«الحرس الوطني» السعودي يمحو أمية 30 ألفا من منتسـبيه خلال 30 عاما

TT

يعد الحرس الوطني السعودي أول مؤسسة عسكرية في العالم تحصل على جائزة المجلس العالمي لتعليم الكبار في العام 1999 نظير الجهود التي بذلها في مجال محو الأمية ليحصل لاحقا في العام 2003 على شهادة اليونسكو التقديرية الدولية لمحو الأمية، إضافة إلى جائزة الملك «سيجونغ» الدولية لمحو الأمية التي تمنحها المنظمة ذاتها.

وتعود المحاولات الأولى لمحو الأمية ونشر التعليم بين الكبار في الحرس الوطني إلى عام 1384 هـ عند افتتاح المدارس العسكرية والفنية عندما نظمت حملات ودورات تعليمية محدودة للعسكريين في وحداتهم العسكرية. وفي عام 1388هـ افتتحت فصول ثقافية داخل الألوية والكتائب العسكرية لتقديم مواد تثقيفية محدودة تشمل علوم الدين والقراءة والكتابة ومبادئ الرياضيات. وتلا ذلك إنشاء إدارة الثقافة والتعليم في العام 1395هـ والتي تولت مسؤولية تثقيف وتعليم رجال الحرس الوطني وافتتاح مدارس لتعليم الكبار ومحو الأمية في أماكن وجود العسكريين، وذلك وفق مناهج محو الأمية وتعليم الكبار المطبقة في السعودية.

وقامت الإدارة بافتتاح 12 مدرسة لمحو الأمية، واستمر التوسع تدريجياً حتى بلغ مجموع هذه المدارس في عام 1406هـ، 65 مدرسة لمختلف المراحل التعليمية. إضافة إلى ذلك قامت الشؤون الثقافية والتعليمية بإيجاد برامج تعليمية موجهة للأمهات والكبيرات اللاتي فاتهن فرصة التعليم، وذلك لمحو أميتهن ورفع مستوياتهن التعليمية تنفيذا لتوجيهات سمو رئيس الحرس الوطني نحو العمل على شمولية التعليم لجميع أفراد الأسر حيث تم افتتاح أول مركز لتعليم الكبيرات في الحرس الوطني عام 1411 هـ، تلا ذلك افتتاح المزيد من المراكز في المدن السكنية لمنسوبي الحرس الوطني، حيث بلغ عددها في عام 1423 - 1424 هـ 10 مراكز. وفى مطلع العام الدراسي 1419 ـ 1420هـ بدا الحرس الوطني بإعادة تجربة إبداعية في مجال محو الأمية بين منسوبيه العسكريين سبق أن طبقها قبل عدة سنوات، وذلك بتحويل الدراسة في اثنين من مراكز محو الأمية إلى الفترة الصباحية باعتبارها جزءا من وقت الدوام الرسمي، حيث تم توفير معلمين متفرغين لهذه المهمة، بهدف تحفيز الدارسين على الدراسة والانتظام والسعي إلى التحصيل الجيد. وأعطت المؤشرات الأولية للتجربة دلالات واضحة على نجاحها، حيث بلغت نسبة الانتظام 100 في المائة، ما شجع على زيادة عدد المراكز الصباحية حتى بلغت في العام الدراسي 1423 ـ 1424هـ، 9 تسعة مراكز، مما ساهم في خفض نسبة الأمية بين أفراد الحرس.

وتفيد الأرقام والإحصائيات الصادرة عن الحرس الوطني، أن مخرجات تعليم الكبار بالحرس الوطني منذ بدايته رسميا منذ 1395هـ وحتى 1424هـ 10184 دارسا، محيت أميتهم و 10194 دارسا حصلوا على الشهادة الابتدائية و 6408 دارسين حصلوا على الشهادة المتوسطة و 3357 دارسا على الشهادة الثانوية. ويذكر التقرير أن هناك 70 دارسا من خريجي المدارس الثانوية الليلية في الحرس الوطني واصلوا دراساتهم، فيما بعد، حيث التحقوا بجامعات في الداخل وحصلوا على شهادة البكالوريوس والبعض منهم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه.

ولم يقتصر دور مؤسسات التعليم في الحرس الوطني على المنتسبين إليه فقط، وإنما شمل الفئات الواقعة خارجه في محاولة محو الأمية وإزالتها من المجتمع، حيث قام بفتح المجال في جميع مراكز لاستقبال الراغبين من أبناء المجتمع وفق ما تسمح به الامكانات في جميع مراكز تعليم الكبار المنتشرة في المناطق المختلفة.