شقاوة الأطفال تدفع أصحاب المنازل الجديدة الى إقامة الولائم خارجها

عمليات ترميم عاجلة في الدهان والأثاث والمسابح بعد كل وليمة تقام داخل المنازل

TT

بدأت بعض الأسر السعودية نهجا جديدا في ما يتعلق بإقامة الولائم والمناسبات، إذ فضلت ان يتم ذلك في الاستراحات وقصور الافراح بدلا من المنازل، وان يتم إعداد الولائم في المطابخ والمطاعم المخصصة لذلك.

وقد اراح هذا النظام ربات المنازل، وساهم في الحفاظ على نظافة المنازل والاثاث من المخاطر التي تخلفها هذه الولائم لو اقيمت فيها، وخصوصا من قبل الاطفال اثناء لعبهم او عبثهم بموجوداتها.

وبلغ حرص هذه الأسر في اقامة المناسبات خارج منازلها الى درجة فضلت معها دعوة الاقارب والاصدقاء لحضور مناسبات السكن الجديد والمعروفة باسم «النزالة»، خارجه من خلال الاستراحات التي تتنافس في تقديم خدماتها وكسب زبائن جدد.

تقول سارة المحمد ان مثل هذا الاجراء اصبح سمة من سمات العديد من الاسر التي ترغب في ان تقام الولائم والمناسبات خارج منازلها، لان هناك تجارب عديدة مرت بها تلك الاسر، التي اعتادت ان تستقبل ضيوفها في منازلها، بسبب السلبيات التي تنتج عن ذلك والمتمثلة في تلف الاثاث، وتعرض الديكورات والاكسسوارات والتحف واللوحات الفنية التي يعبث الاطفال بها لأضرار، كما ان بعض الاشجار والزهور في الحدائق هي الاخرى تتعرض لذات المشكلة.

ويشير محمد الهبدان الى انه مر بتجربة سيئة بعد ان دعا اقاربه وأصدقاءه لمناسبة انتقاله الى سكنه الجديد، ونظرا لكثرة المدعوين فقد اصبح منزله في اليوم التالي بحاجة الى ترميم، فقد اتسخت المقاعد والاريكات والستائر وتعرضت طاولات الطعام الى العبث وسقطت بعض الاشجار في الحديقة وقطفت بعض الزهور والورود فيها، كما ان بعض الشبابيك اصبحت بحاجة الى تغيير، فقد مارس الاطفال كل انواع العبث داخل الحجرات وفي الساحات مما جعله يرصد مبلغا كبيرا يفوق المبلغ الذي لو صرف في إقامة هذه المناسبة في الاستراحات او قصور الافراح والمناسبات.

ويذكر ناصر الحناكي انه يفضل ان يدعو الى منزله اسرة واحدة من اقاربه في ايام العطل بدلا من توجيه الدعوة الى الجميع لمشاهدة منزله الجديد الذي كلفه المئات من الالوف، بيد ان ذلك لم يمنع عبث الاطفال بمسبح منزله واضطر الى اجراء عملية تنظيف له بعد ان تناثرت فيه بقايا الطعام وصحون البلاستيك، لذلك قرر اغلاق المسبح عند قدوم الضيوف وخصوصا الذين يصطحبون معهم اطفالا.

و يذكر المقاول محمد صالح انه رغم انتهائه من تسليم منزل جديد لصاحبه شرق الرياض، الا انه ما زال يقوم باجراء عمليات صيانة للسباكة والديكورات والدهان بسبب كثرة ضيوف صاحب المنزل، وقد اقترحت عليه عدم إقامة الولائم والمناسبات الكبيرة في المنزل والاستغناء عن ذلك باقامتها في الفنادق او الاستراحات حفاظا على موجودات المنزل.

ويرى علي الشبرمي ان عدم وعي بعض الاسر جعلها تحمل مع اطفالها الدراجات والكرات وأدوات السباحة عند توجيه الدعوات لها لحضور المناسبات، وخصوصا مناسبات السكن الجديد، وهو وضع محرج لصاحب الدعوة بسبب السلبيات التي تتركها مثل هذه الممارسات.