«الشورى» السعودي يقر توصيات دراسة ظاهرة «العنف» ويرجئ إعلانها في الوقت الراهن

آل زلفة: الإرهابيون انحرفوا بالإسلام إلى مسلك خاطئ والإعلام كان بعيدا عن مستوى الحدث

TT

صوت مجلس الشورى السعودي أمس، على توصيات اللجنة المكلفة دراسة «ظاهرة العنف» في البلاد، تمهيدا لرفعها للملك لاعتمادها وإقرارها، في حين لن يتم الاعلان عن هذه التوصيات في الوقت الراهن. وبين الدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى أن «التوصيات لن تعلن في الوقت الحالي»، مشيرا إلى أنها عالجت كافة الجوانب بعد أن تدارسها الأعضاء بشكل مفصل، إضافة إلى ما سمعوه من الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية حول الأوضاع الأمنية.

ولفت آل زلفة إلى أن غالبية التوصيات حازت نسبة عالية من التأييد، موضحا أن اللجنة عملت لفترة طويلة على ملف الإرهاب، وأن هناك طروحات مختلفة من قبل الأعضاء أنارها لقاء الأعضاء مع وزير الداخلية، الذي بين ما تواجهه البلاد بسبب الإرهاب، ومن يقف وراءه ومسبباته والقوى التي تقف وراءه خارج الحدود.

وذكر عضو المجلس أن مؤسسات الدولة باتت تتعامل مع الموضوع بما يتناسب وحجمه على جميع الصعد الفكري منها أو الدعم المالي رغم قلتها في المجتمع السعودي، مبينا أن الوضوح الذي عرضه الوزير طمأن المجلس على أن الأمن الداخلي في أيد أمينة.

وأوضح آل زلفة أن العوامل الاقتصادية لها مؤثرات مختلفة لكن بعد الدراسة والإطلاع على المعلومات تبين أن مشكلة البطالة أو الفقر لم تكن المحرك في العامل الإرهابي حيث أن كثيرا من الذين انخرطوا في الإرهاب لم يكونوا من المعوزين أو العاطلين عن العمل ما يؤكد أنها كانت مجرد حجج، ورغم ذلك تناولت التوصيات الجانب الاقتصادي وأولته اهتماما.

وأضاف أن العامل الديني بحث بشكل مستفيض بعد أن ركز عليه الأمير نايف خلال لقائه الأعضاء، كون السعودية بلدا مسلما يطبق أحكام الشريعة، لكن الجماعات الإرهابية انحرفت بالإسلام إلى مسلك خاطئ. إضافة إلى أن هناك من غذاهم وشحنهم بمشاعر إسلامية كانت على ضلال وعلى غير هدى، لافتا إلى أن المحور الثقافي حوى هذا الجانب لتوضيح الرؤية للمجتمع السعودي وحمايته من الاختطاف والتضليل والتغرير وللوقوف في وجه من يريد توظيف الإسلام لأغراض إرهابية يخدم بها مصالحه.

وذكر آل زلفة أن المجال الإعلامي لم يغب عن مداولات الأعضاء أو بحث لجنة الدراسة حيث أكدت بعض التوصيات على أهمية العمل الإعلامي في مواجهة الإرهاب كونه عاملا بالغ الأهمية في محاربة الإرهاب، مشددا على أنه دون إعلام قوي يواجه إعلام الجماعات الإرهابية التي استخدمت التقنيات الحديثة ببراعة عالية المستوى فلن تكتمل مواجهة هذه الفئة المنحرفة، مستدركا أن الإعلام المحلي لم يكن مدركا بالشكل الكافي للحدث، إضافة إلى أنه كان ضعيفا في هذا المجال، كما أنه كان بعيدا عن مستوى الحدث ولم يع ثقل السعودية في العالمين العربي والإسلامي لتأتي الأحداث الإرهابية الأخيرة لتبين لنا أننا نفتقد إلى الإعلام الجيد والآن نحن في وقت شوهت فيه صورة الوطن والمواطن وباتت تحتاج إلى عمل مكثف لتصحيحها.

وتابع آل زلفة حديثه بالقول إن القيادة والشعب أدركا أننا بحاجة إلى ثقافة قوية ومناهج سليمة ومعلم ممتاز ومدرسة مريحة وتعدد لمصادر الثقافة والفكر بخلاف ما كان في السابق عندما جعلت مصادر الثقافة في يد فئة معينة استغلت ذلك في اختطاف الإعلام والمنابر والصفوف الدراسية والجامعات والمنتديات والمسارح المدرسية والجامعية لصالحها وحين جاء وقت استخدامها وجدنا أنفسنا مشلولين وغير قادرين على استعمال هذه الأدوات مشيرا إلى أن الفترة الحالية عبارة عن عملية إعادة بناء.