حكايات معاقين يتلقون علاجا تأهيلياً: عودة الحياة لطيار بحريني وبطل رياضي.. وأكثر المصابين من الحوادث المرورية

TT

يتمتع السعودي سعد القحطاني، 24 عاما، هذه الايام بشعور غامر من البهجة اثر تمكنه من تحريك عضلاته الضامرة ليمارس هواية فنية اكتشفها في نفسه بمساعدة معالجي مدينة الأمير سلطان الإنسانية في العاصمة الرياض. والقحطاني المتفوق علميا في مراحل التعليم العام والحاصل على شهادة المحاسبة الجامعية، تحدث لـ«الشرق الأوسط» من إحدى قاعات تأهيل الإعاقة في المدينة الإنسانية التي توصف بأنها الأكبر من نوعها. وهي التي تضم في أرجائها الكثير من القصص التي تتطابق مع أهدافها حين أعادت للناس بسمة اغتالتها الإعاقة بمختلف أنواعها ودرجات خطورتها. فهذا محمد. ن، طيار بحريني بترت قدمه نتيجة حادث سير مأساوي حوله من طيار يافع في السماء الى إداري مأزوم على الأرض، لكنه يوافق الآن على إمكانية تجاوز ظروف الإعاقة بمساعدة أعضاء فريق عمل برامج التأهيل المتطورة. وهنا تؤكد رباب أبو زيد، متخصصة علاج طبيعي بالمدينة، أن حالات الإعاقة والبتر والارتخاء وحالات إصابات الدماغ والحبل الشوكي، ينتج أغلبها من جراء الحوادث المرورية التي تستقبل منها حالات كثيرة وتكون اغلبها من فئة الشباب، مشيرة الى أن المدينة تساعدهم على إعادة تأهيلهم في ظل تحقق نتائج جيدة واستجابة للعلاج بناء على الحالة الصحية للمريض وعمر إصابته.

وظروف الحادث الذي غير حياة محمد. ن، حسب روايته، انه «أثناء زيارتي لأداء مناسك الحج اصطدمت الحافلة التي كنت أستقلها مع عدد من الحجاج بالحاجز الخرساني ولأني كنت أجلس بمقدمة الحافلة فقد انحشرت قدمي اليسرى بين الحديد الأمامي، إلا ان قدمي اليسرى استطعت بصعوبة بعد ان توقفت الحافلة إخراجها سالمة». وقال انه نقل الى المستشفى على الفور، حيث «قرر الأطباء هناك بتر القدم لأنها كانت مهشمة والأوردة مقطعة بشكل كامل». واضاف ان «سبب زيارتي للمدينة كانت للتأهيل بعد العملية وتركيب طرف صناعي، وبعد أن استفسرت عن اكثر الأماكن قدرة على ذلك، وجدت أن مدينه الأمير سلطان بما فيها من إمكانيات تنافس المراكز العالمية بالتأهيل».

عبد الرحمن. ق، 16 عاما، مصاب بالشلل النصفي إثر حادث سير أيضا، له طموح لافت، حيث انه بعد ان روى لـ«الشرق الأوسط» قصة تعرضه لحادث السير وانخراطه في برامج علاج إعادة التأهيل قال: «استعد الآن لمواصلة تعليمي العام بعد اكتمال تأهيل إصابتي بهدف قبولي كأحد موظفي مؤسسة الامير سلطان الإنسانية»، نفسها. اما مشبب. ش، 28 عاما، فيحمل معاناة تشابه معاناة سعد القحطاني وطموحا علميا مماثلا، حيث يعانى من ضمور في العضلات وأدخل المدينة لإعادة تأهيله. ويقول بأنه كسب ثقته بنفسه وابتدأ يعتمد على نفسه، وظلت إعاقته دافعا قويا له لتكملة دراسته في مجال المحاسبة، إلا ان هوايته هي تحقيق البطولة في رمي القرص والقله. ويقول عن إرادته بأن «الإعاقه لا يمكن أن تقف حاجزا أمام تحقيق الطموح وإثبات الذات». وبينما قال الطيار البحريني، ممازحا، ان إصابته جعلته خبيرا ومتخصصا بكل صغيرة وكبيرة فيما يخص حالته، فإن سعد القحطاني يتهيأ بعد تدريبه على يد متطوعين يعملون لصالح المدينة، وأوقدوا في نفسه حب الأعمال الفنية لعرض إنتاجه من المشغولات في معرض المدينة الذي سيفتح قريبا.