«الطريق الدائري السريع» متنفّس العائلة بعد إلغاء فعاليات «صيف الأحساء»

TT

عادة ما يتجنب الناس الوقوف أو الجلوس بالقرب من الطرق السريعة، خشية من سيارة متهورة، الا أن من المشاهد المألوفة في الأحساء جلوس العائلات في صفوف وهي على بعد بضعة أمتار فقط عن الطرق السريعة.

وأصبح الطريق الدائري السريع بعد إنارته، متنفساً جميلاً للأحسائيين للترفيه والاستمتاع بالنسمات العليلة التي تحملها الساعات الأخيرة من الليل. وتخرج العائلات حاملة مستلزمات النزهة، وتختار كل عائلة المكان الأقرب للشارع للحصول على ما تسمح به إنارته من ضوء متواضع لا يسمح برؤية وجوه النساء للمارة، ويكفي لمعرفة وجوه الأبناء بالنظر من دون الحاجة للمناداة بالاسم.

«هي حالة شبه يومية نعيشها، لأن البر هو المتنفس الوحيد للعائلة»، بهذه العبارة يبدأ عبدالرحمن السعيد حديثه. ويضيف «بشكل شبه يومي نتفق أنا وإخواني على المجيء مع عوائلنا إلى البر في الهواء الطلق، مستمتعين بنسماته، خاصة في الساعات الأخيرة من الليل بعد أن يصير الجو لطيفا جدا، وهو مكان مفتوح لكنه مناسب للعائلة، حيث لا يحتاج إلى نصب سواتر بين الرجال والنساء، لأن الضوء الضعيف يقوم بهذه المهمة، وبعيدا عن مضايقة الشباب، فالإزعاج يأتي فقط من السيارات التي تعبر مسرعة».

ولكن الأحساء تشتهر بعدد من الأماكن السياحية من المعالم الأثرية والمشاتل، يقول السعيد «رغم كثرة الأماكن السياحية مثل جبل قارة ومسجد جواثا ومشروع حجز الرمال وغيرها، إلا أن ليس لأهالي الأحساء نصيب منها، فهي غير مؤهلة لاستقبال الزوار والسياح بشكل جيد، فلا زالت إمكانياتها السياحية ضعيفة، ولا توجد بها أماكن مناسبة للجلوس والاستراحة، كما أن المشاتل مغلقة في الليل، وفي النهار لا يمكن زيارتها نظراً للحرارة الشديدة». ويضيف شقيقه محمد «في الأعوام الماضية أقيمت فعاليات سياحية في الصيف امتدت لشهر كامل، وفرح الناس بافتتاح قصر إبراهيم الأثري للزوار، فكانت فرصة للسياحة والترفيه، ولكن لم نجد هذه الفعاليات في هذا الصيف».

في العامين الماضيين شهدت فعاليات الصيف إقبالا جماهيرياً واسعاً، وكان لافتتاح قصر إبراهيم أثر واضح في الإقبال على الفعاليات التي ضمها هذا القصر من عرض 50 حرفة يدوية وشعبية، والمتاحف وعروض الفرق الشعبية، وذلك ضمن برامج مهرجان صيف الشرقية، إلا أن اللجنة السياحية رأت عدم إقامة هذه الفعاليات في الصيف.

عبدالمحسن عبدالعزيز الجبر رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية بالأحساء علّـل عدم إقامة فعاليات سياحية بعدم مناسبتها، بسبب الحر الشديد والرطوبة، يقول «لقد رأت اللجنة المشرفة على إقامة الفعاليات تأجيلها إلى ثاني أيام عيد الفطر المبارك، وذلك لاعتدال الجو وللأعداد الكبيرة من خارج الأحساء التي تفضّل قضاء هذه المناسبة بين الأهل والأصدقاء». وتابع الجبر قائلا «أننا بانتظار الاتفاق الأخير مع إحدى الشركات للسماح بإقامة مهرجان القرى العالمية، لفرق من خارج المملكة، والتي ستقدم عروضها الفنية والتجارية في الأحساء بهدف تنمية السياحة المحلية». مشيرا إلى «أن هذا الصيف سيشهد فعاليات متفرقة منها: عروض صقور السعودية في مطار الأحساء خلال 3 أيام من الأسبوع الثاني من شهر جمادى الآخرة، بالإضافة إلى الفعاليات التي تقيمها بعض المجمعات التجارية».