حالة مرضية غريبة تقضي على شباب أسرة سعودية في الرياض

TT

تواجه أسرة سعودية معاناة قاسية مع مرض غريب أصاب أبناءها الثلاثة وقضى على اثنين وهما في سن التاسعة عشر، بل أن المرض، الذي يصيب الجسم بالإعاقة والتقوس زاد من معاناة الأسرة وامتد إلى الجيل الثاني منها وأصاب ابن البنت الكبرى. وبدا على ربة الأسرة التي يطلق عليها أم خالد، الاستياء التام وفقدان الأمل في علاج ابنها البالغ 12عاما، وأبناء بنتها الذين يواجهون نفس المرض، خاصة بعد أن أخبرها أطباء في لندن والرياض أن هذه الحالات ميئوس منها، ولا يمكن علاجها. ودفع ذلك أم خالد إلى اللجوء للطب الشعبي والعلاج الطبيعي، لكنهما لم يفلحا في معالجة أبنائها. تحدثت أم خالد لـ «الشرق الأوسط» قائلة ان أبناء بناتها سيلاقون نفس المصير الذي لاقاه أخوالهم، في الوقت الذي زادت فيه أعباء تكاليف العناية بهم، وأصبحت أكثر صعوبة، خاصة أنها مستخدمة في إحدى المدارس وتحتاج إلى عاملة في المنزل وسائق لمساعدتها في حمل ابنها ورعايته. وتحكي أم خالد قصتها مع المرض وتقول «تزوجت منذ 36 عاما ورزقت بمولودة انثى ورزقت بعدها بخالد الذي كانت حالته الصحية في البداية عبارة عن مأساة، وعندما بلغ سن التاسعة عشر بدأت معاناته مع الإعاقة، حيث أصبح لا يقوى على الحراك إلا بمساعدة الآخرين لكنه بقى محتفظا بعقل أكثر ذكاء من الأصحاء».

وتضيف أم خالد أن أكبر أبنائها من الذكور ولد طبيعياً مثله كباقي الأطفال، وعندما بدأ مرحلة المشي بدأت ساقاه تتضخم ويسقط على الأرض، وعندما بلغ السادسة من العمر بدأت حالته الصحية تتدهور وأصبح لا يستطيع المشي ويعجز عن خدمة نفسه بسبب ضمور في العضلات، كما جاء في تقرير الأطباء. وعندما بلغ العاشرة من عمره اكتملت اعاقته، والتي جعلته لا يستطيع السير ولا الوقوف ولا عمل أي مجهود، وأصبحت تنقلاته عبر العربة وبمساعدة إحدى الخادمات، وعندما تجاوز سن الـ13 عاما سافر مع والده (متوفى) ليعرض حالته على أفضل الأطباء في لندن، فكان تشخيصهم أن الحالة ميئوس منها وانه سيتوفى بعد شهر، ألا انه عاش ست سنوات بعدها على نفس الوضع. وعندما بلغ التاسعة عشر من عمره توفي نتيجة تقوس العظام وضغطها على الرئتين اللتين لم تستطيعا القيام بدورهما، مما أدى ألى فشلهما ألى جانب تقوس في الأطراف.

وأكملت أم خالد حديثها عن مأساة أبنائها، وبعد لحظة ذرفت فيها دموعا صامته، وقالت إنها أنجبت بعد خالد ابنتين، ثم أنجبت بدر الذي عانى من نفس حالة أخيه الأكبر خالد بخلاف أصابته بالقلب، إلا أن حالته النفسية كانت أفضل من خالد، إذ كان لا يكترث لوضعه ويحاول مسايرة حالته والتمتع بما هو مسموح له حسب حالته الصحية. وبعد أن بلغ السادسة عشر من عمره توفى، إلا أن عظامه لم تتقوس تقوسا شديدا كاخيه خالد لكنه كان مشتركا مع شقيقه في زيادة وزنه، بسبب جلوسهم الدائم وعدم تحركهم من أماكنهم بسبب ضمور العضلات.

وبعد وفاة ابنها بدر، تقول أم خالد، لقد رزقت بابن سميته خالد على اسم ابني الأكبر الذي توفي، وبدأت أعراض المرض تظهر على ملامحه، وعند بلوغه الثانية عشر من العمر أدخلته إلى مدرسة المعاقين كباقي إخوته، وأظهرت نتائجه تقدما كبيرا في مستواه التعليمي، إلا أن حالته أصعب من حالة إخوته لزيادة وزنه، الذي زاد بشكل كبير جدا ولا يستطيع خدمة نفسه إذا لم يساعده شخصان، «وأصبح يمتنع عن الخروج مما أضطرني إلى عدم الابتعاد عنه في الوقت الذي ينتظر أيامه الأخيرة». وتشير هنا أم خالد إلى أن الأطباء أغلقوا بصيص الأمل أمامها في معالجة ابنها وقالو لها إن حالته ميئوس منها وسيلاقي المصير الذي لاقاه أشقاؤه، وهو الأمر الذي لم تجد معه أم خالد سوى الدموع والدعاء بشفاء فلذة كبدها، لكنها طرقت باب الطب الشعبي، إلا أن الوصفات التي قدمت لأبنها لم تحرز أي تقدم في معالجة حالته. ولا تقف معاناة أم خالد عن هذا الحد بل أن ابن ابنتها البكر أصيب بنفس الحالة التي تعرض لها أبناؤها، وهي الأن تعيش مأساة أخرى الي جانب مصابها بأبنائها الذين سيلاقون نفس المصير الذي لاقاه أخوالهم، في الوقت الذي زادت فيه أعباء تكاليف العناية بهم.