بائعو الصقور بسوق الحمام في الرياض: «الوكري» و«الشاهين» أكثر الأنواع التي يقبل عليها هواة الصيد و«الحر» يصل ثمنه إلى 130 ألف دولار

TT

يجلس الحاج جاسم علي السهو داخل دكانه في سوق الحمام في الرياض وهو ينظر بكل فخر واعتزاز إلى صقوره الجاثمة على أوتادها أو التي تفرد أجنحتها كما لو أنها تستعد للطيران، فتارة يتأمل المارة من المتسوقين والفضوليين الذين تثيرهم رؤية الصقور وجمال وتناسق أجنحتها وريشها ومخالبها القوية، وتارة ينشغل بطرد الأطفال الذين يزعجون الصقور فتصبح عصبية شرسة.

يقول الحاج السهو إن بيع الصقور يحتاج إلى صبر وجلد لأن تجارتها تحتاج إلى عينة معينة من الناس، فالشباب عموما يميلون إلى اقتناء «الوكري الجبلي» وهو نوع من الصقور المحلية السعودية ويتميز بجمال ريشه وقوة مخالبه، كما أن ثمنه أحيانا لا يتجاوز 3000 ريال (1000 دولار)، كما أن هناك من يميل إلى الصيد بصقر «الشاهين»، خصوصا نوع «الشيهان البحرية» وهي أكثر شهرة وأغلى ثمنا من «الوكري» و يمكن أن يصل ثمنه إلى 50 ألف ريال (13 ألف دولار)، وهناك عينة من الزبائن وهم من الأثرياء عموما لا يحبون الصيد إلا بصقر «الحر» وهو أغلاها وأحلاها شكلا ويتميز ببياض يميل إلى الرمادي بمنطقة الصدر.

ويضيف السهو «ان أثمان الصقور مرتبطة ارتباطا وثيقا بنوعها وشكلها ولون ريشها وقطر الجناحين وصحتها ودرجة اتساع صدرها، حيث انه من الممكن أن تكون ريشة واحدة ناقصة من ذيل أو جناح الصقر مسؤولة عن هبوط ثمنه آلاف الريالات، إذ أن بعض الصقور من نوع «الحر» يمكن أن يصل ثمنها إلى 500 ألف ريال (130 ألف دولار).

ويضيف الحاج جاسم الذي قضى أكثر من 20 سنة بائعا للصقور وصقارا في نفس الوقت، أن تربية الصقور وتدريبها على الصيد والاهتمام بها يكلف صاحبها غاليا لان الصقور تصاب بأمراض تعتبر في اغلبها فتاكة فهناك مرض يسمى «السدة»، وهو مرض يشبه إلى حد ما مرض المسامير الذي يصيب البشر، حيث يفقد الصقر قدرته على الوقوف والوثب بسبب دمامل تنتشر في أسفل قدمه. وهناك مرض يسمى «الجلاع» وهو التهاب يصيب الصقر في سقف منقاره ويسبب له آلاما وصعوبة في تقطيع اللحم، وله دواء ناجع. وهناك دودة تصيب الصقر في أمعائه وهي قاتلة، لذلك ينصح الصقارون وبائعو الصقور بحسن الاهتمام بالطيور.

ويضيف السهو «ان للصقور مواسم متفرقة فـ«الوكري»، هو أول المقبلين للأسواق يليه صقر «الشاهين» أو«الشيهان الجبلي» بلغة الصقارين ثم «الحر» وهو آخر المقبلين وأكثر الناس إقبالا على هذه الهواية هم أهل مجيرمة وأهل الساحل وحفر الباطن والحجاز، ويختم الحاج جاسم حديثه بدعوة الشباب السعودي إلى الإقبال على هذه الرياضة لأنها تعلم حب خلق الله والتفكر فيه وفي صنعه وتمنع الانحراف وراء المهلكات، كما أن حمل الصقر على الساعد هو متعة ما بعدها متعة فهو يعلم التعلق بالأخلاق العربية الأصيلة، حيث كان أجدادنا يمارسون هذه الرياضة ونحن توارثناها عنهم».