجامعة العربية المفتوحة في الأحساء، ابتعاد أكثر من 600 دارس ودارسة إلى عدة عوامل اجتماعية وثقافية. ويقول «يعود الانقطاع عن الدراسة في الجامعة المفتوحة إلى عوامل عدة، من أهمها ظروف العمل وابتعاد موقع الجامعة عن مقر السكن، وهناك مشكلة خاصة بالفتيات وهي عدم توفر جهاز الحاسب الآلي في البيت، لعدم قناعة الأب بأهمية هذا الجهاز، أو توفير خدمة الإنترنت، ربما لما يحمله البعض من فكرة خاطئة الإنترنت. وبما أن التعلم في الجامعة المفتوحة يعتمد بشكل أساسي على استخدام الإنترنت فقد تسرب عدد من الفتيات لهذا السبب الاجتماعي». وهناك أسباب أخرى، يوضحها آل مكي قائلا «وهناك من الدارسين أنفسهم من يرفض الدراسة باللغة الإنجليزية، لما يعانيه من ضعف في اللغة أو لرفضه الشديد لتعلم هذه اللغة». وتهدف الجامعة المفتوحة إلى نشر التعليم العالي الذي يتميز بالمرونة والملائمة مع ظروف العمل للدارسين بها. و75 في المائة من المنتسبين الى الجامعة في الأحساء هم من الدمام والخبر والجبيل والقطيف وحفر الباطن والخفجي ورحيمة والنعيرية وشيبة وحرض. وتوقع آل مكي زيادة الإقبال على الجامعة مستقبلا لاعتمادها على أفضل الوسائل التقنية والمرونة في أوقات وأماكن الدراسة، وأشار إلى أنه قريبا سيتم الانتهاء من وضع نظام آلي للربط الشبكي بين فروع الجامعة في مختلف الدول العربية، ليتحقق بعد ذلك التعليم عن بعد، ودلّل على زيادة الإقبال بافتتاح مركز في محافظة القطيف في مدة لا تقل عن6 أشهر، وكذلك بدء التسجيل في برنامج الماجستير في إدارة الأعمال، ويشتمل على 3 تخصصات فرعية في نظم المعلومات، والتسويق، والتمويل، بواقع 36 ساعة لمن يحمل البكالوريس في إدارة الأعمال و 48 ساعة للمتخصصين في غيرها، بـ 200 دولار للساعة الواحدة.

يشار إلى أن الجامعة العربية المفتوحة مشروع عربي بمبادرة ورعاية من قبل الأمير طلال بن عبد العزيز، وبدأت الدراسة فيها في أكتوبر(تشرين الأول) 2002 في مقر الجامعة الرئيسي في دولة الكويت، وفي 5 أقطار عربية هي: السعودية ـ في الرياض وجدة والأحساء وحائل ـ والبحرين والأردن ولبنان ومصر. وترتبط الجامعة بشراكة تعاون مع الجامعة البريطانية المفتوحة، وترتبط من ناحية ثانية باتفاقية تعاون مع منظمة اليونسكو، والجامعةش البريطانية تخرج منها أكثر من 250 ألف طالب منذ تأسيسها عام 1969 .