موسم الزيجات يرفع الطلب على «المشالح» في السعودية: اللون «الأسود» الأكثر طلبا و«الحساوي» الأغلى سعرا والشباب يشترطون تفصيلات تساير الموضة

TT

رفعت الإجازة الصيفية الحالية، وهي أهم مواسم الزيجات في السعودية، مبيعات «المشالح» السعودية التي تعتبر رمزا لوجاهة وأناقة الرجل إلى أكثر من 40 في المائة.

وأكد عاملون في سوق «الزل» الذي اشتهر ببيع أنواع من «المشالح» التي يستخدمها السعوديون في المناسبات المختلفة وخصوصا موسم الأفراح، أن السوق يشهد منذ حلول الإجازة الصيفية إقبالا لافتا لشراء أنواع من هذه «المشالح» تبعا لطبيعة المناسبة التي ستستخدم بها. وشهد السوق ثباتا في الأسعار رغم الإقبال الكبير من قبل طالبي الأنواع المختلفة من تلك «المشالح». ورأى البائعون في السوق أن ثبات الأسعار يعود لحرصهم على كسب العملاء حيث لم يعمدوا لرفع قيمة «المشلح» في ظل الطلب المتزايد على شرائه.

ولا يمكن لزائر سوق «الزل بالديرة» إلا أن يتوقف ولو للحظات أمام أحد محلات بيع المشالح «البشت» ليشاهد البائعين وهم منهمكون في تسجيل قياسات الزبائن، فيما ينشغل بعض العمال في تنفيذ المقاسات المطلوبة.

ويقول بندر الطلحة متعهد خياطة وتفصيل وبيع «المشالح الحساوية» إن المشلح السعودي ضارب في التاريخ حيث كان الأجداد يحرصون على ارتدائه دائما عند خروجهم للصلاة وخصوصا صلاة الجمعة بل أن البعض منهم يعتبر خروجه من المنزل من دون ارتداء المشلح عيبا كبيرا، مشيرا إلى أن المشالح تتكون من قماش و زري.

وأضاف أن القماش مصنوع من عدة أنواع، منها الالماني، أو الإنجليزي أو الكوري أو الحلبي أو النجفي، وأما الزري فهي الخيوط الصفراء التي توضع في أطراف المشلح العليا وتميزه وتضفي له رونقا إذ تختلف درجات لمعان ذلك الزري من خلال 3 أنواع هي: عيار 5.5 و7.5 و10.5 مبينا أنه كلما زاد رقم العيار زادت درجة لمعان الزري وارتفع ثمن المشلح متراوحا بين 1.2 ألف ريال (320 دولارا) و4 آلاف ريال (1.06 ألف دولار).

ويشير الطلحة إلى أن اللون الدارج في المشالح هو اللون الأسود لأنه يتماشى مع كل الألوان وهو المفضل للعريس ليلة زواجه كما هو المفضل للآخرين في الحفلات الرسمية إضافة إلى اللون السكري (الأبيض) لافتا إلى أن خياطة الزري تنتشر في منطقة الإحساء «شرق السعودية» ويتم ذلك بطريقة يدوية تقليدية في حين يتم جلب قماش الزري من اليابان.

ويضيف الطلحة أن أسعار «البشت الحساوي» إذا كان قماشه من النوع الكشميري، أو الحرير الحر فيمكن أن يصل ثمنه إلى 10 آلاف ريال (2.6 دولار) مفيدا أن هناك مشلحا لفصل الشتاء وآخر لفصل الصيف الشتوي يصنع من «الوبر» وهو قماش ثقيل يستخلص النوع الأصلي من وبر الإبل الطبيعي، ومنه المصنع من خيوط مادة البوليستر، وتتراوح أسعاره بين 250 ريالاً (66 دولار) إلى 1.5 ألف ريال (400 دولار). وهناك مشلح يلبس في فترة الربيع ويسمى «مارينا وبر» وهو من فئة نصف الشتوي ونصف صيفي وثمنه يتراوح ما بين 1.2 ألف ريال (320 دولار) و3.5 ألف ريال(900 دولار).

وأبان الطلحة أن الزري ينقسم إلى ملكي ذي الخط الأحمر وملكي ذي الخط الأصفر وثمنه يتراوح بين 1.200 ريال (320 دولارا) إلى 5 آلاف ريال(1.3 ألف دولار) أما أثمان الزري المتوسع (نسبة إلى الرقم 9) ذي الخط الأحمر والأصفر فلا يقل سعرها عن 2.5 ألف ريال (600 دولار)، ونوع زري آخر اسمه «الطابوق» لا ينزل ثمنه عن 3.5 ألف ريال (933 دولار).

وأفاد الطلحة أن الشباب السعودي وخصوصا العرسان منهم أصبحوا أكثر تشرطا للمزايا من السابق في ما يخص خياطة المشالح وأكثر إقبالا على ارتدائها حيث أصبح العريس يتدخل في أشكال الزري ونوعية القماش ونوع الأشكال التي تميزه عن غيره وذلك ليضمن الفوز بإعجاب شريكة حياته. من جانبه يقول الشيخ صالح الجبعان متعهد بيع المشالح إن المشلح السوري أصبح ينافس المشلح الحساوي نظرا لتدني سعره حيث أصبح الإقبال عليه من طرف ذوي الدخل المحدود، وفيه نوع رفيع قماشه ياباني والزري الماني ويصل ثمنه إلى ألف ريال (260 دولار).