عرضت جمعية الثقافة والفنون بالأحساء الأسبوع الماضي مسرحية «نصوص» استعداداً للمشاركة في مهرجان القاهرة التجريبي الذي تنطلق فعالياته في العشرين من سبتمبر (ايلول) الجاري، حيث وقع الاختيار عليها لتمثيل المملكة. وقد حضر العرض إبراهيم الحمدان ومشعل الرشيد من لجنة المسرح بالمركز الرئيسي بجمعية الثقافة والفنون.
المخرج زكريا المؤمني استمد رؤيته الإخراجية من أربعة نصوص مسرحية، يوناني قبل الميلاد، وبريطاني من القرون الوسطى، ونصّين سعوديين من وقتنا الحاضر، وهي: «أوديب» لسوفوكليس و«عطيل» لوليام شكسبير و«النهام بحر» لعبد الرحمن المريخي و«جراح بن ساطي» لسامي الجمعان.
وقد أراد المخرج أن يصنع توليفة مسرحية بطلتها المرأة، فسحر اللغز والغموض التي تمتلكه المرأة، هو التيمة التي تحاول المسرحية أن تفكها، وأن تتعرف عليها، وقد كان للمرأة حضور طاغٍ في المسرحية ولكن ليس لها ظهور مادي، فيتم استعراض المرأة في صور مختلفة في عدة صور: الحبيبة والحلم والقدر والرذيلة والزوجة التي تشغل عن الإبداع، أو الحبيبة التي حينما تكون في قفصه كزوجة، تتحول من قصيدة إلى واقع، فيكون الشاعر أو المبدع مخيرا بين حبيبته التي صادرت الشعر، وبين القصيدة، فيختار القصيدة، فينفصل عنها. وتنتقل مشاهد المسرحية من لوحة إلى لوحة، وتشعر في نهاية العرض أنه مجرد حلم أو غفوة مرت على جرّاح ذات مساء، فتمر نساء أوديب وعطيل والنهام بحر، في حالات مختلفة ومتنوعة، يفقد معها جراح قراره في الوصول لحبيبته، أو يحتار كيف ستكون حبيبته، في أي صورة من الصور التي مرت بذاكرته أو التي استعرضتها المسرحية؟ وتظل المرأة بالنسبة للرجل بعيدة وعصية مهما اقتربت، كمن يقبض على الماء ولكنه لا يمتلكه.
المخرج نجح في التخفّف من الديكور المسرحي، وعبء تبديله بين لوحة وأخرى، واستعاض عنه بقطعة قماش بيضاء كسينوغرافيا متألقة وجميلة، استخدمها في تشكيل مشهد البحر في هدوئه وهيجانه، وفي تشكيل أجساد الجوقة / الممثلين، وقد أتقن المخرج أيضا استخدامها في التشكيل البصري، وخلق متعة بصرية ولونية لعين المتفرج.
شارك في التمثيل فيصل المحسن وسلطان النوه ويوسف الخميس وماجد النويس ومحمد بوحميدة ومجموعة من الممثلين، ويصاحب المسرحية إلى القاهرة عبد الرحمن المريخي مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، ورئيس قسم المسرح علي الغوينم.
جدير بالذكر أن مسرح الأحساء تأسس في عام 1972 وقدم منذ ذلك الوقت 39 مسرحية للكبار والصغار، ونال عددا من الجوائز المحلية كما شارك في المهرجانات المسرحية الخليجية والدولية.