مواقع الزواج على الإنترنت: الفتيات آيات في الجمال والشباب هم الأقوى عقلا وجسدا

TT

«شمعة أمل» و«رائعة بلا حدود» و«حنونة جدا».. هذه أسماء مستعارة تنتحلها فتيات عربيات في المواقع المتخصصة في الزواج الإلكتروني يقول لسان حالهن «لربما يرى القلب مالا تراه العين»، وهن يبحثن عن زواج مخلص وحنون يهبهنّ الأمان العاطفي والمادي.

تسهب فتاة خليجية في الحديث عن ذاتها في أحد المواقع الشهيرة وهي تصف نفسها بقولها«بكل تواضع وبكل ثقة إنني أجمل فتاة في العالم وأبحث عن شاب يقدر جمالي وأنوثتي الرائعة!». وفي الشقّ المقابل للصفحة على ذات الموقع عمدت فتاة أخرى إلى الخيال والتشبيه في عرضها لتقول «أنا فتاة جميلة جداً ومن يراني فلن يصدق نفسه لأن فيّ شبها من الفنانة هيفاء وهبي!». وهذا أسلوب من أساليب التحفيز لما تحويه مواقع الزواج الإلكترونية من عرض وطلب للزواج في قوالب جذابة وإيجابية 100 في المائة لكل من الشباب والفتيات.

ويعرض طالبو الزواج من الشباب أنفسهم على تلك المواقع بزعم أنهم يتسمون بالحب والإخلاص ويكرهون الخيانة والغدر وأن طبعهم الوفاء مع الحبيب، وقبل ذلك كله انهم يتميزون بحسن الخلق والطباع.

ويلاحظ زوار تلك المواقع ومن أهمها موقع إلكتروني شهير يدعى «اي زواج»، وهو متخصص في «الجمع بين رأسين بالحلال» ومليء بجميع أصناف البلاغة الأدبية وأساليب الكلام الجميل والأوصاف البديعة التي يكتبها الراغبون في الزواج لجذب الطرف الآخر واستمالة قلبه ثم الشروع في الاتصال لعله يكون بداية لتأسيس عش الزوجية.

ولم ترض إحدى الفتيات بخصلة واحدة من شاب عرض نفسه بوصفه لذاته أنه «غير متشدد دينياً وذو دخل مادي متوسط الا أنه رياضيّ الجسم قويّ البنية ومتوسط الطول، مقبول الشكل النظيف والأنيق، دمث الأخلاق، وحسن التعامل مع المرأة». اذ لم ترض الفتاة بـ «مقبول الشكل» فهي تطمح إلى ما هو أبعد من ذلك، والمنطق لديها هو:«إذا سرقت فاسرق جملاً.. وإذا عشقت فاعشق قمراً». أما الشاب المتشدد دينيا الذي لا يهتم بمظهره وهندامه والذي ينظر إلى المرأة كجسد فقط ويهمل عقلها وفكرها ويهضم حقوقها كامرأة فلن يتلقى بطبيعة الحال أي طلب من الفتيات.

ولم تخل طلبات وعروض الفتيات من تبريرات لجوئهن إلى مواقع الإنترنت للبحث عن شريك حياتهن حيث تؤكد غالبيتهن أنهنّ أتين لعرض أنفسهن على الشباب الراغب في الزواج على المواقع الإلكترونية بعد أن رفضن العشرات ممن تقدموا للزواج بهن بحجة أن أساليب الزواج التقليدية لم تعد تروق لهن وقد حان الوقت لأن يخضن التجربة بأنفسهن ويخترن شريك الحياة بطريقة عصرية. ويكفل وجود كاميرا مربوطة بجهاز الكومبيوتر وجهاز استماع ومايكروفون تسهيل مهمة الرؤية الشرعية بين الشاب والفتاة وكسر حاجز الخجل حسب وجهة نظر إحدى الفتيات ومن الممكن أن يتم هذا الأمر بعد قراءة متعمقة ومراجعة دقيقة لبيانات ومراسلات فارس الأحلام تمهيداً لتقديمه إلى ولي أمرها.

ولم يعد إرفاق صورة شخصية لكل من أراد عرض طلبه على مواقع الزواج والذي لا يعتبر إلزامياً لدى تلك المواقع أمراً بالغ الحساسية، لا سيما أن أعداداً هائلة من الفتيات وصلت إلى قناعة أن «الصورة تغني عن ألف كلمة».. و بالتالي فإن كل طرف يختصر الطريق على الطرف الآخر بوضع صورة شخصية له داخل إطارات متعددة الأشكال والأحجام.

ويعمد الشباب على هذه المواقع للعزف على وتر بالغ الحساسية، إذ أن الكل يصور نفسه على أنه الأقوى عقلاً، وجسداً، وعاطفةً. اذ يقول أحدهم «أنا شاب مثقف.. غاية في الرومانسية.. قوي البنية، أعشق كل ما هو جميل.. من تتزوجني ستصبح أسعد مخلوقة». وشاب آخر يؤكد «أنا القوي إذا شدّت الحرب أوزارها..!».

ومن اللافت للنظر أن أعضاء هذه المواقع في ازدياد كبير، والإقبال عليها يشمل جميع الفئات العمرية من الجنسين سواء كانوا متزوجين أم مطلقين أم أرامل، وبالطبع الذين لم يسبق لهم الزواج، الأمر الذي يؤكد أن ثمة تغييرا كبيرا أصاب مفهوم طرق وأساليب الزواج التقليدي، مما يعني دفع فئات كثيرة من مجتمعات جميع الدول العربية الى القبول بهذه الطريقة العصرية للزواج شاءوا أم أبوا.