سعودي ينشئ شركة تقدم خدمات مجانية للطلاب في بريطانيا

TT

لم يكن يخطر ببال الدكتور عدنان الوطبان، وهو يحزم حقائبه في أواخر العام 1998 لنيل درجة الدكتوراه في الفيزياء، بأنه سيجد نفسه يفكر في انشاء شركة اكاديمية مهمتها تسهيل قبول الطلبة السعوديين والعرب في الجامعات البريطانية.

كانت المعاناة التي واجهها الوطبان خلال بدء دراسته هي الشرارة الأولى التي دفعته ليفكر مع شريك عربي في تأسيس شركة (ukdemia) في بداية العام 2000 لتكون ممثلة لعدد من الجامعات العريقة في بريطانيا.

يقول الوطبان: «كنت أحلم أن يجد الطالب العربي فرصته للقبول في الجامعات البريطانية وسط مناخ صحي خال من التعقيدات والإجراءات الروتينية، بعد أن عايشت تجربة مرّة من الاتصالات الهاتفية والفاكسات التي لا تصل، والوعود التي تأخذ الوقت دون طائل».

واستطرد بشيء من المرارة: «المشكلة أن عددا هائلا من طلبات القبول التي ترد إلى الشركة عبر موقعها على شبكة الإنترنت (www.ukdemia) هي طلبات غير جادة، ربما لأننا نقدم خدمة مجانية، ولا يتحمل الطالب مقابل الحصول عليها أي تبعات مادية». ويضيف بأن نحو 600 طالب تم قبولهم من خلال الشركة في الجامعات البريطانية، ليفاجأ بأن عدد الذين أنهوا اجراءات القبول والتسجيل لا يزيد على 90 طالبا فقط. وفسر ذلك بان معظم الطلاب المتقدمين يفشلون في الحصول على منح تفرغ من مرجعهم الوظيفي، أو لحصولهم على قبول في جامعات أخرى خارج بريطانيا. ولا يخفي الوطبان دهشته وهو يرى أبواب الجامعات السعودية ـ تحديدا ـ لا تبدي أي تجاوب مع مطالب شركته بالتنسيق معها، أو دعمها معنويا، خاصة أن هدفها الاستثماري يأتي في مرتبة متأخرة بعد الهدف الوطني في مساعدة الطلاب السعوديين والعرب على اكمال دراساتهم العليا وتحديد الاهداف الملائمة لهم، وطرح خبرات الشركة تحت تصرفهم.

عبد الرحمن الغامدي، أحد الراغبين في متابعة دراسته العليا في الخارج، كان يذرع الطريق أمام بوابة احدى القنصليات الغربية ليبحث عن فرصة قبول طلبه لدراسة الماجستير بعد أن رفضته جامعات سعودية بشروط تعجيزية على حد وصفه. ويقول: «كيف لي أن أثق في جدية هذه الشركات التي تقدم عروضا مجانية، او رسوما رمزية، لأجد نفسي في النهاية ضحية الهروب من بيروقراطية التعليم هنا، الى عشوائية القبول هناك؟!».

ويجيب الوطبان بأن شركته تدفع أحيانا ثمن سمعة بعض الشركات الاجنبية التي تحقق أرباحا هائلة من رسوم البحث عن فرص تعليمية للطلاب. وشدد على أن شركته لا تحصل على رسوم مالية من الطلاب، رغم أن عملية البحث عن جامعة للطالب تكلف نحو 200 دولار، الا أننا غير ملزمين، في المقابل، بشرط تسجيل الطالب أو ضمان حصوله على القبول. وفي حالة القبول نحصل على اتعابنا مباشرة من الجامعات بعد اقتناع الطالب بالجامعة التي وفرت قبولا لطلبه، وبعد أن يسدد رسوم التسجيل لها.

ويأتي شرط الاعتراف من وزارات التعليم العالي كأحد أهم الشروط التي يسأل عنها الطلاب وهو ما يؤكده الوطبان بقوله: «وزارات التعليم العالي جزء من النسيج السياسي العام في الدول العربية حيث تعترف دولة ما بجامعة بريطانية فيما ترفض دولة مجاورة الاعتراف بذات الجامعة لتقبل أخرى». ودعا وزراء التعليم العالي في العالم العربي الى خلق آلية أكاديمية ذات ضوابط قياسية لتوحيد الجامعات المعترف بها لما فيه مصلحة الطالب العربي بالدرجة الاولى.