أشهرها الروثانة والسكرية والبيض: نخيل المدينة تطرح بواكير الرطب.. والمواطنون يحفظونه استعدادا لشهر الصوم!

TT

تشهد أسواق المدينة المنورة حالياً بواكير موسم جني الرطب، من أهم المنتجات الزراعية التي تشتهر بها المنطقة، والذي يتميز بكونه يسبق المناطق الزراعية في المملكة. وتزخر السوق المركزي بكميات من أنواع الرطب التي تشتهر في المدينة المنورة ومنها الربيعة والسكرية والبيض والحلوة وأشهرها على الإطلاق الروثانة المميزة بحلاوة مذاقها وطعم لبها. ويتدرج سعر الصندوق سعة 2.5 كلغم في أول الموسم بـ 15 ريالا ليسجل في نهاية أغسطس (اب) نهاية الموسم سعر 50 ريالا، فيما تتراوح أسعار أنواع الرطب الأخرى ما بين 15 ـ 20 ريالا.

ويتهافت الدلالون أو السماسرة على إبرام صفقات شراء محصول المزارع من الرطب قبل حلول شهر مارس (اذار)، وهو ما يطلق عليه الفلاحون (الصيف) وتمتد فترته حوالي 70 يوماً من منتصف يونيو (حزيران) إلى نهاية أغسطس، ويتفاوت السعر من مزرعة إلى أخرى لعوامل من بينها أعداد النخيل وأنواعها وسقيا المزرعة ويحتل إنتاج مزارع (العوالي، وقربان، وقباء، والعاقولن وضعة) من الرطب المرتبة الأولى في التسويق والإقبال عليه.

وسجلت بورصة الأسعار أعلى سعر لمحصول صيف هذا العام بمبلغ 750 ألف ريال (200 الف دولار) لمزرعة واحدة، وتنتج النخلة في المتوسط 50 صندوقاً. ويحرص المشترون على شراء كميات كبيرة كفاكهة للصيف او كهدايا سواء من أهالي المدينة أو من زوارها او للتبريد والحفظ استعدادا لتقديمه طازجا في موائد إفطار شهر رمضان القادم.

ويلجأ أصحاب المزارع إلى بيع محصولهم توفيراً لتكاليف أجور العمالة والنقل والتخزين والعبوات ومضايقات السماسرة، وفي حال توريد المزارع محصوله للسوق عبر «الدلال»، فإن الدلال يحصل على عمولة تتراوح بين 10ـ 15% من قيمة المحصول. ومن بين حوالي 75 طناً من أنواع الرطب غالبيتها من نوع (الروثانة)، يتم البيع يومياً عبر إقامة ثلاثة مزادات في الفجر والظهر والمساء، ويرحل نحو حوالي 40% من المعروض بواسطة الشاحنات الصغيرة والمتوسطة إلى مناطق مختلفة من المملكة تصل أحياناً لبعض دول الجوار في مجلس التعاون الخليجي وخصوصا الى الكويت وقطر. ويقول غازي حمود العوفي، وهو من أشهر المزارعين، انه خلال موسم الرطب ينشط كثير من المستثمرين في حفظ وتبريد الرطب في عبوات بأحجام مختلفة لبيعه بكميات خلال شهر رمضان والتي يقبل عليها الصائمون وأصحاب الموائد الرمضانية. ويتراوح سعر العبوة بحدود 15 ريالا للكيلوغرام، وغالبا ما يتم تبريد نوع «البيض» والأنواع الأخرى. كما ينشأ نشاط موسمي آخر يتمثل في إيجاد فرص عمل للشباب خلال الاجازة الصيفية عبر منافذ موسمية لبيع المحصول وكذلك نشاط لحركة النقل فيما بين المدن. ويضيف بأن الصيف يشمل إلى جانب الرطب أيضا التمر كأحد أهم الأنواع التي يفضل الفلاحون زراعتها لأنها الأقل كلفة ومجهوداً والأفضل مبيعاً وأعلى سعراً ومنها تمر العجوة الواردة مزاياها في السنة النبوية المطهرة والذي يتراوح سعر الكيلو منه بين 70 ـ 100 ريال، إضافة إلى تمر العنبرة والصفاوي والشلبي. ويعد موسم الرطب ترمومتراً حقيقياً للطقس، فكلما زاد المعروض منه وانخفضت أسعاره كان ذلك دليل ارتفاع درجة الحرارة غالبا خلال شهر أغسطس، ويحرص المزارعون خلاله على جني الرطب، والسماسرة على بيعه قبل أن يتلف المحصول من شدة الحرارة.