أول صور لبقايا الهيكل العظمي لديناصور من العصر الطباشيري في شمال السعودية

TT

أبلغ مسؤولون سعوديون «الشرق الأوسط» أمس ان الدلائل العلمية على الأرض تقود الى الاعتقاد بإمكانية اكتشاف هياكل عظمية لعائلة من الديناصورات آكلة اللحوم في شمال غربي البلاد وبالقرب من ساحل البحر الأحمر.

وبعد اربعة أشهر مضت من التحاليل والأبحاث المخبرية على 5 أسنان وقطع من العظام المتحجرة تأكد لعلماء جيولوجيين ان المناطق الشمالية ربما كانت موطنا لإحدى فصائل الديناصور انقرضت قبل 65 مليون سنة. ووفقا للتحاليل العلمية فإن حجم الديناصور اذا ما تم اكتمال هيكله العظمي سيماثل حجم «الجمل» تقريبا، فيما ثبت مخبريا انها من فصيلة آكلة اللحوم».

وجاء هذا الاكتشاف الأول من نوعه في شبه الجزيرة العربية بالصدفة البحتة، فحينما كان الباحث السعودي محمد الشمراني، عضو فريق علمي جيولوجي مكلف بمشروع بحث «الصدوع (الصخرية) الحديثة»، يقلب طبقة من الصخور الترابية ظهرت له بقايا عظام متحجرة. وكانت هذه اللحظة الزمنية من ظهيرة احد ايام مطلع شهر ابريل (نيسان) الماضي بداية لتدحرج كرة الثلج لأهم اكتشاف علمي من نوعه في المنطقة، ليشكل «إضافة نوعية للسجل الأحفوري والإستراتجرافي للملكة». ووفقا لمحمد نجيب رويحي، مستشار رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لمشاريع وبرامج المسح والتنقيب فإن «هذا الاكتشاف العلمي سيفتح جدلا علميا وأكاديميا غير مسبوق خلال الفترة القليلة المقبلة». والسبب، حسب قوله، سيكون دافعه الإجابة على سلسلة لا تنتهي من الأسئلة من عيار «هل يعقل ان الجزيرة العربية كانت موطنا لديناصورات؟»، وآكلة لحوم أيضا! وأمام حقيقة ان هيئة المساحة الجيولوجية لا تملك ضمن كوادرها العلمية ايا من المتخصصين مباشرة في علوم التنقيب عن آثار الكائنات المنقرضة، فقد اعتمدت في سبر غور الأحافير الصخرية المكتشفة بالصدفة على قدرات ومعارف خبير عربي متخصص قدم خصيصا لهذا الاكتشاف. وينصرف نشاط الهيئة في التنقيب عن المعادن النفيسة، واكتشاف أي تهديدات جيولوجية او طبيعية على الاراضي السعودية، ومهام أخرى.

واطلع مسؤولون في الهيئة «الشرق الأوسط» تفاصيل الاكتشاف وحجمه، وأن الاتصالات بدأت للاعتماد على مجموعة من العلماء الأجانب المهتمين بمواصلة الخطوة الأولى لمعرفة كيف وصلت بقايا الهياكل العظمية لفصيلة نادرة من الديناصورات. وقال الرويحي «الأمر يدرس الآن. هناك جملة من التصورات سيقع الاختيار على أفضلها لفتح مجال التعاون مع من يرغب من العلماء لمواصلة المهمة». وتبعا لذلك ينتظر ان تشهد منطقة جنوب محافظة «ضبا» الشمالية على ساحل البحر الأحمر في غضون الأشهر القليلة المقبلة وصول فريق علمي متخصص للتنقيب على امتداد طبقة صخرية بمسافة 150 كيلومترا عن مجموعة بقايا الهياكل العظمية للديناصورات المدفونة منذ العصر «الطباشيري».