الأمير متعب: نبني نظاما انتخابيا متكاملا لـ178 مجلسا بلديا بمشاركة شعبية في السعودية لأول مرة

الحسون لـ"الشرق الأوسط": معيار المواطن ارتقى لانتخاب الأفضل ونجاح التجربة يبرر إشراك النساء في المستقبل

TT

أوضح الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية في جدة أمس، أنه تم تكوين لجان وفرق عمل متخصصة والاتفاق مع جهات استشارية عالمية وخبراء دوليين لوضع الترتيبات اللازمة لإجراء العملية الانتخابية للمجالس البلدية، حيث اطلعوا على التجارب العالمية في مجال الانتخابات البلدية وعلى الآليات المتبعة والتقنيات المستخدمة تنفيذا لقرار مجلس الوزراء بتفعيل المجالس البلدية وتوسيع مشاركة المواطنين في إدارة الشؤون المحلية عن طريق الانتخاب. وأشار إلى أنهم قاموا بمراجعة النظم واللوائح المشابهة تمهيدا لبناء نظام انتخابي متكامل يتوافق مع ثوابت السعودية وبشكل يحقق أكبر قدر من الفاعلية في المشاركة الشعبية في إدارة الخدمات المحلية من خلال البلديات ويضمن شفافية الإجراءات ونزاهة النتائج.

وقال الأمير متعب إن فرق العمل المكونة من أهل الرأي والخبرة في المجالات الشرعية والاجتماعية والإدارية والقانونية والفنية شاركت في الدراسات التي أجرتها الوزارة بالتعاون مع عدد من الخبراء الدوليين، ووضعت الأسس النظامية والتنظيمية والإجرائية للعملية الانتخابية وصياغة اللوائح والقرارات المتعلقة بها. وأفاد أن اللوائح التنفيذية لانتخاب أعضاء المجالس البلدية ستصدر قريبا، وسيتم تحديد مراكز الانتخاب ومواعيد تسجيل الناخبين وقيد المرشحين ومهلة الترشيح وإجراء انتخاب الأعضاء في 178 مجلسا بلديا وفق جداول محددة تشمل كل المدن والقرى في كل مناطق المملكة البالغة ثلاث عشرة منطقة، وسيبدأ ذلك بعد انتهاء الإجازة الصيفية وبداية العام الدراسي، وسوف يرد في حينه بيان تفصيلي، مؤكدا حرصه على متابعة أعمال اللجان وفرق العمل شخصيا لإنجاز الاستعدادات والتحضيرات لإجراء الانتخابات في موعدها. وينتظر أن تبدأ إجراءات انتخابات البلدية في السعودية قبل انتهاء العام الجاري 2004، حيث يتوقع أن يتم الانتهاء من إعداد القوائم الانتخابية وإعداد المراكز الانتخابية في الأشهر المقبلة، خاصة في ظل الاجتماعات المكثفة التي تعقد بشكل مستمر لوضع الترتيبات النهائية. ويجيء توجه السعودية الحالي لتأصيل مبدأ التدرج في تجربة الانتخابات التي ستنطلق فعليا مع المجالس البلدية حيث يتوقع أن تطول ذات الخطوة إلى مجلس الشورى وهكذا على بعض القطاعات الأخرى. من جانبه، أوضح المهندس علي الحسون عضو مجلس الشورى لـ«الشرق الاوسط» أن المواطن السعودي ارتقى بمعيار الاختيار والترشيح مع مرور السنوات الكثيرة التي عاشها وترقب عبرها التجارب المحيطة مما أسهم في إكسابه الفهم والمعرفة والإلمام لانتخاب الأفضل والأنسب وليس الاختيار بالمعيار القبلي والمناطقي. وتوقع الحسون أن تنجح عملية الانتخابات البلدية في تجربتها الأولى بالسعودية في ظل الاهتمام الكبير والهدوء والثقة التي تقوم بها وزارة الشؤون البلدية مع وزيرها الذي يقوم على الإشراف والمتابعة الدقيقة بنفسه، مبينا أن المنتخبين سيكونون الأجدر والأكفاء لتحمل مسؤوليات البلدية.

وزاد الحسون أن أهم معايير المنتخبين لا بد أن تكون في استقامة الشخص، وحصوله على حد أدنى من التعليم لا يمكن تحديده لاختلاف المناطق بين هجر، وقرى، ومدن صغيرة وكبيرة، فهي تعتمد بالدرجة الأولى على المناطق التي سيتم فيها العمل.

وأشار الحسون إلى أن من الآليات الضرورية التي تقوم بها الوزارة ضمان مشاركة جميع المواطنين حتى في الهجر والقرى الصغيرة بطريقة تجعل منهم يمثلون الأكفأ، حرصا على تقديم الخدمات البلدية بأفضل ما يمكن أن تقديمه. وحول المشاركة النسائية، قال الحسون «من الصعب التحدث عن موضوع مشاركة النساء حاليا، إذ علينا في البداية الاهتمام والتركيز على ترشيح الرجال»، مشيرا إلى أنه «في حالة نجاح هذه التجربة يمكن مشاركة النساء، حيث هن شقائق الرجال وصاحبات أدوار كبيرة في المجتمع».